"الراليات" تعد من أبرز وأهم عناصر سباقات السيارات، حيث إن لها طابعا خاصا ويتمتع متسابقوها بقدرات مميزة، ولأن موقع سباقات الرالى يكمن فى الصحراء القاسية فقد تعتقد أنها رياضة حكرًا على الرجال، ولكن رانيا أبو المكارم هى سيدة من طراز خاص وصاحبة قدرات فاقت تصور الجميع فى مجال سباقات السيارات، فهى من أوائل السيدات اللاتى اقتحمن مجال سباقات رالى الصحراء فى مصر والوطن العربي، كما أنها حققت عدة بطولات وجوائز داخل وخارج مصر، لذلك كان ل"أخبار السيارات" هذا الحوار معها. ◄ أتمنى عودة «رالي الفراعنة».. ودعم العائلة أساس النجاح ◄ مدرسة الرالي بنادي السيارات أول من وضعني على الطريق ◄ مسلسل «Knight Rider» سبب حبي الأول للسيارات ◄ بداية متى تعلمتى قيادة السيارات؟ وما هى سيارتك الأولى؟ فترة تعلم القيادة بالنسبة لى كانت على مراحل متعددة ومليئة بالمغامرات والطرائف، وكان السائقون الشخصيون لدينا فى المنزل هم من علمونى وكانوا يحبوننى كثيرا ويتعاملون معى على أننى أختهم الصغيرة أو ابنتهم، ولكن تحديدًا تعلم القيادة الفعلى بدأ وأنا فى المرحلة الثانوية وكنت أتعلم على سيارة كبيرة ماركة دودج زرقاء اللون، وتعلمت الأساسيات على سيارة جدى وكانت ماركة بيجو، وبعدها كانت مهارتى فى القيادة بدأت تظهر على يد سائقنا الشخصى واسمه ناصر ومنذ تعليمه لى كنت بدأت القيادة فعلا وكانت أول سيارة لى هى Volkswagen Golf بلون رمادى وظلت معى لفترة طويلة جدا حتى فترة الجامعة. ◄ وما هو مجال دراستك؟ أنا كنت أدرس بالخارج حيث كانت فترة دراستى الأساسية فى جامعة سياتل الأمريكية بمجالى السياسة والصحافة، ثم الماجستير والدكتوراة فى جامعة واشنطن، وكانت فترة الجامعة فقط هى التى قضيتها بالخارج ولكن المدرسة كانت هنا فى مصر وهى "Manor House" فى الدقى. ◄ متى بدأ شغفك بعالم السيارات؟ كنت أعشق مسلسل Knight Rider الشهير وسيارة البطل السوداء التى كانت هى بطل المسلسل، فهى تأتى لإنقاذه وتكون معه دائما، كانت سيارة خارقة وكانت هى أساس فكرة المسلسل، فهى سيارة بإمكانها فعل كل شيء لصاحبها ما جعلها البطل بالنسبة لي أيضا وشعرت وقتها أن السيارة ستكون الشخص الأول فى حياتى وتشكل شغفى منذ تلك اللحظة، فقد أصبحت أى سيارة بشكل عام تلفت أنظارى وأشعر بالسعادة عندما يشترى شخص ما سيارة وأستمتع جدا بمشاهدتها والتعرف عليها، وظل هذا مجرد شغفا إلى أن التحقت بأحد ورش التنمية الذاتية وكانت الورشة بعنوان "ما هو الشغف بداخلك لمهنة محددة"، وكانت المُعلمة داخل هذه الورشة هى من لاحظت حبى الكبير للسيارات، حيث إننى لدى شغف السيارات وأيضا الصحافة ولكن حبى للسيارات كان أكبر ومُلفت للانتباه. وأثناء تواجدى فى برشلونة لقضاء الصيف هناك وهى تشتهر بأنه يمكنك أن تجد مدرسة لتعليم سباقات السيارات أو الراليات، وبالفعل ذهبت إليها لتعلم أساسيات قيادة السباقات وما إلى ذلك، ثم عدت إلى مصر وحضرت عدة سباقات اوتوكروس إلى أن اعلن أحد قادة نادى السيارات عن افتتاح مدرسة راليات فلمعت عينى منذ تلك اللحظة، وسجلت اسمى وكان يجب علىّ إحضار سيارة دفع رباعى ولم أكن أمتلك سيارة من هذا النوع فاستأجرت واحدة وذهبت بها إلى الصحراء وكان هذا اللقاء الأول بينى وبين الصحراء. هنا تدربت على يد رجل عظيم وغاية فى الاحترام وهو حليم أبو سيف وهو من علمنى كيفية الصعود على الغرود ولمن لا يعلم ما هى الغرود هى تلال رملية فى الصحراء ولها ارتفاعات قوية ويجب على متسابق الرالى تعلم السير عليها بطريقة محددة ومحترفة. ◄ اقرأ أيضًا | أستون مارتن فالكيري.. سيارة «فرناندو ألونسو» لفورمولا 1 ◄ في أثناء دخولك لسباقات الراليات.. كيف تحول هذا الشغف إلى رغبة حقيقية؟ المعلم الأول بالنسبة لى هو نادى السيارات ومدربى الذى كان له دورا كبيرا فى حياتى، هو بالنسبة لى كشخص يضع طفلا بالمهد وكنت أنا هذا الطفل، حيث كان حليم المعلم الأساسى لسائقى الرالى الأساسين، وكان يعطى محاضرات لقيادة الصحراء فى مدرسة الرالى، كما أنه مؤسس نادى سيارات جيب ولديه خبرة كبيرة فى القيادة فى الصحراء، وهو معلم ماهر جدًا فقد ساهم فى بناء شخصية المتسابقة داخلى وهو من قال لى "ستكونين ذات شأن يوما ما" فقد كان مؤمنا بقدراتى عكس العديد من الأشخاص الذين كانوا يحاولون تحطيمى بسبب عدم تقبلهم لوجود فتاة فى مجال سباقات الراليات. أنا فى الأساس ماهرة فى القيادة العادية وأحب القيادة ولا أمل منها حتى لو اضطررت للقيادة لعدة ساعات، ولكن كان لدى شغف داخلى وهو دخول مجال الراليات وحليم أبوسيف هو من ثبت داخلى هذا الشغف ليتحول إلى مهارة، حيث إن القيادة فى الغرود مرعبة ولها رهبة خاصة والخطأ فيها كارثى وكان حليم معلم محترف وماهر جدًا ولا مثيل له وكنت أشعر بالأمان فى تعليمه لى للنجاح فى القيادة على الغرود. ◄ وما أهم الصعوبات والتحديات التي واجهتيها فى بداية دخولك مجال راليات السيارات؟ من أبرز الصعوبات التى واجهتنى هى مرحلة الاستعداد بعد خروجى من مدرسة الرالى، وكيفية تكوين فريق وشراء سيارة علمًا بأن تكلفتها مرتفعة للغاية، ولم أكن أملك وقتها الجرأة الكافية لفعل ذلك، ولذلك كنت أتابع أقوى الفرق وأشاهدهم لتثقيف نفسى وتنمية معرفتى بالمجال، واكتشفت أنه يجب أن أكون على دراية بعدة مهارات مثل ميكانيكا السيارات وكان ذلك فى غاية الصعوبة إلى أن قابلت بالصدفة كابتن أحمد حسن وهو صديق قديم من نفس الدفعة داخل مدرسة الرالى وكان يتسابق فى سباقات رالى الفراعنة ولكن فئة الموتوسيكلات وكان عضوا فى اتحاد الدراجات النارية وكان على دراية كبيرة بالميكانيكا وكان لديه خبرة كبيرة كسائق مساعد "Co-Pilot" فى مجال الراليات، وقد ساعدنى كثيرا وساهم فى تجهيزى لدخول هذا المجال. ◄ كيف كانت قصة تكوينك لفريق رالي السيارات؟ تكوين فريق Angel Wings من فردين فى البداية هما أنا وكابتن أحمد حسن ومدير الفريق سامح الشيخ ثم انضمت لنا عدة بنات وكانت فترة جميلة. ◄ احكى لنا عن فترة الإعداد وما الوقت الذى استغرقتيه لفعل ذلك؟ كانت فترة الإعداد للسباقات لمدة سنة كاملة وكانت شاقة جدًا، حيث كان الفريق يقوم بالاستيقاظ فى السادسة صباحا للتمرين فى وادى دجلة أو صحراء الفيوم، كما كنت أواظب على التمرين حتى فى أيام الصيف الحارة والتى تستلزم أن أبلل شعرى وملابسى حتى أستطيع الصمود فى حرارة الصحراء لفترات طويلة. ◄ ما هى أصعب المواقف التي تعرضتي لها؟ من أصعب المواقف التى تعرضت لها هي انقلاب السيارة فى الصحراء وكنت ما زلت لا أملك الخبرة الكافية ولكنها مرت بفضل الله وتعلمت منها كثيرا. ◄ وكيف كان دعم العائلة لكي؟ وجدت دعمًا كبيرًا من أهلى وعائلتى، وكانوا يدعموننى بقوة ولم أجد أى مشكلة أو صعوبة فى ذلك، كانوا دائما بجانبى ويشجعوننى. ◄ ما الذي تعلمتيه من تلك الرياضة؟ تعلمت من رياضة الرالى حُسن التصرف وكيفية اتخاذ قرارات عملية فى حياتى وسرعة البديهة وقوة التحمل واكتسبت حكمة كبيرة من تواجدى فى الصحراء. ◄ ما هى النصيحة التى توجّهيها للفتيات الراغبات لدخول هذا المجال؟ أنصح الفتيات الذين يريدون دخول مجال الرالى أن يشاهدن كثيرا للتعلم ويراقبن كل التفاصيل الخاصة بالراليات، وعلى الفتاة أن تكون رغبتها قوية وتختبر قدرتها على التحمل وأن تنزل إلى الصحراء أو بمعنى أصح "صاحبى الصحرا" ووقتها يمكنك أن تقررى إذا كنتى ما زلتى ترغبى الدخول فى هذا المجال أم لا لأنه ليس سهلا أبدًا. ◄ ما الخطط المستقبلية التي تضعينها وما الحلم الذى تتمنى تحقيقه؟ أطمح فى أن أتوسع أكثر فى السباقات الدولية، وأحلم أن تعود لمصر الريادة فى هذا المجال كما كانت وأن يعود سباق رالى الفراعنة.