منذ سنوات، أصبح الطلاق جزءًا من الحكايات التي يرويها كثير من نجوم الوسط الفني، لكن القليل منهم من يجرؤ على البوح بصدق، كما فعل الفنان أحمد فهمي والفنانة بسمة بوسيل مؤخرًا. وفي لحظة صراحة ظهر كل منهما في برامج تليفزيونية الأيام الماضية، وتحدثا عن أسرارهما، ونبش كلٌّ منهما ماضيه العاطفي، وتحدّثا عمّا بعد الانفصال بطريقة إنسانية صادقة، كشفت جوانب غير معروفة من حياتهما، مما أثار الجدل على السوشيال ميديا. قبل أيام، جلس أحمد فهمي ضيفًا على برنامج «عندك وقت مع عبلة» عبر قناة «إم بي سي»، ليكشف تفاصيل علاقة ممتدة بينه وبين طليقته منة حسين فهمي. وأكد أن الانفصال بينهما لم يكن دراما كبيرة، بل «انفصال راقٍ» تمّ بهدوء وبدون تصادم: «إحنا ما زلنا أصحاب»، قالها بصراحة، وأضاف أنه يحترم العلاقة التي كانت تجمعه بوالديها، حسين فهمي وميرفت أمين، وأن التواصل بينهم مستمر. فهمي وصف الطلاق بأنه كان بمثابة «فكّ شراكة» أكثر مما هو نهاية للصداقة.. فقال: «كأن اتنين صحاب بيقولوا لبعض: تعالَ نفكّ الشراكة من غير خناق». كلامه كشف عن تطور كبير في نظرته للزواج والعلاقات: لم يعد يربط الأمر فقط بالارتباط والذرية، بل يرى أن الصداقة والارتياح، أن تضحك مع شريكك، تهزر معه، وتعود إلى بيتك سعيدًا، هما الأساس. مرحلة صعبة أما من جانبها، فبسمة بوسيل لم تكن أقل جرأة. خلال مقابلة حديثة في برنامج مغربي، قالت إن قصة الانفصال لم تكن سهلة، وإن الطلاق صدمها: وفاة والدها تزامنت مع مرحلة صعبة في حياتها، ومسؤوليات كبيرة تجاه أولادها الثلاثة، مما دفعها إلى العودة إلى الله مرات عدة. وأوضحت أيضًا أن أولادها «ما لهمش ذنب في اختياراتنا»، في تلميح إلى رغبتها في الحفاظ على استقرارهم حتى بعد الانفصال. بسمة لم تتهرّب من الجدل، بل تعاملت معه بقوة: نفت أن تكون الغيرة سبب الطلاق، وقالت إن القرار اتُّخذ من وجهة نظر عملية ونفسية لها. وبعد ذلك القرار، تحولت حياتها إلى مرحلة جديدة مليئة بالنمو الشخصي أعادت اكتشاف شغفها، وقررت أن تعيش حياة أكثر استقلالًا، وتسير في طريقها الخاص. بسمة لم تكتفِ بتصحيح الصورة، بل وصلت إلى نقطة اعتراف أعمق: «أنا اللي طلبت الطلاق»، وأضافت أنها لا تفكّر في العودة إليه — قرار اتخذته من براغماتية وليس من فراغ. كما أكدت أنها تتلقى نفقة شهرية من تامر تُقدَّر ب 5000 جنيه، لكنها لا تعتبر ذلك موضوعًا محرجًا بقدر ما هو ترتيب طبيعي بعد الانفصال. وعن الاتهامات التي طُرحت ضدها، رفضت بسمة فكرة أنها تهاجمه بغرض «التشهير أو الكسب الإعلامي». وفي اللقاء، أوضحت أن ما تبوح به اليوم يتعلق بخسائر نفسية مرّت بها خلال سنوات الزواج: قالت إنها عاشت «حالة دمار» نفسي، وإنها شعرت بعدم ثقة في نفسها، ومرّت بنزعات اكتئاب حادّ دفعتها إلى إعادة تقييم حياتها بالكامل. أما عن مستقبلها الشخصي، فبسمة صرّحت بأنها تبحث الآن عن «شريك روحي» أكثر من أي شيء آخر: «عايزة حد يخاف ربنا ويصلي... عمود الحياة كله» كما وصفت، لتؤكد أن نضوجها بعد الطلاق جعلها تعيد أولوياتها بكل وضوح. لكن ما جمع ما قاله فهمي وبوسيل هو روح النضج والواقعية؛ فهما لم يكونا ضحايا مؤامرة درامية، بل أشخاصًا اختبروا الحب، الفقدان، والانفصال، ومن ثم العتاب والتصالح مع الذات. ففهمي يرى أن علاقة الزواج لا تنتهي تلقائيًا، بل يمكن أن تستمر كصداقة محترمة. وبسمة اختارت أن تعلن عن طلاقها بعفوية، ثم تعيش ما بعدها بإيمان واطمئنان، دون أن تخفي مشاعرها أو تتراجع عن قراراتها. في النهاية، قصتهما ترسل رسالة مهمة: الطلاق ليس دائمًا نهاية مؤلمة بلا أمل، بل قد يكون نقطة تحوّل نحو حياة أكثر وضوحًا، نحو علاقة أفضل مع النفس ومع الآخرين. وبينما يعيد أحمد فهمي بناء نظرته للحب والشراكة، تختار بسمة بوسيل طريق الاستقلال وتأكيد الذات، وكلاهما يريدان أن يقولا: «لن أهرب من الماضي، لكن سأبني مستقبلي من جديد». اقرأ أيضا: تفاصيل مسلسل «2 قهوة» قبل عرضه.. القصة والأبطال وموعد العرض