أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن تجديد الخطاب الديني يُعد "صناعة ثقيلة" تتطلب جهدًا عميقًا وواعيًا لصياغة عقول قادرة على فهم الواقع ومعالجة تحدياته برؤية فلسفية شاملة، مشددًا على أن هذا التجديد لا ينفصل عن منظومة القيم الأخلاقية، بل يرتبط بها ارتباطًا وثيقًا. جاء ذلك خلال مشاركة الأزهري في مؤتمر الهيئة القبطية الإنجيلية تحت عنوان "الوعي وركائز التنمية المستدامة"، حيث ألقى كلمة تناول فيها أهمية الأخلاق في بناء المجتمع وتحقيق النهضة. اقرأ أيضا| أوقاف الإسماعيلية تختتم برنامج أطفال حول الرسول بمكتبة مصر العامة وأوضح وزير الأوقاف أن هناك فرقًا جوهريًا بين "الحديث عن التجديد" والحديث في التجديد"، مبينًا أن العملية تتجاوز الشعارات، لتصل إلى تشكيل وعي قادر على البناء والتغيير. وأشار إلى أن القيم الأخلاقية تنقسم إلى ثلاث مراتب رئيسية وهم قيم البقاء: المعنية بالحفاظ على هوية المجتمع وثوابته، قيم الانطلاق: وتشمل الأمل، والطموح، والابتكار، وهي الركائز الأساسية لأي تقدم، قيم الإحسان: وهي أعلى مراتب الأداء والإتقان، وتتجاوز الكفاءة الشكلية إلى عمق الروح والقيمة. كما أشاد الأزهري بالصداقة التي تجمعه برئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، الدكتور القس أندريه زكي، واصفًا إياه بأنه "نموذج للوطنية المتجذرة والأخوّة الصادقة"، ومعتبرًا إياه "صفحة مضيئة في تاريخ المجتمع المصري". وخصّ بالشكر الإعلامي سمير عمر، رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مشيرًا إلى كفاءته في إدارة الجلسات الحوارية الكبرى، ودوره البارز في دعم قضايا الوعي والتنوير. واختتم وزير الأوقاف كلمته بالتأكيد على أن غرس القيم والأخلاق يشكّل القاعدة الأساسية لأي نهضة حقيقية، وأن استنهاض الوعي المجتمعي هو السبيل لتحقيق التنمية المستدامة في مصر.