محمد علي السيد يكتب: لاموني

مرسى علم 1985
1- لاموني
تحسر (عادل) بعتاب
-طنشت الدكتورة ليه راميه نفسها عليك
وجوزها مخ أجانب!!!
(عالمة جيلوجيا الذهب خمسينية ضامرة
زوجها أستاذها جامعى كهل
شاركانا سمر عشاء الأستراحة المركزية
أعتلى الكرسي الوحيد
أتابع مشاغبات الجيولوجيين الشباب
البساط أحمدى سجادة عز أستراحة ملكية قديمة
شيشة تثرى ليل الاغنيات وصدى الجبال الجرانيتية صامتة مظلمة رغم قمر الليالى بوق سيارة زيل روسي قاسية لحركة الصخور والرمال الخشنه
يتونس صاحبه ويعلمنا بوصول بعثة نائية
الدكتورة تخرج لفافة من حقيبتها الجبلية الجلدية تنحنى بطولها الواضح وبنطلون صيفى رقيق
تلقمها بريق صهد الفحم
إذا هى بين ساقى يرمقها شبق عيونهم
أرتد للخلف برشاقة شبابى أعتذر
تستدير تلتفت بأستغراب جهلها موقفى
وتجاهلى ضجيجهم المفاجيء
-الدكتورة واقعه ؟!!!!
أتغابى تكرار المحاولة نغادرهم نعد لعمل الغد
أجيبه
-نرجسية غرور أصون تعب ومجهود شهور
أصل هنا مناطق لم تطرق صحفيا قبلى
مخاطر تنزلق بنا لظلمات كهوف أبدية
مستغنيا موضوعات صحفيه
قريبة سهله مريحه مربحة وسط أسرتى
المحيطون علماء بعقول جليلة
لكنهم بشريتناسون جهودنا
فى ملل ليالهم الجبلية بطرفتنا مغامرة ضعف عابرة تصبح قاعدة يذكرونى بها بينهم ومع صحفيون يأتون يوما
دون عن تفردى
أخسر ما جمعه النمل فى عام
يدهسه غباوة خف جمل طائش
لايعنيه ماتكبدت لشرف الاجاده
ويصرفون العيون عن عبقرية صورك الميدانية
-
-عندك حق!
-2 أبيض وأسود
أبيض وأسود فاق زرقة بحر وسماء
وخضرة حديقة الفندق الشاطىء
نبتهج
فستان فرنساوى حريرى أسود
مكشوف الساقين والصدر والظهر
يضم بريق بياض قوامها الرشيق
حذاء لامع كعب عال
(سندريلا- شمس النهار -ست الحسن والجمال )
تمحو البدلة الجينز والحذاء الرياضى وكاب الشمس
بين مناجم الذهب
خاطب تحت الاختبار 3 أشهر سياحة
(خجول مفزوع بحلق فى أذنيه يتخفى شجاعتها)
أستكثروها عليه وقد رطبت جفاف عشائنا
ظمئى للحنية
-لن يحكمها ولا يملأ عينيها !!
- دعوهما وشأنهما!!
مترددون بين أمانيهم وواجب الضيافة
والوقار العلمى
الا (عادل) تركنا عجزهم يلاصق تبسط جلوسها أرضا يهمس تجاوبه يواصل بكفيه وأصابعه الحوار
ينتقد رفيقها الذى لا يشعر بجمالها ولا يوليها الأهتمام
أماءت موافقة أنفعلت غضبا وبكائا مصرة
الا يبيتا سويا !!!!!
صباحنا نغرق فى العمل والنسيان
إحدى محطات عودتنا البرية الطويلة نلقاها
يدهشنا معرفة (عادل ) بالخبر
يلوح تجاوبه
أشاغبه
(- أبيض وأسود ليلى ونهارى فكرى بيك مشغول!! (أغنية أم كلثوم )
-مش أفلام الأبيض والأسود أنتهت
بعد الالوان وكاميرات الديجيتال الرقمية
أستنطق المصور الصحفى المحترف
يحتد
- الأبيض والأسود تأمل وتركيز وخيال و ودفء
الابيض ينور
الاسود الداكن الصافى يركز بهرجة الالوان
يكثف التفاصيل يؤكد السيادة والوقار والجدية
اجتماعهما يحقق الانسجام والتكامل
كسوة الكعبة سوداء مأزر الأحرام أبيض
أول النهار بداية الصوم وأول الليل نهايته
السبورة سوداء والطباشير أبيض
القلب الأسود شر الأبيض خير
-حبيبى يا عاشق بالذمة تعرف حرف فرنسي واحد
كيف حرضتها !!!
تنهد
- الكلام ده مش فى الكتب !!
ده لغة قلب وعين وأصابع كف العاشق الولهان
وتاه فى الأحلام
3- الباشمهندسة
-هاتى سيجارة بقى!
بإستهانة وأصبعها الخنصر أزاحت تجاهى علبتها
-ولعه
بتؤده تضع ولاعة يمناها أمامى
تحدى أستكشاف أنفث دخانى كثيفا
(نبهونىعصبيه جبروت )
ممتلئه مسئولة عن إدارة أزمة دولية أكتبها عنها
أستغل زعيق أوامرها ورهب أمتثال مرؤسيها
جالسا جانب مكتبها
فردت أوراقى أقتحم غضبتها
من جهل الناس والمسئولين والصحفيين بحقائق الأمور
-أزاى
تنهش غبائى
-علشان
وتجيب
أستوضح مصطلح
أستثمر تفتح مسام كلامها من أمتى ؟!
تفيق لوجودى
-لا أكلم الصحفيين!
أكمل كتابة فقرتها توقيا بوادر عراك
تتنبه لأنزلاقها تروقها طريقتى تكمل
يفتر صوتها أتحسب صمتها
أفاجئها بمغامرة طلبى السيجارة!!
تطلق نفثات شرهة
أخرج علبتى ألاحقها تأبى سجائرى
تواجهنىحادة أمره :
-عاوزة أراجع شغلك قبل النشر!
4- برلنت
إنفلت عيار شبابى فجأة ... أبتر حوار المدير
أندفع خلف السكرتيره التى فجرت مفاعل نووى أعصابى
فاتنة بياض صافى براق
برلنت يقطع الأجساد الصخرية
لا تستقر جلستى أهاجمها بشراسة
-عيب يا وادأنا ذى مامتك !!
أطلق سهام غزلى تلجمني بتمكن خبرة السيطرة
أهرب منهكا بندم ضياع فرص الأمانى
هدوء وبرد ليل شرفتى أفرد أوراقى
(والقلم وما يسطرون ) ومسئوليته
أنت وربك وضميرك ورجولتك
وشرفك المهنى و مستقبلك
تخط الكلمات بمشقة تجميعها وفهم ألغازها
ونمنمات تفاصيلها ومحاورة خبرائها وزيارة مواقعها تفهم أقصى ما تستطيع تكتب أسهل ما يفهم
متخلصا من الأنفعالات
إلا أبداع الكتابة وحيادية العرض وأخلاص توصيل الرسالة متعة صياغة أعمق أبسط الكلمات
أسمى ببنط كبار الصحفيين وأنا حديث السن والخبرة
أقبل دعوة قهوتها
رائقا متزننا بلا شائبة
شابة خمرية ممتلئة تتمركز أمامى
تحوط طفل مهندم وسيم
-أرملة شهيد تقيم بأرقى الأحياء تربى وحيدها وحيده
تفحصى ننى عينيه تتمنيان الا أنظر أمه !!
تشيد المضيفة بكفائتى وطموحى
أزيد من حرصى ولو نظرة أنغمس فى تفاصيل مهنية
تنتصب الضيفة ضجرا
-أنا ماشية بقى !!
تستمهلها تواعدها تتمنى لها السلامة
##
يتبعها موظف شاب تضحك برسالة يائسة
-لا يترك ضيفه شقى جدا !!!
5 – عبقرية
في المستشفى النائي، توقفت أمام لاصق عريض
علقت به الممرضة، عبوة الدواء بالحائط،
بدل الحامل المعدني الطبي غير المتوفر
في أزمة زحام مصابي الحادث الكبير المفاجئ..
أمتعض زميلي صائحا:
شايف الإهمال.
أجبته هادئا شايف العبقرية.
6- دهشه
النيل كان يمر ببابهم يحمل مخلفاتهم
تختفى عن عيونهم لا يشغلهم مصيرها ...
غير النهر طريقه جف مساره أمامهم
تبقت المخلفات و تعفنها وحشراتها،
يتفرجون يدهشهم تساؤل
أين ولت نظافتنا ؟
7- يا أبا "آدم"
روت لنا صغارا
.أُمنا حواء، جلست أمام الفرن تسوي رغفات قمح شهية، سحبت أولها. تعجلها أبونا أدم..
منهك بشقاء عمله من الفجر.. جوع يقرص بطنه.
رغيف مزنهر ، أعلاه حمرة، أسفله صفرة ،
أشتهاه،
ناولته على قرص رأس الطراحة بالذراع الخشبي الطويل، يخطفه متحايل علي لهيبة،
يتلوى منه، يتدحرج على الأرض بعيدا..
، جرى خلفه متلهفا
من يوميها ..، كتب علينا، الجري وراء لقمة العيش.. نبذل العرق، والمجهود، وماء الوجه،
أرهقها بأسألتى .. تجيبي بتشفى غباء الرجال
لو راح على مهله.. كنا أكلنا بالساهل،
نعمل إيه.. عملها هو.. ووقعنا فيها أحنا،
يعني كان لازم يا أبا آدم؟