«الفيوم في عيون منف» قصيدة للشاعر عبد الخالق شويل

اِسكُب طِلاكَ فأنت بالفيومِ
ياصاحِ واروِ الشِعرَ بالتسنيمِ
اِستدعِ اسبابِ الجمالِ مُسائلاً
عن جوِّها المنفوحِ بالقيصومِ
عن تيكمُ الأطيارِ تستبِقُ المدى
سعيًّا تُرفرِفُ بُغيةَ المقسومِ
عن لحظةِ الأشراقِ فوقَ بُحيرةٍ
وذُكاءُ تطرُقُ أن بربِكِ قومي
وعن الأصالةِ أنتَ بين ربُوعها
حِلٌ وهُم كالضيفِ عِند مُقيمِ
وعن النخيلِ وهُنَّ بينَ مرابعٍ
خودا تُراقِصهُا الصَّبا إذ تُومي
وعن امتدادِ الروضِ وهو يلُفُها
مِن لي بحرفٍ اسعف ابن الرومي
وعنِ العرائشِ إذ همسنَّ برِقةٍ
للنحلِ ُّ ذُد عن زهرةِ البرسيمِ
وعنِ العنادِلِ في تجلٍّ كُلما
انهملَ الحيَا زفتهُ بينَ تخومِ
وعنِ القلوبِ ال ليسَ تحملُ ذرةً
مِن حقدِ مُتشِّحٍ بذَمِ خصومِ
وعن السواقيَّ إذ تُسبِّحُ للذي
أوحى بِلا وحيٍّ لها أن دومي
عن بحرِ يوسفَ إذ يسوقُ سُلافةً
هي كالمُنى زُفَّت إلى المغرومِ
وعن الرؤى تأتي وهُنَّ هواطلاً
مِن سحِّ غاديةٍ لكفِ رؤومِ
وعن العذوقِ برأسِ باسِقةِ دنت
مِن مِنجلٍ إذ لاحَ وقتُ صريمِ
وعنِ اللألئِ خلفَ ثوبِ تغنُجٍ
كالهيفِ إذ يرقُصنَّ حول َظليمِ
وعن اللمى ويليَّ مِن تيكَ اللمى
ألفيتَ ما إن ذُقتَ بِنتَ كُرومِ
وعنِ المُتاخمِ للمُنى وهي التي
أنأى إذا ما رامَ مِن أخميمِ
وعنِ التباريحِ التي في ظِلِها
رئمٌ لوى عمدًا فشبَّ هشيمِي
وعن اللواعِجِ إذ طوينَّ بمُغرمٍ
طيِّ الفنا للسفرِ غيرَ مُليمِ
وعنِ الخريدةِ وهي تنزِفُ ربَها
نزفًا أذابَ الصلدَ بينَ تميمِ
كم داعجٍ يوديِ بلحظٍ بينما
ينماعُ مِثل المِلحِ إثرَ سقيمِ
وعَن الجمَالِ بكُلِ شبرٍ دُلني
مِا خِلتُ إلا بهجةَ المخمومِ
تاقت لها نفسُ المُحبِ فقُل بِها
ثمِلٌ نديمُكَ إذ دعاكَ نديمي
تاللهِ مُذ ذاق الفؤادُ رِضابَها
اغوَتهُ إذ برِئت مِن التحريم
قِطعٌ مِن الفردوسِ تحفَلُ بالصّبا
عِند اِحتضانِ النَفلِ للتَّنومِ
بالجانبِ الغربيِّ ما إن خِلتُها
سجدَ اليراعُ إذ افترشتُ أديمي
وكأنهُ الناموسُ عِندَ مُدثَّرٍ
أو قُل دبيبِ الخوفِ عِند كليمِ
ألقِ العصا, ألقيتُ دون توجُسٍ
أملت, فخطَّ القلبُ بوحَ رنيمي
سُق ماتيَّسَرَ من رحيقِ مُتيمٍ
دَوحُ المثانيَّ , رُقية المحمومِ
اَنثُر, ابحتُ دمي وفاءً علّهُ
إن ثُرَّ يُزهِرُ بعد طمِّ رسومي
مَن رامَ حجًا للأحبةِ شدَّ في
ثوبيهِ ما إن مرّ بالتنعيمِ
وعلى سبيلِ الحُبِ جِئتُ مُلبيًا
وعن ارتجالٍ طفتُ عِندَ قدومي
ما سُقتُ هديًا للمشاعرِ إنما
قلبي إليكُم سُقتُ للفيومِ
كَلِفٌ أبثُ الشوقَ مِلءُ قريحةٍ
أطوى غداة الظعنِ من حيزومِ
ولو أن ربُ الشعرِ حُمِّلَ ما بهِ
حُمِّلتُ مِن شغفٍ أتاهُ خديمي
زخَّاتُ قطرٍ مِن سماءٍ ضُوِّعت
مِن عِطرِ منفٍ وهي مهرُ الريمِ
لكمُ الحَيا يُهمي بوسميٍّ كما
يبدو, وغيث الشانئِ اليحمومِ