أظهر التعدى على عم غريب، مسن السويس، إيجابية المصريين، مهما تجاوز البعض فهناك من يتمسك بالقيم والأخلاق.. انتفاضة السوشيال ميديا بينت مدى تأثيرها وكشفت معدن المصريين الأصيل. لم تكن صرخات ابنة عم غريب سوى سياط تلهب أجساد الغيورين وحركت الدماء فى العروق وتعالت صيحات المطالبة بالحساب والردع. وكعادتها تثبت وزارة الداخلية جاهزيتها وانحيازها للحق، لتعزز ثقة الناس فى شرطتهم الوطنية. ما حدث جرس انذار يستوجب وقفة جادة لتعود الأخلاق، فلا يوجد مبرر يسمح بتجاوز الشاب مع الرجل العجوز وصفعه على وجهه مهما كان السبب فى دولة القانون.. إذا كان البعض انجرف لهوس السوشيال ميديا وتمادى فى الانحراف والتبحر فى مجارى الرذيلة والخطأ، فإننا نجد على الضفة الأخرى ايجابيات لمستخدمين يتعاملون وفق القيم والأخلاق، وتأتى حالة عم غريب لتؤكد حسن استخدام السوشيال ميديا وفوائدها، وماذا لو لم ينتشر مقطع الفيديو الذى أظهر تعدى المتجاوز على ذلك المسن المسكين؟ ما حدث يجعلنا نراجع أنفسنا فى استخدام ومتابعة السوشيال ميديا والتركيز على النافع والابتعاد عن التفاهات لمحاربة الخلل والبعد عن التجاوزات. هناك صور كثيرة لتجاوزات وتعديات على مواطنين ومرافق عامة وسلوكيات مشينة لم تنقلها السوشيال ميديا، علينا التصدى لها ومحاربتها، ونتمنى أن تكون واقعة عم غريب صحوة لعودة الأخلاق. انفلات الأخلاق يستوجب تحركا قويا للأسرة ومتابعة جيدة لتستقيم الأمور ويعود الانضباط.. دور الدولة أساسى لكن لن تصفق يد الدولة بمفردها، المسئولية على الجميع، أسرة ومؤسسات ودور عبادة وأحزابا ومنظمات مجتمع مدنى وجامعات ومدارس وأندية.. عودة الأخلاق تصحيح لفوضى سادت سلوكياتنا، ورسخت قواعد معوجة، ونتمنى أن تكون واقعة السويس بداية لصحوة إيجابية لعودة الأخلاق.