بريطانيا تحذر من كارثة إنسانية في الفاشر وتصف تقدم الدعم السريع بالخطر الكبير على المدنيين

أدانت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، اليوم الثلاثاء، التصعيد العنيف الذي شهدته مدينة الفاشر بإقليم دارفور غرب السودان، محذّرة من أن سكان المدينة يواجهون خطرًا كبيرًا بسبب تقدم قوات الدعم السريع.
وتأتي تصريحات كوبر عقب سيطرة قوات الدعم السريع، أول أمس الأحد، على مدينة الفاشر، وانسحاب الجيش السوداني منها بعد معارك ضارية استمرت أسابيع، تخللها حصار خانق وإغلاق كامل للمنافذ الإنسانية.
وفي المقابل، توعد رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان بمحاسبة كل من ارتكب جرائم بحق الشعب السوداني، مؤكدًا في خطاب متلفز أن القوات المسلحة قادرة على استعادة السيطرة على المدينة وهزيمة من وصفهم ب"المرتزقة". وأوضح البرهان أن مغادرة الجيش لمدينة الفاشر كانت نتيجة لما تعرضت له من تدمير ممنهج، مشددًا على أن القوات المسلحة ستقتص للمدنيين المتضررين وستستعيد كل شبر من أراضي البلاد.
وفي السياق نفسه، أكدت وزيرة الخارجية البريطانية أن لتقدم قوات الدعم السريع في الفاشر تأثيرًا مدمرًا على المدنيين، مشيرة إلى أن العواقب الإنسانية هناك "كارثية"، وفق ما نقلته وكالات الأنباء.
من جانبه، طالب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر بتأمين ممرات آمنة للمدنيين المحاصرين داخل المدينة، معربًا عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تفيد بوقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وحالات نزوح واسعة جراء القتال والقصف المكثف.
وتكتسب مدينة الفاشر أهمية عسكرية واستراتيجية كبيرة باعتبارها العاصمة التاريخية لإقليم دارفور وآخر مركز رئيسي للجيش السوداني في المنطقة، فضلًا عن موقعها القريب من شمال السودان الذي يجعلها نقطة انطلاق حيوية لأي محاولات لاستعادة السيطرة على بقية المناطق.