أمريكا دولة مثيرة للجدل بسبب سياساتها الاستفزازية وآخر هذه المواقف كان اقتراحها خطة تهجير أهل غزة ومنحها لإسرائيل. وكشفت زيارة نتنياهو الأخيرة إلى البيت الأبيض عن رؤية صادمة لقطاع غزة بتهجير مليونى فلسطينى على أن تتولى أمريكا السيطرة على القطاع متجاهلة ما خلفته الحرب الإسرائيلية من آلاف القتلى ودمار هائل. ولم تخفِ الإدارة الأمريكية حماسها لتحويل غزة إلى ريفيرا الشرق معتبرة أن المشروع سيكون رائعا واقترحت بناء مساكن فاخرة تضمن حياة دون موت وكأنها تتعامل مع الكارثة كفرصة تجارية! وبالطبع رحب نتنياهو بالخطة، ووصفها بأنها أعظم صديق لإسرائيل والحقيقة أن ترامب بخطته يقدم هدية تاريخية لإسرائيل. انتهت حرب غزة أو حرب الإبادة التى شنتها إسرائيل على غزة والتى خلفت عشرات الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من المصابين والمشردين توقفت الحرب، وبدأت صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين لكن توقف الهجمات الإسرائيلية على غزة ليس معناها نهاية القضية لأن القضية الفلسطينية ليس لها إلا حل واحد وهو حل الدولتين وإعادة الحقوق المسلوبة إلى الشعب الفلسطينى. إننا أمام لحظة تاريخية لإنهاء هذه الحرب الوحشية التى سقط فيها عشرات الآلاف ما بين شهيد ومصاب ومليون ونصف المليون لاجئ ومشرد ليس بخطة أمريكا الخبيثة وإنما بمنح الفلسطينيين حقوقهم وهناك مسئولية للقوى الدولية الفاعلة وللأمم المتحدة لاتخاذ موقف حاسم وعادل لمرة واحدة بالالتزام بالهدف النهائى للمفاوضات على أساس حل الدولتين ليس إعادة الإعمار لأن ما يتم إعماره اليوم تدمره إسرائيل غدا ولاسبيل آخر قبل أن تشتعل الأرض وتندلع حرب جديدة من المؤكد أنها ستكون أكبر وأكثر تدميرا، فهل يتحرك ضمير العالم قبل أن تقع الكارثة؟