بعد أن تخرجت فى كلية الحاسبات والمعلومات اتخذت فاطمة حشمت قراراً بالابتعاد عن مجال البرمجة لتبدع عالما من الزهور بلوحات فنية رقيقة من «الورد الروسى»، صنعتها بيديها لتمنح كل قطعة لمسة ساحرة تجمع بين الأصالة والجمال المدهش، لتصبح أول مدربة معتمدة فى مصر لفن تشكيل الورد الروسى.. صعوبة تعلم هذا الفن أنه لم يكن معروفاً فى مصر، وكانت فاطمة ترغب فى تعلمه على أصوله لتصل إلى نتائج دقيقة ومتقنة، وعام 2019 عثرت على الفنانة الروسية Evgenia Ermilova، مبتكرة هذا الفن، وهى تقدم ورشة مكثفة لمدة أسبوع فى روسيا، تستهدف الفنانين من جميع أنحاء العالم لتعليمهم تقنيات هذا الفن بكافة تفاصيله، بمساعدة مترجم للإنجليزية، فسافرت إلى روسيا، وحصلت على شهادة مدرب معتمد منها، تقول فاطمة: «استخدم فى أعمالى معجون البلاستر الروسى من ماركة Evgenia Ermilova، الذى يتميز بقوامه المثالى لتشكيل بتلات وزهور أقرب ما تكون للطبيعية، وبعد جفافه يصبح صلباً كالحجر، حتى إنه لا يتكسر عند سقوطه على الأرض، ما يتيح لى العمل على قطع قابلة للاستخدام اليومى مثل الصوانى وصناديق التخزين وفرش الشعر، وهو متوفر بألوان جاهزة، ويمكن دمجها للحصول على درجات جديدة أو تفتيحها باستخدام الأبيض، لكن لا يمكن إضافة ألوان أكريليك إليه لأنها تغيّر من قوامه، بينما يمكن إضافة بودرة الألوان، وإذا جف المعجون قليلاً، يعاد إحياؤه بإضافة القليل من الماء «، وتقول: «من أجمل ما يميز «الورد الروسي» أنه قابل للتطبيق على أى خامة مثل: «الزجاج، الخشب، المرايا، وحتى الجدران، طاولات، ساعات، تابلوهات، وصناديق بأشكال متنوعة»، لكن تشكيله يتطلب وقتاً طويلاً، حيث أحتاج لإعداد وردة واحدة صغيرة ثلاث ساعات، بينما تستغرق الكبيرة ذات أكثر من 70 ورقة يوماً كاملاً لأن الأوراق تكون رفيعة ومتقنة»، وتضيف: «ابتكرت مؤخراً تقنية جديدة مستوحاة من التطريز، حيث أسعى لإظهار ملمس الوردة وكأنها مطرزة بالخيط على الخشب أو شابوه الأباجورة، بالطبع لا يمكن التطريز الفعلى على الخشب، لكننى أستلهم من أساليب التطريز لأعيد إنتاجها بمعجون البلاستر باستخدام سكاكين نحت رفيعة، أو حتى بالأصابع مباشرة دون أى أدوات أو قوالب»، وتكمل: «من أصعب الزهور وأقربها لقلبى وأجد فيها تحدياً هى زهرة البيونى ذات الأوراق الكثيرة المتداخلة بألوانها الساحرة، ووردة جولييت روز التى قد يصل عدد ورقاتها لأكثر من 70 ورقة دقيقة جداً أشبه بالشعرة.. والطريف فى عملى أننى كثيرا ما أجد نفسى أكلم الزهور أثناء التشكيل وأحيانا «أشخط فيها» إذا تلفت بعد كل هذا الجهد، لأدرك لاحقا أننى وصلت لقمة الجنون الفني.. وأحلم بأن تتعلمه فنانات أكثر، وأن أطلق ورش جديدة لأنواع زهور أخرى، وبالطبع أسعى لامتلاك جاليرى خاص بى فى المستقبل» . إيثار حمدى