فى زمن تتصاعد فيه ألسنة اللهب فى المنطقة، وتُدق طبول الحرب من كل اتجاه، تبدو الحماية الحقيقية للشعوب لا فى الصواريخ والدبابات، بل فى الحكمة السياسية والرؤية الاستراتيجية التى تقى الأوطان شرور الصراعات وتبعد عنها شبح الخراب. اليوم، بينما تتساقط القذائف فى إسرائيل، ويسود الذعر شوارعها وملاجئها، وتعيش شعوب الإقليم على وقع الخوف والاضطراب، يجلس المصريون مطمئنين يتابعون مباراة الأهلى، ويختلفون - كالعادة - على التشكيل، ويحللون أداء اللاعبين، دون أن يعكر صفوهم قلق من حرب أو انفجار. هذه ليست صدفة... بل حماية استراتيجية فالحرب ليست فقط جريمة فى حق الإنسانية، بل هى بشاعة حقيقية تمزق حياة الشعوب، وتحطم أحلام الأجيال، وتترك خلفها دماراً لا يُرمم بسهولة. من يدعو للحرب لا يعرف كلفتها الحقيقية، ولا يدرك أن ما يُهدم فى لحظة، قد لا يُبنى فى عقود. ومن هنا تبرز خطورة وأهمية مسئولية القيادة... القيادة التى لا تغامر بالشعوب، بل تحميهم، وتقودهم نحو الأمن لا الفوضى. القيادة التى تضع المستقبل نصب عينيها، وتفكر فى الأطفال قبل البنادق، وفى المدارس قبل الخنادق. الرئيس عبد الفتاح السيسى... نموذج للحكمة الاستراتيجية فمنذ توليه مسؤولية قيادة مصر، كانت - الحماية الاستراتيجية - للشعب المصرى هى العنوان الأبرز لسياسته. فى منطقة ملتهبة بالصراعات، ووسط تحولات دولية خطيرة، اختار أن يحمى مصر لا أن يزج بها فى مغامرات. لم يذهب إلى الشعارات بل إلى البناء الحقيقى، ووضع أمن المواطن المصرى فى قلب كل قرار. اليوم، وبعد سنوات من التحديات، تبدو مصر دولة مستقرة، راسخة، آمنة فى محيط مضطرب، والفضل بعد الله يعود إلى قيادة تعرف قيمة الوطن والحياة. فى الجهة الأخرى من الحدود، تبدو الصورة معكوسة. إسرائيل بكل ترسانتها العسكرية تعيش اليوم تحت وطأة الذعر والدمار، لا أحد آمن، لا مدن ولا مستوطنات، ولا حتى قادة. الكل يهرع إلى الملاجئ، والمستقبل غامض، والنار تشتعل على أطراف الدولة. بينما فى مصر، لا ملاجئ تُفتح، ولا صافرات إنذار تُسمع، بل شوارع مزدحمة بالحياة، ومقاهٍ ممتلئة بالمشجعين، وساحات تعج بالفرح والانتماء. من أصبح منكم آمناً فى سربه، معافى فى جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا»، هكذا قال النبى الكريم، وهكذا تبدو حال مصر اليوم: دولة استطاعت بفضل قيادتها أن تمنح شعبها الإحساس بالأمان والاستقرار، وهو أعظم إنجاز فى زمن باتت فيه الحرب أقرب من السلام. الرسالة الأهم: لا مجد فى الحرب... المجد فيمن يتجنبها الحماية الحقيقية ليست فى الرد بالصواريخ، بل فى منع الحرب من الأساس. المجد ليس فى عدد القتلى، بل فى عدد من نجونا بهم من الموت. وتاريخ الأمم لا يخلّد من أشعل الحروب، بل من أطفأها. الحماية الاستراتيجية ليست فقط موقفاً سياسياً، بل رؤية متكاملة، تتطلب قيادة مسؤولة، وقرارات جريئة، وصبراً طويلاً. ومصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، قدمت نموذجاً جديراً بالتقدير، لدولة اختارت أن تحمى شعبها... لا أن تُغامر به. فى زمن الجنون... نعمة العقل تصبح كنزاً.