فى أحياء القاهرة تنتشر شوادر عشوائية لبيع الخرفان وباعة متجولون يسيرون بخرافهم وسط الطرقات، وكأنها أسواق مفتوحة بلا ضوابط، حيث ترى الماشية مقيدة فى الأعمدة والأشجار، تتناول طعامها من أكوام القمامة، وتعيش وسط الحشرات والفضلات، فى مشهد عبثى لا يليق لا بالحيوان ولا بالإنسان.. تلك الخراف التى من المفترض أن تكون مصدرا للبروتين الآمن، تتحول إلى قنابل موقوتة، تحمل فى لحومها ما لا يخطر على بال من مخاطر صحية كارثية، فهى تتغذى على بقايا القمامة المنتشرة فى الشوارع من مخلفات بلاستيكية ومواد متعفنة ومخلفات صناعية وطبية.. الطبيب البيطرى أسامه الشامى يؤكد أن اللحوم بشكل عام مفيدة وصحية ويصفها بالعنصر الغذائى الذى لا يجوز التنازل عنه إلا لبعض الأشخاص القليلين وغير الطبيعين مثل النباتيين، فهى مكون أساسى فى وجبات الإنسان ومن أهم العناصر لاكتمال نموه.. ويقول: «كل ما هو صحى ومطابق للشروط من جميع أنواع اللحوم لا يسبب مشكلات لكن قطعان الخرفان التى تسير فى الشوارع وتأكل القمامة، هو ما يصيب لحومها بالتلوث خاصة أنها تتناول ما يقع فى طريقها من مخلفات طبية أو مخلفات المصانع التى تحتوى على ميكروبات أو مبيدات يتم فلترتها فى أجساد الماشية.. ويضيف: «للأسف لا يوجد تحكم فى هذا النوع من التجارة الخطرة ويجب مقاطعتها تماما لأنها تتسبب فى حالات التسمم والأورام، خاصة أن الخرفان لا تصل للمجازر ولا يتم الكشف عليها مطلقا فهى من البائع للذبح مباشرة، وتعتبر بؤرة أمراض فالحيوانات التى تتغذى على القمامة تنتشر بها بكتيريا السالمونيلا والطفيليات التى تسبب تسمما حادا وإجهاضا للأجنة وتلف المفاصل والالتهابات المعوية، وأمراض القلب، والتسمم الغذائى الحاد وإضعاف الجهاز المناعى، كما رصدت حالات وفاة بسبب «الأكياس الكلابية» أو (داء المشوكات) التى تنقلها اللحوم الملوثة ببيض الديدان من فضلات الكلاب».. ويشرح: «كبد وكلى الخروف الذى يتغذى على القمامة يتحولان إلى مستودع سموم، ويسببان فشلاً عضويا حادا، فالقمامة تحتوى على معادن ثقيلة (رصاص، زئبق، كادميوم) من البطاريات والمخلفات الإلكترونية، ومبيدات حشرية تتركز فى أنسجة الحيوان وتصل إلى الإنسان مسببة تلف الكبد والكلى، وزيادة خطر السرطان بنسبة 50%، وشبهها بلحم الخنزير الذى يحتوى على نوع من الديدان يسمى الدودة الشريطية وهى تعيش بشكل سلمى مع الخنزير، فلا تسبب له أى أضرار، بالإضافة إلى أن هذا النوع من الديدان جسدها يتكون من آلاف العقل، الواحدة منها قادرة على أن تكون دودة جديدة، ولذلك فإن تناول كميات بسيطة من هذا اللحم قد تحتوى بداخلها على قطعة بسيطة جدا من هذه الدودة تتكاثر داخل أجسام من يتناولونها».. ونصح بالتأكد من وجود ختم الرقابة البيطرية على الذبيحة، بالإضافة إلى ضرورة طهو اللحوم جيدا لقتل أى طفيليات، وتجنب الأحشاء مثل الكبد والكلى لأنها الأعضاء التى تتراكم فيها السموم.