أخيراً استراحت الزميلة هويدا فتحى رحلة معاناة طويلة تمكن فيها المرض اللعين منها وانتشرت خلاياه فى جسدها .. تحملت ما لا يتحمله بشر لكنها ظلت صامدة صابرة محتسبة حتى خارت قواها واسلمت الروح .. بدأت هويدا فتحى حياتها الصحفية معنا بجريدة الأخبار بالقاهرة قبل انتقالها إلى مكتب الأخبار بالإسكندرية وتميزت طوال حياتها بدماثة الخلق والكفاءة المهنية فحظيت بحب واحترام الجميع وتوجت ذلك بأن كانت أول فتاة تفوز بمنصب نقيب الصحفيين بالإسكندرية بعد أن حظيت بثقة زملائها ..وعن المستوى المهنى كانت هويدا فتحى شُعلة من النشاط والحيوية .. فجرت العديد من القضايا وخاضت معارك صحفية ضارية حققت فيها انتصارات كبيرة أهمها تفجير قضية فيروس سى عام 2006 وحاولت مافيا شركات الأدوية اثنائها بكل الطرق عن الاستمرار فى إثارة كافة جوانب القضية لكنها ظلت صامدة أمام كل الإغراءات ونالت شرف الفوز بجائزة نقابة الصحفيين عن إثارة القضية وقدمت كل الوثائق الخطيرة للدولة .. كما حصدت الكثير من الجوائز الأخرى منها جائزة التفوق الصحفى من نقابة الصحفيين عام 2003 عن حملة تسريب اللحوم الفاسدة . وحصلت على جائزة صحافة البيئة عام 2008 عن مأساة وجود المدفن الصحى بمنطقة الساحل الشمالى، وحصلت على جائزة صحافة المرأة من المنظمة العربية لحقوق المرأة بالمغرب عام2010 عن مجموعة من القصص الإنسانية من محاكم الأسرة وجائزة حقوق الإنسان من 4 منظمات حقوقية ومدنية وتوجتها بجائزة مصطفى وعلى أمين فى التحقيق الاستقصائى لعام 2014 عن اختفاء 120 ألف طن من اللحوم والدواجن والأسماك والألبان التى رفضتها الجهات الرقابية. بالأمس كان مشهد وداعها مهيباً فقد خرج أهالى قريتها سندنهور فى بنها عن بكرة أبيهم وحرص عدد كبير من زملائها الصحفيين على المشاركة فى جنازتها وكانت المقابر مضاءة بكشافات مبهرة وهى سنة حسنة أتمنى أن تطبق فى جميع المقابر .. كانت الكهارب أقرب إلى زينات الأفراح لدرجة أن بعض الزملاء علقوا بأنها ليلة زفاف عروس السماء .. رحم الله الزميلة هويدا فتحى وجعل معاناة مرضها فى ميزان حسناتها وخالص العزاء لعائلتها وأسرتها الصحفية