جاءت جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام البافتا هذا العام وسط حالة من الجدل بدأت باعتذار رئيسها الشرفى الأمير وليام عن عدم الحضور مكتفيا بكلمة مسجلة وهو الأمر الذى يعد صفعة مدوية للقائمين على الجائزة المرموقة. من جانبها، اختارت إدارة الجائزة الممثلة الكوميدية ريبيل ويلسون لتقوم بتقديم حفل الجوائز وهوما اعتبر مفاجأة وذلك لأنها حينما قدمت الحفل سابقا قالت تلميحات غير لطيفة عن العائلة الملكية وقتها فى حضور الأمير وليام وزوجته كيت ميدلتون دوقة كمبريدج بل ولمحت ويلسون بشكل غير مباشر إلى أن اعتذار الأمير ليس له مبرر مقبول وقالت: «لم تعد الكورونا مبررا الآن لعدم الحضور». بداية الحفل فى اليوبيل الماسى للبافتا اتسمت بحالة عميقة من النوستاليجيا حيث أطربت المغنية شيرلى باسى «85 عاما» الحضور بأغنيتها Diamonds Are Forever والتى غنتها فى أحد أفلام جيمس بوند والذى يحمل الاسم نفسه. أما فيما يتعلق بالجوائز فقد حصل فيلم الخيال العلمى Dune أو كثيب إخراج دينيس فيلنوف على خمس جوائز من بينها جائزة المؤثرات البصرية متفوقا على أفلام أخرى مثل After life و The Lost daughter، وجائزة التصوير السينمائى. وجائزة أفضل موسيقى وأفضل صوت. فضيحة ويندراش تحدثت الممثلة السمراء لاشانا لينش والتى فازت بجائزة أفضل ممثلة فى تصويت الجمهور عن أدائها الرائع فى فيلم «لا وقت للموت» عن «فضيحة وندراش» التى تسببت فى استقالة وزيرة الداخلية البريطانية آمبر رود وذلك إثر اعترافها بأنها ضللت بشكل غير متعمد أعضاء البرلمان فيما يتعلق بالمهاجرين السود الذين جاءوا من جامايكا وعدد من الجزر استجابة لنقص اليد العاملة فى المملكة منذ أكثر من خمسين عاما وأنها كانت تخطط لترحيل عشرة فى المئة منهم!. وقالت لاشانا لينش: «أنا فخورة بانتمائى إلى جيل ويندراش وأشكر أهلى الذين جاءوا من جامايكا وعلمونى معنى الصدق والعزة والكبرياء». وقامت النجمة الحسناء ليا سيدو بتقديم جائزة أفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية والتى فاز بها الفيلم اليابانى Drive My Car متفوقا على أفلام مثل «أمهات بالتوازى» و«أسوأ شخص فى العالم».. وقد فاز الممثل تورى كوتسر بجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره فى فيلم Koda للمخرجة سيان هيدر والفيلم تدور أحداثه حول عائلة من الصم وقد أعرب الممثل الأصم عن أمله فى أن نشاهد الأفراد من ذوى الإعاقة فى أدوار كبرى مثل «جيمس بوند».. وفاز فيلم «بلفاست» إخراج كينيث براناه بجائزة أفضل فيلم بريطانى مميز، وقال براناه وهو يتسلم الجائزة: «كنت متخوفًا للغاية وأنا أصور فيلما بالأبيض والأسود ولكننى كنت واثقا من أن الجمهور سيتقبل بحب كل فيلم صنع جيدا».. وقبل إعلان الجوائز الكبرى توسط الحفل دعاية للعودة لمشاهدة الأفلام فى دور السينما بدلًا من الكنبة فى المنزل. وقد تشابهت الجوائز الكبرى للبافتا إلى حد كبير مع جوائز الجولدن جلوب حيث حصل النجم ويل سميث على جائزة أفضل ممثل عن دوره فى فيلم «الملك ريتشارد» إخراج رينالدو ماركوس جرين.. وعلى الرغم من وصفه الأسوأ فى الصحافة البريطانية، فاز فيلم «قوة الكلب» إخراج جين كامبيون بجائزة أحسن فيلم متفوقا على أفلام مثل «بيتزا العرقسوس» و «Don't look up» كما فاز الفيلم أيضا بجائزة أحسن إخراج.. وفازت النجمة الحسناء آريانا ديبوز بجائزة أفضل ممثلة مساعدة. وفى مفاجأة كبيرة حصلت النجمة جوانا سكانلان على جائزة أفضل ممثلة عن دورها فى فيلم «بعد الحب» للمخرج عليم خان وقد جسدت الممثلة بموهبة عالية شخصية سيدة اكتشفت بعد وفاة زوجها الذى أحبته طوال عمرها أنه كانت له حياة أخرى على الجانب الآخر من شاطئ القنال الذى يعيشون عليه وتحاول اكتشاف تفاصيل تلك الحياة وخباياها وسط مشاعر عميقة من الخذلان وإحساس الفقد وخيبة الأمل.
