أسئلة عديدة تبحث عن أجوبة وكلها تدور حول ماذا حدث خلال الأيام من الأحد الماضى إلى الثلاثاء.. 48 ساعة تغيرت الأمور من حال إلى حال. الأحد الماضى استقبل الأمين العام للجامعة العربية السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الجزائرى رمطان لعمامرة، فى مقر الأمانة العامة للجامعة العربية، أثناء زيارته لمصر قادمًا من جولة نقلته إلى السعودية والإمارات كما اتصل الوزير الجزائرى بنظيره القطرى الشيخ محمد عبدالرحمن، وعنوان التحرك كان الإعداد للقمة العربية القادمة التى جرت العادة أن تكون فى مارس من كل عام وعلى ضوء ذلك كلف أبو الغيط السفير حسام زكى الأمين العام المساعد مع وفد من الأمانة العامة بالسفر إلى الجزائر للبحث والاطمئنان على الترتيبات الخاصة بعقدها خاصة أنه تم تأجيلها لعامين نظرًا لظروف كورونا وكانت المفاجأة هو إعلان السفير حسام زكى بعد مباحثات استغرقت يومين مع ممثلى اللجنة الوطنية الجزائرية المكلفة بالإشراف على التحضيرات اللوجيستية لعقد القمة أنه لم يتم تحديد موعد للقمة. وأشار إلى أن الإعلان عنها قد يتم فى الدورة العادية لاجتماع وزراء الخارجية العرب فى القاهرة فى التاسع من مارس القادم وقال إن القمة غالبًا بعد شهر رمضان. ويظل السؤال عن حقيقة ما حدث، حقيقة الأمر أن الجزائر حريصة على عقد القمة واستضافتها وعلى بعض المطالب الخاصة بها ومنها ضرورة المشاركة وعلى أعلى مستوى وهو أمر يخضع لارتباطات القادة وظروفهم ومنها كما ذكر الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون نفسه فى ديسمبر الماضى أنها تريدها (قمة جامعة شاملة ولا تكرس الفرقة العربية). وأضاف (إما أن تكون قمة جامعة وإما سيكون لنا نظرة أخرى) وهو مطلب نبيل يتوافق مع تاريخ استضافات الجزائر لقمم سابقة فى مراحل تاريخية فاصلة بعد حرب أكتوبر فى نوفمبر 1973 والثانية فى يونيو 1988 أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثالثة فى مارس 2005 ولكنه يبدو أنه صعب المنال فى تلك اللحظة لوجود تباينات عربية حول القضايا التى تسعى الجزائر لطرحها على القمة القادمة وكشف عنها الرئيس تبون وهى استعادة القضية الفلسطينية مكانها بعد قرارات تطبيع علاقات الدول العربية مع إسرائيل وتدشين ملف عودة سوريا إلى الجامعة العربية والتصدى لاختراق إسرائيل للقارة الأفريقية والتباين واضح فى كل من الملفات الثلاثة فالتطبيع قرار سياسى من كل دولة وعودة سوريا يستلزم خطوات على النظام فى دمشق القيام بها أما تل أبيب وأفريقيا فهو يتجاوز المنظمة العربية ومن الآن وحتى مارس القادم علينا أن ننظر تطورات الأمور. اقرأ أيضا | حسام زكي يجري مشاورات مع مبعوث الأممالمتحدة حول الأزمة السورية