أهم الاستثمارات التي يمكن التفكير فيها خلال فترات الركود

مع تراجع معدلات البطالة وازدهار الاقتصاد قد يبدو الركود بعيدًا، لكن هذا الازدهار أدى إلى ارتفاع التضخم وأدى الصراع الجيوسياسي العالمي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل النفط، ولمكافحة تلك الأسعار المرتفعة قام البنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بوتيرة كبيرة وسريعة، مما أدي إلى زيادة التكهنات بأن البنك المركزي يمكن أن يدفع الاقتصاد الأمريكي إلى الركود وهو في طريقه للسيطرة على معدلات التضخم، ولكن إذا انتهى الركود بضرر الاقتصاد فما هي أفضل طريقة للاستثمار؟
استثمارات يجب النظر إليها
صناديق الأسهم
يعد صندوق الأسهم (سواء كان ETF أو صندوقًا مشتركًا) طريقة رائعة للاستثمار أثناء الركود، يميل الصندوق إلى أن يكون أقل تقلبًا من محفظة تتكون من عدد قليل من الأسهم، ويراهن المستثمرون بشكل أقل على أي سهم واحد مقارنة بعائد الاقتصاد وزيادة معنويات السوق، ويوفر صندوق الأسهم إمكانية تحقيق عوائد عالية على المدى الطويل إذا كنت تستطيع تحمل التقلبات قصيرة الأجل.
تعد الصناديق المتنوعة جيدًا خيارًا جيدًا للمستثمرين الذين لا يريدون متاعب ومخاطر الاستثمار في الأسهم الفردية، أحد الخيارات السليمة هو صندوق مؤشر يعتمد على ستاندرد آند بورز 500 وهو مؤشر متوازن جيدًا يضم مئات من أفضل الشركات الأمريكية، لذا بدلاً من محاولة اختيار الفائزين فأنت تمتلك جزءًا من السوق ككل.
الأسهم الموزعة للأرباح
إذا كنت تريد محفظة تكون أقل تقلبًا إلى حد ما فقد ترغب في إضافة بعض الأسهم الموزعة، تميل الأسهم الموزعة عالية الجودة إلى التقلب بدرجة أقل من الأنواع الأخرى من الأسهم (أسهم النمو على سبيل المثال)، مما يعني أن محفظتك سترتد بشكل أقل، بالإضافة إلى ذلك، يمكنهم تقديم توزيعات أرباح نقدية تضمن حصولك على بعض الدخل أثناء انتظار تحول السوق.
لا تشعر بالخبرة الكافية لاختيار الأسهم الموزعة الخاصة بك؟، قم بشراء صندوق الأسهم الموزعة وتمتع بالمخاطر المنخفضة التي تأتي مع التنويع ولا تزال تتمتع بعائد توزيعات أرباح قوي، بالإضافة إلى ذلك، إذا اشتريت أثناء انخفاض أسعار الأسهم فستتمتع بإجمالي عائد أعلى.
العقارات
يمكن أن تكون العقارات استثمارًا جذابًا خلال فترة الركود لعدة أسباب، أولاً: قد تكون قادرًا على الشراء بسعر أرخص مما كان عليه الحال في ظل اقتصاد قوي، وعندما ينتعش الاقتصاد ويكون المستهلكون أكثر تدفقًا بالنقد قد ترتفع قيمة العقارات الخاصة بك.
ثانيًا: قد تكون قادرًا على الحصول على معدل رهن عقاري أفضل بكثير خلال فترة الركود، حيث من المرجح أن تكون المعدلات أقل بكثير من غير ذلك، يمكنك تأمين مدفوعات رهن عقاري جذابة لعقود محتملة، لذلك حتى إذا ارتفعت الأسعار لاحقًا فلا يزال لديك معدل رهن عقاري أقل من السوق.
فعل العديد من المستثمرين هذا بالضبط في السنوات القليلة الماضية، وسجلوا رهنًا عقاريًا لمدة 30 عامًا أقل من 3%، مع ارتفاع التضخم الآن وفي السنوات المقبلة فإنهم يسددون الرهن العقاري بدولارات أرخص مما يجعل العقارات وسيلة تحوط جذابة من التضخم.
حساب توفير عالي العائد
يمكن أن يكون النقد استثمارًا جيدًا على المدى القصير نظرًا لأن العديد من فترات الركود لا تدوم كثيرًا في كثير من الأحيان، يمنحك النقد الكثير من الخيارات، يمكنك إنفاقها إذا احتجت إلى ذلك على سبيل المثال إذا فقدت وظيفتك أثناء الركود، وتسمح لك بإجراء استثمار انتهازي إذا وجدت المنزل المثالي في وقت لاحق.
لكن هناك جانبًا سلبيًا للاحتفاظ بالكثير من النقود، يمكن للتضخم أن يقضي على أموالك، ومن المحتمل أنك لن تكسب ما يكفي من الاهتمام للتغلب عليه، لذلك احتفظ بأموالك في حساب توفير عالي العائد عبر الإنترنت واحتفظ به للأغراض الإستراتيجية.
الاستثمارات التي يجب تجنبها إذا أصيب السوق بالركود
في حالة حدوث ركود من المهم التركيز على اتخاذ القرار الاستثماري الصحيح التالي، ولأن السوق يتطلع إلى المستقبل فمن المحتمل أن تكون الأسعار قد انخفضت إلى حد ما قبل أن يتضح أن الاقتصاد في حالة ركود، لذا فإن الاستثمارات التي تشعر بالأمان (لأن سعرها قد صمد أو حتى ارتفع) قد لا تكون اختيارات جذابة بشكل خاص في المستقبل.
السندات
تميل السندات إلى أن تكون أكثر أمانًا من الأسهم بشكل عام، ولكن من المهم أن نتذكر أن هناك أوقاتًا جيدة وأوقاتًا سيئة لشراء السندات، وتتركز تلك الأوقات عندما تتغير أسعار الفائدة السائدة، وذلك لأن ارتفاع أسعار الفائدة يدفع أسعار السندات إلى الانخفاض بينما يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى ارتفاع أسعار السندات، سوف تشعر السندات ذات آجال الاستحقاق طويلة الأجل بآثار تغيير أسعار الفائدة أكثر من السندات قصيرة الأجل.
عندما يبدأ المستثمرون في توقع حدوث ركود قد يفرون إلى الأمان النسبي للسندات، عادةً ما يتوقعون أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مما يساعد على إبقاء أسعار السندات مرتفعة، لذلك قد يكون الدخول في ركود وقتًا جذابًا لشراء السندات إذا لم تنخفض أسعار الفائدة بعد.
من ناحية أخرى، فإن أحد أسوأ الأوقات لشراء السندات هو عندما تكون أسعار الفائدة على وشك الارتفاع في المستقبل القريب وهذا الوضع يحدث في فترة الركود، وبعد ذلك قد يشعر المستثمرون بالأمان مع السندات، خاصة بالمقارنة مع تقلبات الأسهم، ولكن مع عودة الاقتصاد إلى النمو تميل أسعار الفائدة السائدة إلى الارتفاع وستنخفض أسعار السندات.
الشركات المثقلة بالديون
يجب تجنب الشركات التي لديها أعباء ديون عالية وحساسة لأسعار الفائدة المرتفعة، عادة ما تنخفض أسهم الشركات المثقلة بالديون بشكل كبير قبل وأثناء الركود، ويتوقع المستثمرون المخاطر التي يمثلها الدين في الميزانية العمومية للشركة ويضعون علامة على سعر السهم ليعكس هذه المخاطر، إذا كانت الشركة تعاني من انخفاض في المبيعات وهو أمر معتاد خلال فترة الركود، فقد لا تتمكن من دفع الفائدة على ديونها وستضطر إلى التخلف عن السداد.
لذلك يمكن أن تكون حالات الركود صعبة للغاية على الشركات المثقلة بالديون، ولكن إذا تمكنت الشركة من البقاء فقد تقدم عائدًا مغريًا، وهذا يعني أن السوق قد يقوم بتسعير الشركة للموت وعندما لا تصل يمكن أن يرتفع السهم بسرعة كبيرة، ومع ذلك، فمن المحتمل جدًا ألا تنجو الشركة.
الأصول عالية المخاطر مثل الخيارات
الأصول الأخرى عالية المخاطر مثل الخيارات ليست مناسبة لحالات الركود، الخيارات هي رهان على أن سعر السهم سينتهي أعلى أو أقل من سعر معين في وقت معين، إنها استراتيجية عالية المخاطر ومكافأة، لكن عدم اليقين المحيط بالركود يجعلها أكثر خطورة.
ليس عليك فقط أن تتنبأ بشكل صحيح أو تخمن ما سيحدث لسعر السهم في المستقبل مع الخيارات، بل عليك أن تتنبأ بموعد حدوث ذلك أيضًا، وإذا كنت مخطئًا فقد تخسر استثمارك بالكامل أو تضطر إلى دفع أموال أكثر مما لديك.
في الختام:
يمكن أن يكون الاستثمار أثناء فترة الركود تجربة محفوفة بالمخاطر لأن السوق يمكن أن يكون شديد التقلب ومن المحتمل أن تحاول تجنب الخسائر على المدى القصير، ولكن في هذه العملية قد ينتهي بك الأمر إلى الإضرار بعائداتك طويلة الأجل، لذلك من المهم أن تستمر في التركيز على خطتك طويلة المدى والأيام المقبلة هي الأفضل بمجرد عودة السوق مرة أخرى.