رئيس هيئة قناة السويس الفريق «أسامة ربيع» من مواليد شهر (يونيو)، لكنه يتفاءل بشهر (نوفمبر)، ولم يخذله شهر نوفمبر الذى شهد تحسن مؤشرات الملاحة بالقناة مع عودة الهدوء إلى المنطقة بعد توقيع اتفاق شرم الشيخ للسلام ووقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. إذا سألت الفريق ربيع، كيف حال القناة اليوم، لقال لك أنا اليوم سعيد، هناك تحسّن فى معدلات الملاحة بقناة السويس، شهر نوفمبر الجارى شهد نموا فى الإيرادات الدولارية بنحو (18%) على أساس سنوى، فضلا عن ارتفاع الحمولات بنحو (13%) وزيادة عدد السفن المارة بنسبة (8%) خلال الشهر الجارى. عودة الملاحة فى القناة بكامل طاقتها أسمى أمانينا، وتعويض الفاقد من حركة الملاحة بسبب هجمات الحوثيين فى اليمن، ما يستأهل عملا شاقا، وجهدا مضاعفا، وهذا ما يتوافق عليه الفريق ربيع ورجاله المخلصون. إيرادات قناة السويس لمَن لا يعرف، بلغت 5.8 مليار دولار فى 2019، ثم 5.6 مليار دولار فى 2020، وفى 2021 بلغت 6.3 مليار دولار، وارتفعت إلى 7.9 مليار دولار فى 2022، قبل أن تصل إلى 10.2 مليار دولار فى عام 2023، وهو أعلى رقم فى تاريخ القناة . القناة حققت قرابة 4 مليارات دولار خلال عام 2024 متأثرة بتراجع حركة السفن فى البحر الأحمر. ربيع يأمل فى العودة السريعة، ويخطط لهذه العودة الميمونة بدأب وإخلاص، وقراءة واعية لتدفقات الملاحة بعد إيقاف الحرب، ويحدوه الأمل فى تجاوز الرقم القياسى (العشرة مليارات)، يطمع فى كرم ربنا، وربنا كريم. ما تغله القناة من إيرادات مضافة للدخل القومى، ما نعض عليه بالنواجذ، القناة بعد ازدواجها تشكل قيمة مضافة للاقتصاد الوطنى، نحن فى أمس الحاجة إلى ما يعوض خسارة العام الماضى بسبب حرب غزة. بالأرقام التى يحوزها الفريق ربيع، لم تتكلف وتتحمل دولة فى الجوار مثل هذه الخسارة المحققة ونحن فى أحوج ما نكون لهذه المليارات الثمانية التى تكبدناها، ولم نطلب تعويضات، تحملنا الغرم صابرين، وسعينا لإيقاف الحرب لأجل إخوتنا فى غزة غير مبالين بالخسارة، الخسارة المادية لا تقارن بالخسارة فى الأرواح البريئة التى تزهق فى القطاع المنكوب. القناة والحمد لله جاهزة لاستعادة الحركة التى كادت تتوقف بسبب الحرب، وكلما ابتعد شبح الحرب ارتفع منسوب الأمل فى عودة الملاحة لسابق عهدها. مهم التوقف أمام حقيقة ريادة القناة ومكانتها كشريان رئيسى وحيوى فى مجال الملاحة البحرية العالمية باعتبارها الممر الملاحى الأقصر والأسرع والأكثر أماناً، لا تقارن بممرات بديلة، ولا بطرق جارى تخطيطها، هيئة القناة مستعدة لكل الاحتمالات، وتدرس تأثيرات كل الممرات البحرية والبرية والسكك الحديدية، ومحفوظ مكانها ومكانتها فى كل هذه المشروعات العابرة للقارات. هيئة القناة يقظة لكل مهددات الملاحة فى القناة، وتستبطن توجيه القيادة السياسية باستدامة جهود التطوير (مهما بلغت كلفتها) وفق استراتيجية متكاملة وخطوات متوازية، لتعظيم عائدات عبور السفن وزيادة الحصة السوقية للقناة، وميكنة الخدمات المقدمة للخطوط الملاحية. فضلاً عن تعظيم الاستفادة من الأصول المملوكة لها وإدخال معدات جديدة وحديثة تواكب التطور الحادث فى مجال النقل البحرى واتجاه الترسانات العالمية نحو بناء السفن العملاقة، لتنجح القناة فى التعامل بمرونة واحترافية مع التحديات الدولية والمتغيرات الطارئة على حركة التجارة الدولية. ربيع يحمد للقيادة السياسية مشروع قناة السويس الجديدة (الازدواج)، مثل نقل القناة نقلة تاريخية ، لا سيما أنها أول مشروع قومى فى مسيرة إنجازات (دولة 30 يونيو) وحفرت بسواعد، وإرادة مصرية، وتمويلات شعبية، وتثمينا لجدوى المشروع الاقتصادية التى ساهمت فى زيادة الطلب على استخدام القناة كممر ملاحى رئيسى عالمى ورفع درجة تصنيفها عالميا. وتبينًا لمعنى المنحنى الصاعد للإيرادات نتيجة حفر القناة الجديدة، وفيه رد مفحم على إخوان الشيطان (أعداء القناة فى المنافى). المنحنى الصاعد فى نوفمبر وما سيتلوه إن شاء الله ، ليس صدفة بحرية، بل نهج مخطط، وفق الحوافز والسياسات التسويقية والتسعيرية لقناة السويس، التى تدار وفق منهجية علمية معتبرة.