مهرجان المسرح وسلوى محمد على

يحدث فى مصر الآن

تابعتُ من منزلى فاعليات مهرجان المسرح المصرى فى دورته الحالية. التى أُطلِق عليها اسم الفنانة الرائدة سميحة أيوب وهى أحد أعمدة وركائز المسرح المصرى. لعبت دوراً مُهماً فى تأسيس واستمرار مسرحنا. وقد قابلتُها أكثر من مرة مع المرحوم سعد الدين وهبة عندما كانا شريكى العمر.
الفنانة الجادة سلوى محمد على عاشقة المسرح الدؤوبة، وهذا عنوان الكتاب الذى صدر عنها، وكتبته الناقدة المسرحية نسرين نور وقد وصلنى بمعرفة سلوى نفسها.
الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، كتب مقدمة مهمة، قال فيها: تحمل دورة هذا العام اسم فنانة قديرة، أثرت الحركة المسرحية الفنية المصرية والعربية، إنها سيدة المسرح العربى: سميحة أيوب، التى نعتز كثيراً بمسيرتها ونتمنى لها الصحة والعافية والمزيد من الإبداع والاستمرار والتألق.
أما محمد رياض رئيس المهرجان فقد كتب أنه للعام الثانى على التوالى يتشرف بتحمُّل مسئولية إدارة المهرجان القومى للمسرح المصرى، والذى يسعى لإلقاء الضوء على المنجز الثقافى، كما يُكرِّم مجموعة من رموز المسرح المصرى. ويبحث فى تاريخه ويسعى لكشف النقاب عن محطاته وأعلامه وتُراثه.
أما الكتاب المُخصَّص للفنانة سلوى محمد على، فتقول صاحبته إن أرشيفها موجود على هيئة مسرحيات مُسجَّلة ومُتوافرة، وأن الاحتفال ليس بسلوى وحدها، بل بجيلٍ كاملٍ يُسمَّى بجيل التسعينيات. فمن خلالها فقط يُمكن معرفة تاريخ فنى وغنى للمسرح فى فترة التسعينيات. ذلك أن التسعينيات شهدت نشاطاً مسرحياً مهماً وعاماً، ونشاطاً لسلوى بشكلٍ خاص، وعملت فى جميع أنماط الإنتاج بمسرح الدولة والقطاع الخاص والثقافة الجماهيرية والمستقل.
إنه كتابٌ مهم، وأنا فى انتظار باقى الكُتب من الفنان الجاد والمُلتزم محمد رياض، والذى يُقدِّم مهرجاناً يليقُ باسم مصر وتُراثها وتاريخها ومُنجزها المسرحى. ومصر الآن فى أمس الحاجة لنشاط المسرح، وخروجه من القاهرة، وتقديمه لمن يسكنون خارجها، وأعتقد أن هذا دور الثقافة الجماهيرية التى يرأسها محمد على ناصف.
فسكان القُرى من حقهم رؤية المسرح ومشاهدة السينما ومعارض الكُتُب، وحتى الآن لا أنسى فى شبابى يوم أن جاءت إلى قريتنا فرقة مسرحية ومعها آلة سينمائية وشاهدنا عرضاً مسرحياً وفيلماً سينمائياً فى ليلة واحدة. كانت ليلة رسمت لى مستقبلى رغم أننى كنتُ مازلت فى قريتى.