بعض تجار الأغنام، معدومي الذمة، يجدون في القمامة عنصر موفر وبديل للعلف، ما ينتج لحوم سيئة ومضرة بالصحة بشكل كبير، كما أنها لا تصلح للأضحية في عبد الأضحى. باتت تلك الظاهرة طبيعية ولا يلتفت إليها أحد منذ عشرات السنين، حيث غلبت الكتل الخرسانية على أماكن الرعي، فلجأ أصحاب الخراف إلى القمامة كغذاء لماشيتهم وهاصة في المناطق الشعبية، ولكن الكارثة تكمن في أكل لحوم هذه الأغنام والتي تحوي سموم القمامة. تلوث وتليف ويؤكد الدكتور محمود عمرو، مؤسس المركز القومي للسموم بجامعة القاهرة ورئيس لجنة السميات بأكاديمية البحث العلمي، أنه بالمقارنة بين الخنازير والأغنام صحيا نجد أن الخنازير ليست ممنوعة ومحرمة قرآنيا فقط بل هي ضارة علميا أيضا. وأرجع السبب لما تحويه المخلفات من أدوية ومبيدات ومنظفات وميكروبات وأغذية عفنة، إضافة لمخلفات المستشفيات والمصانع، لافتا إلى أن كل ما سبق يسبب إصابة كبد ومخ ولحوم ودهون هذه الأغنام بالتسمم والتليف، ومن ثم تنتقل تلك الأمراض للإنسان الذي يتغذى على تلك الأغنام فتسبب له تليف في الكبد والفشل الكبدي والأورام السرطانية وتشوه الأجنة لدي الام الحامل ويضيف الدكتور محمود عمرو لابد من تضافر الجهود لمنع ذلك ومحاسبة من يقوم به أو توعية المواطنين والإبلاغ عن تلك المخالفات حفاظا علي صحة المصريين . لحوم سامة تؤكد الدكتورة شيرين علي زكي، رئيس لجنة سلامة الغذاء والمتابعة الميدانية ولجنة القوافل الطبية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، أن أغنام القمامة لا تحتوي على أي قيمة غذائية، ويزداد خطر لحومها على الأطفال والحوامل والذين يعانون من أمراض معينة. وحذرت من تناول لحوم هذه الخراف، مطالبة بالابتعاد عن الشراء من التجار المتجولين في الشوارع، مع ضرورة معاينة البيئة التي يوجد فيها المواشي حيث يجب التأكد من نظافتها، وأكدت أن هناك علامات عامة يجب أن يضعها الشخص في اعتباره عند اختيار الخراف ليفرق بين الذي تغذى بطريقة صحية والآخر الذي يتناول القمامة. أظهرت فتوى أزهرية حرمة أكل لحوم «الجَلالة»، بالإضافة إلى الخطورة التي تكمن في أكلها، وتعرض كل من يتناولها إلى أمراض لما تحمله من بكتيريا وطفيليات وأنسجة مسمومة، أشهرها «الدودة الشريطية، الميكروب الحلزوني، العديد من الأمراض الجلدية»، وتزيد خطورة هذه الأمراض وكثرة انتشارها، لما يصعب من اكتشاف إصابة الأغنام، خصوصاً أن الفحص فيها يكون بالعين المجردة. وبات العلماء على خلاف بثلاثة أقوال، أولهما رأي الشافعية والإمام أحمد بمنع أكل هذه اللحوم على الإطلاق ويعطونها حكم «الجلالة» لأنها تأكل من النجس في الشوارع والقول الثاني رأى الحنابلة الذي يجيز أكلها، أما الرأي الثالث من جمهور العناء الآن هو حبس الحيوان قبل ذبحه لمدة ثلاثة أيام في مكان مغلق، ثم يتم تقديم علف طاهر نظيف فى هذه الحالة يجوز أكلها.