كشف الدكتور أشرف إبراهيم القصاص، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، عن الأهداف التي ينشدها الاحتلال الإسرائيلي من العملية العسكرية الموسعة، التي يشنها شمال الضفة الغربية. ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على الضفة الغربية لليوم الخامس على التوالي، حيث يشن عملية عسكرية موسعة تُوصف بأنها "الأكبر منذ عقدين من الزمن" في مناطق الضفة. وقال القصاص، ل"بوابة أخبار اليوم"، "جيش الاحتلال يشن حربًا مفتوحة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية ويواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بالتوافق مع المستوى السياسي وحكومة الاحتلال التي تؤمن بالحسم العسكري والأمني في إدارة الملف الفلسطيني". «الحجارة الخمسة» وأردف قائلًا: "اختيار الاحتلال اسم «الحجارة الخمسة» في عدوانه على شمال الضفة في طوباس ونابلس وقبلها في مخيمات جنين و طولكرم يؤشر إلى رغبته في حسم القضية الفلسطينية خاصة فيما يتعلق بسيطرته الجغرافية". وأشار القصاص إلى أن الضفة الغربية تشهد عدوانًا مفتوحًا أدى إلى تهجير 32 ألف مواطن فلسطيني وذلك لعدة أهداف منها تنفيذ الضم عمليا عبر الهدم والقضم والضم الزاحف لتغيير الواقع السكاني والديمغرافي لصالح المستوطنين ولتغيير قواعد الاشتباك فاستخدام المقاتلات الحربية "أباتشي" يعني بان الواقع في الضفة بات يشبه واقع قطاع غزة وكذلك استخدام معادلة ردع جديدة من منطلق السيطرة المطلقة للاحتلال على كل مناطق الضفة. وتابع قائلًا: "يعتبر مسمى الحجارة الخمسة، الذي أطلقه الاحتلال على عدوانه على طوباس، يعني انتقال العمليات العسكرية من المخيمات إلى المدن بغية تركيع الشعب الفلسطيني من منطلق الحسم الامني لأنه يرى أن المقاومة بدأت تتخذ شكلًا آخر فرديًا غير منظم ولا جماعي وهو ما يقلق الاحتلال". أهداف ونوايا إسرائيلية ومضى يقول: "الاحتلال يستخدم بعدًا أمنيًا تكتيكيًا في مخيمات ومدن شمال الضفة الغربية، ما يعني أن الضفة كلها في عين الاستهداف، كذلك الاحتلال يربط بين البعد الانتخابي والسيطرة على الضفة الغربية ما يعني تعزيز الضغط على الضفة بحيث يمكن امتداده إلى مناطق واسعة إلى حين إجراء انتخابات إسرائيلية سواء مبكرة أو حتى في موعدها في أكتوبر 2026". وواصل القصاص: "الاحتلال ما زال يعمل على سياسة فصل كل المناطق في الضفة عن بعضها البعض وتحويلها لثكنات عسكرية بحيث يتواجد فيها بشكل دائم، كما يتعمد إطالة الوقت في عدوانه على الضفة، خاصة أن مسألة ضم الضفة أصبحت محط منافسة بين المعارضة واليمين المتشدد في دولة الاحتلال". وتحدث القصاص عن أن زخم الخطاب الداخلي الاسرائيلي سيزداد حدة إزاء الضفة الغربية والسيطرة عليها، وفصلها عن كل ما يتعلق بغزة الجريحة والمحاصرة، ما يعني أن مستقبل الضفة بات جزء من الصراعات الداخلية الإسرائيلية". وذكر المحلل السياسي الفلسطيني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحرص على إبقاء الحرب مفتوحة في غزة ولبنان وسوريا لأنه لم يصل إلى النصر المطلق، مشيرًا إلى أن نتنياهو غير معني بتطبيق المرحلة الثانية بكامل حذافيرها من خطة دونالد ترامب وكذلك الولاياتالمتحدة التي باتت مشغولة بالملف الأوكراني الروسي وهو ما يمنح الاحتلال الفرصة لمواصلة عدوانه المتقطع على القطاع. وأكد القصاص أن ذلك يعتبر هدف الاحتلال الإستراتيجي المستقبلي، وهو تقليص دور السلطة الفلسطينية وحصر عملها ضمن 20% من أراضي الضفة بحيث لا يتناول على مائدة الحوار السياسي الحقوق السياسية ولا الدولة الفلسطينية، وإبقاء الفلسطينيين يعيشون ضمن المناطق المصنفة "أ" التي تقدر بحوالي 20% من الضفة، في حين تبقى السيطرة الأمنية والعسكرية المطلقة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.