هل تتخيل خريطة عالم جديدة؟ يبدو أن ما كان يبدو خيالًا علميًا أصبح حقيقة جيولوجية مذهلة! كشفت أحدث الدراسات العلمية أن قارة أفريقيا، ثاني أكبر قارات العالم، بدأت بالفعل في الانقسام إلى شطرين بفعل صدع هائل. هذا التغير الجذري في باطن الأرض سيُعيد تشكيل معالم القارة بشكل لم يسبق له مثيل. - الصدع الأفريقي العظيم: نبضات من أعماق الأرض تمزق القارة ببطء تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية يشير إلى وجود صدع ضخم يمتد حاليًا من الشمال الشرقي إلى الجنوب في القارة الأفريقية. هذا الصدع هو المسؤول عن هذا الانقسام الذي سيقسم أفريقيا إلى جزأين في المستقبل البعيد، مُنهيًا بذلك شكل القارة الذي نعرفه اليوم. الدراسة الجديدة، التي أجراها باحثون من جامعة سوانزي، قدمت أدلة قاطعة على ارتفاعات منتظمة للصخور المنصهرة من أعماق سطح الأرض تحت إثيوبيا. هذه الارتفاعات، أو "النبضات"، تعمل على تمزيق القارة تدريجياً، مُمهدة لتكوين محيط جديد. علّقت الدكتورة إيما واتس، الباحثة الرئيسية، بأن "الانقسام سيمتد في النهاية إلى أسفل أفريقيا". يؤكد العلماء أن عملية الانقسام بدأت بالفعل، ولكنها تحدث بمعدل بطيء جدًا يتراوح بين خمسة إلى 16 مليمترًا سنويًا. لذلك، لا داعي للقلق من حدوث تغيرات مفاجئة! من المتوقع أن تستغرق هذه العملية ملايين السنين لتكتمل. تشير الدكتورة واتس وفريقها إلى خليج عدن كمنطقة قد يبدأ منها هذا الانفصال التدريجي، حيث يمكن أن يمتد التمزق جنوبًا تدريجيًا. اقرأ أيضا: ثورة في الاستطلاع العسكري| «الصين» تُطور طائرة تجسس بحجم «البعوضة» - أفريقيا المستقبل: قارتان جديدتان تشرقان على الخريطة تخيل معي، بعد حوالي خمسة إلى عشرة ملايين سنة من الآن، ستتكون أفريقيا من كتلتين يابستين منفصلتين: الكتلة الغربية الأكبر: ستضم أغلب الدول الأفريقية ال54 المعروفة حاليًا، مثل مصر، الجزائر، نيجيريا، غانا، وناميبيا. الكتلة الشرقية الأصغر: ستشمل دولًا مثل الصومال، كينيا، تنزانيا، موزمبيق، وجزءًا كبيرًا من إثيوبيا. وصرحت الدكتورة واتس بأن "مساحة الجزء الأصغر الذي ينفصل شرقًا ستبلغ حوالي مليون ميل مربع، بينما ستزيد مساحة الكتلة الأرضية الأكبر المتبقية عن 10 ملايين ميل مربع". - فهم الظاهرة: الصفائح التكتونية والوشاح النابض لفهم هذه الظاهرة، جمع الفريق أكثر من 130 عينة من الصخور البركانية من منطقة عفار في إثيوبيا. تعتبر هذه المنطقة نقطة التقاء ثلاث صفائح تكتونية رئيسية: الصدع الإثيوبي الرئيسي، صدع البحر الأحمر، وصدع خليج عدن. هذه الصفائح "متباعدة"، أي أنها تبتعد عن بعضها البعض. استخدم الخبراء هذه العينات، بالإضافة إلى البيانات المتاحة والنمذجة الإحصائية المتقدمة، لدراسة بنية قشرة الأرض والوشاح الذي يقع تحتها. الوشاح هو الطبقة الأكثر سمكًا في الكوكب، وعلى الرغم من أنه صلب في الغالب، إلا أنه يتصرف كسائل لزج. يساعد تباعد الصفائح التكتونية على ارتفاع مواد الوشاح. تقول الدكتورة واتس: "وجدنا أن الوشاح تحت عفار ليس متجانسًا أو ثابتًا، بل ينبض". وأوضحت أن "هذه النبضات الصاعدة من الوشاح المنصهر جزئيًا تُوجَّه بواسطة الصفائح المتصدعة التي تعلوها". على مدى ملايين السنين، ومع استمرار تباعد الصفائح التكتونية في مناطق الصدع مثل عفار، فإنها تتمدد وتترقق حتى تتمزق، وهو ما يشير إلى ولادة محيط جديد.