وفق المبادرة الفرنسية التى أطُلقت تحت شعار «اعزفوا الموسيقى فى عيد الموسيقي»، يحتفل العالم غداً ب اليوم العالمى للموسيقى فى 21 يونيو منذ 1982، إلا أن قدماء المصريين عرفوا طريقهم إلى الآلات والألحان وكلمات الأغانى قبل 4000 عام، واعتمد القرآن الكريم على المقامات الموسيقية، والمقرئ يجهر بالتلاوة والتجويد فى جنبات المساجد، والترانيم هى ما يميز الكنيسة المصرية، ويتغلغل فى فن الإنشاد الصوفي. من جانبه يؤكد المؤرخ بسام الشماع أن المصرى القديم كان لديه اهتمام كبير بابتكار الآلة التى تصدر أنغاماً راقية، والدليل على ذلك اللوحات التى تصور ما يقوم به من عزف وغناء، ومنها لوحة فى المتحف المصرى بالتحرير منحوتة تُظهر مجموعة من الرجال جالسين ومنهم من «يطرقع» بإصبعيه الإبهام والسبابة وهو يرفع يديه للأعلى وكأنه يقول شيء لمن يجلس أمامه فى الفرقة الموسيقية .. وتفسير هذه الحركة بأنه يطلب منه الاستمرار فى تنفيذ اللحن، وهى حركة تخرج من مايسترو، وفى اللوحة نشاهد الناى بنفس تفاصيله الحالية لدرجة أن إدارة المتحف أحضرت ناياً حديثاً ووضعته بجوار المنحوتة لتوضح مدى التطابق بينهما.. ويؤكد أن آلة الهارب اختراع مصرى وليس يونانياً، وتم تصغيرها إلى هارب صغير أو جيتار صغير وهى ما يُطلق عليها قيثارة، وكل هذا مرتبط بمصر القديمة وليس اليونان. اقرأ أيضًا | «زعماء دولة التلاوة» أصوات ملائكية تسكن قلوب الملايين ويشير المنشد جودة هيكل مؤسس فرقة الحضرة إلي أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يستمع للقرآن من الأصوات الجميلة التى تجيده، وفى العصر الحديث مع التطور، أُثبت أن القرآن والمذهب المحمدى الذى نسير عليه على حق، وهذا الكلام قيل قبل أكثر من 1450. ويشرح: هناك غذاء للروح، وغذاء للجسد، وغذاء للوجدان، وعندما نستمع للموسيقى نجد أنها تخاطب الروح والجسد والوجدان، وعندما يدخل الشخص إلى عالم التلاوة والتجويد لابد أن يكون لديه علم بالمقامات الموسيقية، لأن المقامات لغة يشترك فيها العالم كله.. وعندما هاجر النبى صلي الله عليه وآله وسلم من مكة للمدينة استقبله آل النجار بنشيد «طلع البدر علينا من ثنيات الوداع»، مما جعل بعض المؤرخين ينسبون بداية ظهور الإنشاد الدينى لهذا الحدث، ويظهر بعد ذلك شعراء ومداحون، وكان النبى يستمع لهم ويطلب منهم إلقاء الشعر ويستحسن الأصوات، واختار سيدنا بلال ليؤذن بسبب حلاوة صوته، وطلب من عبد الله بن مسعود أن يقرأ له القرآن، ومن هنا بدأنا نعرف الإنشاد الصوفى الإسلامي. واختتم: أما فن المقامات فهو دليل على أن الموسيقى لغة اتفق عليها العالم وتداولت ما بينهم، فهى ترتب العشوائية التى يعيشها الناس.. كما أكد الموسيقار الكبير عمر خيرت أن الموسيقى مهمة للبشر، فهى فن صعب بل ومن أصعب الفنون، لأنه يتعامل مع الحس والوجدان دون أن يكون مرئياً أو ملموساً مثل: الرسم، والموسيقى تخاطب الأحاسيس والروح، ومن حسن حظه أن منحه الله هذه الموهبة، وذكر فى كتاب له أن العالم بدون موسيقى كأنه حياة بلا ماء أو هواء.. وتحتفل دار الأوبرا المصرية باليوم العالمى للموسيقى من خلال حفل فى الإسكندرية بمشاركة أوركسترا وتريات أوبرا الإسكندرية بقيادة المايسترو منير نصر الدين 9 مساء الغد 21 يونيو على مسرح سيد درويش.