شوقى حامد هو نبتة عفية.. شخصية قوية.. بذرة صالحة فتية.. صاحب معالم واضحة.. وتقاطيع ناصعة.. وبشاشة ساطعة.. خرج من صعيد مصر وانطلق إلى الآفاق الأرحب.. والمجالات الأوسع.. ولم تتوقف طموحاته عند الحدود المحلية.. وأثبت وجوده فى الساحات العالمية.. واحترف كرة القدم فى عدة بلاد أوروبية وحقق بعض الأرقام القياسية.. فهو أكثر المشاركين فى المباريات الدولية من بين أقرانه المصريين والأفارقة، والثانى على المستوى العام برصيد 184 مشاركة ولد أحمد حسن الملقب بالصقر فى مدينة مغاغة بمحافظة المنيا فى 2 مايو 1975 ولعب فى شوارع المدينة وارتقى بنفسه إلى مركز شباب مغاغة ومنه إلى نادى أسوان فى موسم 93/94 ولفت إليه الأنظار وخطف الأبصار فضمه الخواجه الرومانى ستايكو إلى المنتخب الأولمبى فى الموسم التالى وليتولى صقل مهاراته بعد ذلك الهولندى الكفء رود كرول، فتتسابق الأندية الممتازة على ضمه ويفوز به الإسماعيلى فى عهد المدرب أسامة خليل، وأسهم الفتى الجنوبى فى فوز الدراويش على الترجى عام 95 وبلوغهم الدور نصف النهائى للدورى الأفريقى وليفوزوا بعد ذلك بكأس مصر عام 96/97 تحت قيادة ابن الإسماعيلية البار على أبوجريشة.. كان من الطبيعى أن يمضى الفتى الموهوب فى الترقى بمشواره على البساط الأخضر وينضم لصفوف المنتخب الأول، وأسهم فى فوز مصر بثلاثية كأس أمم أفريقيا أعوام2006 و 2008 و2010 ومن قبلها شارك فى صنع الفوز بنفس البطولة عام 1998، ولن ينسى له الجمهور مباراته التاريخية فى هذه البطولة عندما لعب أفضل اللقاءات فى النهائى أمام جنوب أفريقيا وإحرازه لأول أهداف مصر فى الدقيقة الثالثة من البداية، وكانت تلك الحقبة هى فترة الذروة لتألق الصقر الجسور حيث تلقى عروضا احترافية عديدة انتقل من خلالها إلى نادى كوجالى سبور التركى وظل به عامين ثم تحول منه إلى نادى دينيز ليسبور ثم نادى غنسلير بيرليفى حتى عام 2003، وطلبه نادى بشكتاش فانتقل إليه حتى موسم 2006 وليترك تركيا ليلعب بنادى أندرلخت البلجيكى.. تلظى الصقر بنيران الغربة ومع ذلك لم تفتر عزيمته ولم تتقلص جهوده ولبى نداء العودة والحنين للأوطان انضماما لنادى القرن الأفريقى الأهلى ولعب معه ثلاثة مواسم حتى 2011 وصدمته خطابات الشكر التى تلقاها من الكوادر القيادية والفنية مطالبين إياه بالتوقف، فيمم وجهته لنادى الزمالك ولعب بفريقه موسمين كاملين وأسهم فى فوزه بكأس مصر عام 2013.. ثم اعتزل بإرادته فى 30 نوفمبر عام 2013. امتهن حسن الإدارة والتدريب والإشراف على الأندية والمنتخبات فتولى مدير الكرة للمنتخب الوطنى مع شوقى غريب والمدير الفنى لنادى بتروجيت ثم إحدى القيادات المسئولة فى نادى بيراميدز، كما عمل محللا للأداء على المباريات وله آراء جريئة فى هذا المجال.. حصل أحمد حسن على العديد من البطولات فى مشواره على البساط الأخضر.. كأس أمم أفريقيا أربع مرات وكأس تركيا وبطولة الدورى البلجيكى وكأس أندية بلجيكا وكأس السوبر هناك وبطولة الدورى المصرى مواسم 2008 و2009 و2010 وكأس مصر مواسم 96 و2012 وكأس السوبر المصرى 2008 و2010 ودورى أبطال أفريقيا 2008 وكأس السوبر الأفريقى 2009.. من حظى الطيب إننى تعاملت مع تلك الشخصية الثرية ورافقته فى بعض الأسفار واقتربت كثيرا من جوانبه المضيئة ولم أر فيه أى جوانب معتمة، وأذكر أنه فى حقبة التسعينيات عندما كان جهاز المنتخب الفنى يتكون من فاروق جعفر مديرا فنيا ومحمود الخطيب مديرا إداريا ذهبنا لتونس للقاء منتخبها فى التصفيات الأفريقية.. وكان ذلك اللقاء فى شهر رمضان.. كنا نحرص على الصلاة فى جماعة وكان الإمام عمر عبدالخالق المدير السابق لإذاعة الشباب والرياضة.. وبعد أن انتهينا من صلاة العشاء وتهيئنا لصلاة التراويح أمر الخطيب اللاعبين بالاعتذار عن الصلاة لأنه ينوى الاجتماع بهم فى نفس التوقيت.. رفض الصقر.. وأصر على إتمام صلاة التراويح معنا وبعدها لحق الاجتماع.. الغريب أن المنتخب المصرى يومها خسر المباراة بهدف وتمت إقالة الثنائى الخطيب وجعفر وأسندت المهمة للمدرب الأسطورى محمود الجوهرى.