أسعار الأسمنت اليوم الخميس 18 - 4 - 2024 في الأسواق    أسعار الفاكهة والخضروات في الأقصر اليوم الخميس 18 أبريل 2024    سعر كيلو العدس، أسعار العدس اليوم الخميس 18-4-2024 في الأسواق    وصول طائرتين من بلجيكا وقطر تحملان مواد غذائية وخيام لغزة مطار العريش    مجلس الأمن يؤجل التصويت على مشروع قرار منح فلسطين العضوية الكاملة للغد    رماد بركان ثائر يغلق مطارا فى إندونيسيا.. فيديو    اليوم، زد يحل ضيفًا ثقيلا على الإسماعيلي بالدوري    إيقاف الحجز على تذاكر قطارات النوم، اعرف الموعد والسبب    عاجل - لليوم الثالث.. اضطرابات جوية وتعطيل مناطق واسعة داخل الإمارات    القاهرة الإخبارية: الاحتلال يقصف مبنيين عسكريين وبنى تحتية لحزب الله في الخيام    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 18 أبريل 2024    بلاغ وكردون أمني.. ماذا حدث داخل مخزن كاوتش في شبرا الخيمة؟    منة عدلي القيعي: بجمع أفكار الأغاني من كلام الناس    طارق الشناوي: «العوضي نجح بدون ياسمين.. وعليه الخروج من البطل الشعبي»    كلام نهائي وتخفيض يسعد المواطنين، الإعلان اليوم عن الأسعار الجديدة للخبز السياحي والفينو    بعد استقالة المحافظين.. هل تشهد الحكومة تعديل وزاري جديد؟    أنت ابني وسأصلّي من أجلك، كاهن الكنيسة الشرقية في سيدني يصفح عن المهاجم (فيديو)    نجم الزمالك السابق يطالب الخطيب بالتدخل لحل أزمة عبدالمنعم    إبراهيم سعيد: خالد بيبو "مهمش" في الأهلي وليست لديه صلاحيات عبد الحفيظ    القباج تكشف ل«البوابة نيوز» قيمة رسوم الدفعة الثانية لقرعة حج الجمعيات الأهلية    فلسطين.. قصف مدفعي متواصل يستهدف المناطق الجنوبية لغزة    تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 اكتوبر بينها قتل مسن خنقا واغتصاب مراهق    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 18 ابريل في محافظات مصر    وزارة الطيران المدني توضح حقيقة انتظار إحدى الطائرات لمدة 6 ساعات    مدير أعمال شيرين سيف النصر: كانت عايزة تشارك في عمل ل محمد سامي ( فيديو)    أحمد عبد الله محمود يكشف كواليس تعاونه مع أحمد العوضي ومصطفى شعبان    ما حكم نسيان إخراج زكاة الفطر؟.. دار الإفتاء توضح    شاب يتحول من الإدمان لحفظ القرآن الكريم.. تفاصيل    ألفا روميو تقدم Junior .. أرخص سياراتها الكهربائية    سامسونج تثير الجدل بإطلاق أسرع ذاكرة في العالم .. فما القصة؟    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الخميس 18/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    هشام ماجد يشيد بهنا الزاهد بعد "فاصل من اللحظات اللذيذة"    "نقص الغاز".. برلمانيون يوضحون أسباب أزمة زيادة انقطاع الكهرباء (خاص)    الصين قادمة    دعاء الرياح والعواصف.. «اللهم إني أسألك خيرها وخير مافيها»    الكشف على 1433 شخصاً في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بكفر الشيخ    7 علامات بالجسم تنذر بأمراض خطيرة.. اذهب إلى الطبيب فورا    رشة من خليط سحري تخلصك من رواسب الغسالة في دقائق.. هترجع جديدة    طريقة عمل مربى الفراولة، زي الجاهزة للتوفير في الميزانية    إبراهيم نور الدين: كنت أخشى من رحيل لجنة الحكام حال إخفاقي في مباراة القمة (فيديو)    «البيت بيتى 2».. عودة بينو وكراكيرى    عيار 21 الآن بعد الانخفاض.. سعر الذهب في مصر اليوم الخميس 18 أبريل 2024    أنت لي.. روتانا تطرح أغنية ناتاشا الجديدة    رئيس حزب الوفد ناعيا مواهب الشوربجي: مثالا للوطنية والوفدية الخالصة    الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إيران    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024.. 5 أيام متصلة مدفوعة الأجر    علي جمعة: الرحمة ليست للمسلمين بل للعالمين.. وهذه حقيقة الدين    استعدادا لمواجهة مازيمبي| بعثة الأهلي تصل فندق الإقامة بمدينة لوبومباشي بالكونغو    الله أكبر| احتفال مثير من روديجر بريال مدريد بعد الإطاحة بمانشستر سيتي    إبراهيم سعيد: احتفالات لاعبي الزمالك بعد الفوز على الأهلي مبالغ فيها    بعد 24 ساعة قاسية، حالة الطقس اليوم الخميس 18-04-2024 في مصر    «معلومات الوزراء»: 1.38 تريليون دولار قيمة سوق التكنولوجيا الحيوية عالميًا عام 2023    الجامعة البريطانية في مصر تعقد المؤتمر السابع للإعلام    صفقتان من العيار الثقيل على أعتاب الزمالك.. وكيل لاعبين يكشف التفاصيل    ارسنال ومانشستر سيتى آخر ضحايا الدورى الإنجليزى فى أبطال أوروبا    بحجه تأديبه.. التحقيق مع بائع لاتهامه بقتل ابنه ضربًا في أوسيم    أسباب نهي الرسول عن النوم وحيدا.. وقت انتشار الشياطين والفزع    إطلاق النسخة الأولى من المهرجان الثقافي السنوي للجامعة الأمريكية بالقاهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‮مغامرة داخل العزل| ‬ضريبة ‬التضحية‮.. ‬الفيروس يهاجم مدير ‬عزل ‬العجوزة ‬وأسرته
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 27 - 01 - 2021

واجه ‬الدكتور ‬طارق ‬السيد ‬مدير ‬عام ‬مستشفى ‬العجوزة ‬المخصصة ‬لعزل ‬حالات ‬كورونا ‬موجتين ‬من ‬فيروس ‬كورونا ‬على ‬مدار ‬10 ‬أشهر ‬منذ ‬بداية ‬تخصيص ‬المستشفى ‬للعزل، ‬ربما ‬تكون ‬الموجة ‬الثانية ‬الأشد، ‬كان ‬ضريبتها ‬أن ‬يصاب ‬الطبيب ‬وزوجته ‬وأبناؤه ‬الثلاث ‬بالفيروس ‬، ‬منهم ‬اثنان ‬أصيبا ‬مرتين ‬بكورونا ‬فى ‬الموجتين ‬الأولى ‬والثانية.‬
اقرأ الحلقة الأولى| مغامرة داخل العزل.. الجميع يبحث عن الحياة (1-3) | صور
على ‬أصوات ‬سرينة ‬الإسعاف ‬بدأت ‬جولتنا ‬مع ‬الطبيب، ‬فى ‬أقسام ‬المستشفى ‬بعد ‬أن ‬ارتدينا ‬ملابس ‬العزل، ‬بدأنا ‬بزيارة‮ ‬ ‬المصابين ‬بكورونا ‬والأطقم ‬الطبية ‬ليشرف ‬عملهم، ‬وفور ‬وصولنا ‬لاقسام ‬المرضى‮ ‬ ‬اجتمع ‬بالفريق ‬الطبى ‬من ‬أطباء ‬وتمريض ‬وعاملين ‬اعطى ‬توجيهاته ‬بمراعاة ‬قياس ‬العلامات ‬الحيوية ‬للمرضى ‬من ‬ضغط ‬ونبض ‬والحرارة ‬ومعدل ‬التنفس ‬ونسبة ‬الاكسجين ‬وهى ‬الأهم ‬وفى ‬حال ‬تعرض ‬المريض ‬لأى ‬نقص ‬فى ‬الأكسجين ‬يتم ‬استدعاء ‬الطبيب ‬فورا ‬للتدخل ‬الطبي، ‬مضيفا ‬كل ‬المرضى ‬مثل ‬اخواتكم ‬وابائكم ‬وابنائكم ‬وامهاتكم ‬وكلنا ‬عائلة ‬واحدة ‬وفريق ‬واحد ‬وبحكم ‬الاتحاد ‬انتم ‬اقوياء.‬
‮ ‬يرى ‬مدير ‬العزل ‬أن ‬التعامل ‬كأسرة ‬واحدة ‬فى ‬المستشفى ‬هو ‬ما ‬يساعدهم ‬كفرق ‬طبية ‬ومرضى ‬على ‬مواجهة ‬الفيروس، ‬العامل ‬النفسى ‬أهم ‬شئ، ‬وهو ‬ما ‬يحرص ‬عليه ‬فى ‬إدارته ‬للمستشفى، ‬وبحكم ‬عمله ‬يفسر ‬لنا ‬الطبيب ‬الاختلاف ‬بين ‬الموجتين ‬الأولى ‬والثانية ‬فيقول ‬أثناء ‬تفقد ‬المستشفى : ‬فى ‬الموجة ‬الأولى ‬كانت ‬الأمور ‬مختلفة ‬بشكل ‬كبير ‬عن ‬الوضع ‬الحالي،‮ ‬ ‬الناس ‬كانت ‬تهتم ‬بشكل ‬أكبر ‬ولا ‬تعرض ‬نفسها ‬للعدوى ‬بالصورة ‬الفجة ‬التى ‬نراها ‬فى ‬هذه ‬الأيام، ‬أما ‬الموجة ‬الثانية ‬الناس ‬تجرأت ‬فى ‬التعامل ‬مع ‬المرض ‬سواء ‬على ‬المستوى ‬الشعبى ‬ولم ‬يعد ‬يلتزمون ‬بالواقيات ‬وفى ‬نفس ‬الوقت ‬الأطباء ‬الذين ‬يتعاملون ‬مع ‬المرض ‬خارج ‬المستشفيات ‬تجرأوا ‬ايضا ‬فى ‬التعامل ‬مع ‬المرض، ‬ويصبرون ‬على ‬المريض ‬وقتا ‬أطول ‬فى ‬المنزل، ‬والنتيجة ‬أن ‬معظم ‬الحالات ‬المحجوزة ‬فى ‬المستشفيات ‬حالات ‬شديدة ‬تحتاج ‬لرعاية ‬أكبر، ‬وخاصة ‬الأكسجين ‬وتدخل ‬الرعاية ‬المركزة ‬بشكل ‬أكبر.‬
ويضيف: ‬انه ‬من ‬الناحية ‬الطبية ‬الأطقم ‬الطبية ‬اكتسبت ‬خبرة ‬بشكل ‬أكبر، ‬فى ‬التعامل ‬مع ‬الحالات، ‬ففى ‬بداية ‬انتشار ‬الفيروس ‬كانت ‬هناك ‬أشياء ‬كثيرة ‬مجهولة ‬حتى ‬على ‬مستوى ‬الأدوية، ‬ونغير ‬الأدوية ‬طبقا ‬للتغيرات ‬فى ‬المرض ‬واستجابة ‬المريض، ‬وحاليا ‬يوجد ‬استقرار ‬فى ‬العلاجات ‬ومراحل ‬التعامل ‬مع ‬المرض، ‬حسب ‬شدة ‬الحالات، ‬فلكل ‬حالة ‬ادوية ‬حسب ‬شدتها، ‬ونحن ‬كأطباء ‬أيضا ‬تجرأنا ‬بعد ‬اكتساب ‬الخبرة ‬فى ‬التعامل ‬مع ‬المرض.‬
أثناء ‬جولتنا ‬يشرح ‬الدكتور ‬طارق ‬مراحل ‬استقبال ‬المريض، ‬فور ‬خروجه ‬من ‬سيارة ‬الإسعاف ‬يتم ‬توجيه ‬لقسم‮ ‬ ‬الطوارئ ‬ويتم ‬فحصه ‬طبيًا، ‬وتقييم ‬الحالة ‬والاطلاع ‬على ‬التقارير ‬الطبية ‬التى ‬أجريت ‬له ‬فى ‬مستشفيات ‬الفرز ‬وبعدها ‬يتم ‬توزيع ‬المريض ‬حسب ‬حالته ‬سواء ‬غرفة ‬عادية ‬أو ‬رعاية ‬مركزة ‬حسب ‬شدة ‬حالته، ‬ويوجد ‬فى ‬المستشفى ‬حوالى ‬115 ‬سريرا ‬لاستقبال ‬المرضى.‬
الحديث ‬تطرق ‬إلى ‬اختلاف ‬أعراض ‬الفيروس ‬فى ‬الموجتين ‬الأولى ‬والثانية ‬حيث‮ ‬ ‬قال ‬إن ‬الموجة ‬الأولى ‬كانت ‬الأعراض ‬تنفسية ‬والسخونية ‬وتكسير ‬الجسم ‬وفى ‬الموجة ‬الثانية، ‬بدأت ‬الأعراض ‬تختلف ‬مثل ‬أعراض ‬جهاز ‬هضمي، ‬واختلال ‬نسبة ‬السكر ‬فى ‬الدم، ‬وأعراض ‬اعتلال ‬فى ‬وظائف ‬الكلى، ‬وبالنسبة ‬لمستشفيات ‬العزل ‬الحالات ‬أكثر ‬شدة ‬فى ‬الموجة ‬الثانية، ‬وتحتاج ‬الى ‬رعايات ‬مركزة ‬واكسجين ‬صناعى ‬ولاحظنا‮ ‬ ‬أن ‬التدهور ‬فى ‬الحالات ‬الحرجة ‬يكون ‬سريعا ‬جدًا،‮ ‬ ‬خاصة ‬فى ‬كبار ‬السن ‬واصحاب ‬الأمراض ‬المزمنة، ‬لكن ‬نسبة ‬التعافى ‬أكبر.‬
ربما ‬كانت ‬تجربة ‬إصابته ‬بالمرض ‬هو ‬وعائلته ‬دافعًا ‬للمرور ‬على ‬المرضى ‬يوميا ‬حيث ‬كانت ‬جولته ‬معنا ‬الثانية ‬التى ‬يتفقد ‬المرضى ‬فى ‬يوم ‬واحد ‬فيقول: ‬تجربة ‬المرض ‬تجعلك ‬أقرب ‬للمرضى ‬وتشعر ‬بما ‬يعانون ‬به، ‬فأصيبت ‬أنا ‬وزوجتى ‬واولادى ‬الثلاث ‬منهم ‬اثنان ‬اصيبا ‬مرتين،‮ ‬ ‬والحمد ‬لله ‬ربنا ‬من ‬علينا ‬بالشفاء.‬
ويتابع ‬استشارى ‬المناعة:‬‮ ‬ ‬كنت ‬متضايقا ‬جدا ‬عند ‬اصابة ‬اسرتى ‬زوجتى ‬وأولادى (‬عمر ‬الأكبر ‬خريج ‬امتياز ‬اسنان، ‬محمد ‬خريج ‬تجارة ‬جامعة ‬القاهرة، ‬والأصغر ‬أسامة ‬فى ‬أولى ‬ثانوي) ‬لقلقى ‬عليهم ‬والحمد ‬لله ‬كنت ‬مطمن ‬بعض ‬الشئ ‬لأن ‬الاعراض ‬لم ‬تكن ‬شديدة ‬فابنى ‬عمر‮ ‬ ‬ومحمد ‬اصيبا ‬مرتين، ‬وأنا ‬وزوجتى ‬اصبنا ‬بالتزامن ‬والتزمنا ‬بإجراءات ‬العزل ‬المنزلي، ‬ولم ‬نذهب ‬للمستشفى ‬الا ‬للتشخيص ‬فقط.‬
ويضيف: ‬تجربة ‬الإصابة ‬كان ‬كرما ‬من ‬الله ‬والأمور ‬كانت ‬وقتها ‬صعبة ‬فى ‬البلد ‬كله ‬وكانت ‬هناك ‬قلة ‬خبرة ‬فى ‬التعامل ‬مع ‬المرض، ‬وقمت ‬بعمل ‬عزل ‬منزلى ‬لى ‬ولزوجتى ‬ولأولادى ‬رغم ‬أن ‬كان ‬متاح ‬لى ‬العزل ‬فى ‬المستشفى، ‬وكنت ‬اتابع ‬حالتنا ‬مع ‬زملائى ‬من ‬اطباء ‬الأمراض ‬الصدرية.‬
وبنبرة ‬تحمل ‬حماسًا ‬قال: ‬الاصابة ‬ضريبة ‬عملنا ‬كأطباء، ‬وسبحان ‬الله ‬الاصابة ‬اعطتنى ‬عزيمة ‬وتحد ‬أكثر ‬للعمل ‬فى ‬مواجهة ‬الوباء، ‬ولدى ‬خبرة ‬الإصابة ‬كطبيب ‬ومريض، ‬والادارة، ‬ولو ‬بخلت ‬بهذه ‬الخبرة ‬أو ‬تخاذلت ‬وانسحبت ‬من ‬ميدان ‬المعركة ‬يكون ‬حراما ‬عليّ.‬
يبدأ ‬الدكتور ‬طارق ‬عمله ‬فى ‬الثامنة ‬صباحا ‬بالمستشفى ‬يتبع ‬الإجراءات ‬الوقائية ‬وتطهير ‬الأسطح ‬والتباعد ‬الاجتماعي، ‬وارتداء ‬الجاون ‬فوق ‬الملابس ‬والماسك، ‬وبدل ‬العزل ‬عند ‬الدخول ‬للمرضى،‮ ‬ ‬وقبل ‬الخروج ‬من ‬المستشفى ‬يعقم ‬نفسه ‬ثانية، ‬ويغادر ‬في‮ ‬ ‬الثامنة ‬أو ‬التاسعة ‬مساء ‬لمنزله ‬ليجد ‬اجراءات ‬اخرى ‬لا ‬تقل ‬عن ‬السابقة، ‬تبدأ ‬بمروره ‬على ‬شئ ‬كمطهر ‬للحذاء، ‬وبعد ‬الدخول ‬يخلع ‬الحذاء، ‬وخلع ‬ملابسه ‬لوحدها ‬للغسيل، ‬وبعدها ‬دخول ‬الحمام ‬للاستحمام ‬وبعدها ‬ابدا ‬التعامل ‬فى ‬المنزل، ‬لكن ‬يحرم ‬نفسه ‬من ‬احضان ‬أولاده ‬مع ‬التعامل ‬بحذر ‬فى ‬المنزل ‬حيث ‬لم ‬يعد ‬الوضع ‬كما ‬كان ‬فى ‬السابق ‬بحسب ‬وصفه.‬
ويضيف: ‬لذلك ‬ازور ‬والدتى ‬على ‬فترات ‬متباعدة ‬رغم ‬أنها ‬تسكن ‬بالقرب ‬مني، ‬هى ‬أكثر ‬شخص ‬اخاف ‬عليه ‬لأن ‬مناعتها ‬أضعف، ‬وأول ‬ما ‬اشعر ‬بأى ‬اعراض ‬كما ‬شعرت ‬بها ‬أول ‬أمس ‬انقطع ‬عن ‬زيارتها ‬حتى ‬يتبين ‬الأمر، ‬ولو ‬احتكيت ‬كثيرا ‬فى ‬عملى ‬لا ‬اذهب ‬اليها.‬
يحرص ‬مدير ‬مستشفى ‬العزل ‬على ‬دعم ‬الفرق ‬الطبية ‬خاصة ‬مع ‬مرور ‬فترة ‬كبيرة ‬فى ‬العزل ‬فيقول: ‬أى ‬شخص ‬لديه ‬مشكلة ‬نحلها ‬سويا ‬فمثلا ‬عندما ‬يصاب ‬والد ‬أو ‬والدة ‬طبيب ‬أو ‬ممرضة ‬بكورونا ‬نعالجه ‬فى ‬المستشفى ‬‮ ‬ ‬فى ‬الأطقم ‬الطبية ‬الجنود ‬التى ‬نحارب ‬بها، ‬فمستحيل ‬ان ‬تخسر ‬الجندي، ‬واذا ‬لم ‬تقف ‬بجواره ‬فى ‬هذا ‬الوقت ‬متى ‬تقف ‬بجواره، ‬على ‬الأقل ‬يعمل ‬وهو ‬يراعى ‬والده ‬أو ‬الدته، ‬بالإضافة ‬إلى‮ ‬ ‬أننا ‬نجلس ‬سويا ‬فى ‬غير ‬فترات ‬العمل ‬نأكل ‬سويا‮ ‬ ‬وفى ‬نهاية ‬كل ‬فترة ‬عمل ‬للأطقم ‬الطبية ‬تنظم ‬حفلة ‬لهم‮ ‬ ‬لرفع ‬الروح ‬المعنوية ‬وتوزيع ‬هدايا ‬عليهم.‬
ما ‬رأيناه ‬من ‬صعوبات ‬فى ‬مواجهة ‬الوباء ‬من ‬داخل ‬العزل، ‬وبعد ‬عودتنا ‬لمكتبه ‬بالمستشفى ‬دفعنا ‬لسؤال ‬طوال ‬فترة ‬عملك ‬كطبيب ‬هل ‬قابلتم ‬أزمة ‬مثل ‬وباء ‬كورونا ‬فأجاب: ‬قابلت ‬ازمة ‬مثل ‬التى ‬نعيشها ‬حاليا ‬فى ‬ظل ‬الجائحة ‬لكنها ‬لم ‬تكن ‬طويلة ‬الوقت ‬مثل ‬كورونا، ‬فعند ‬خدمتى ‬كطبيب ‬فى ‬القوات ‬المسلحة‮ ‬ ‬كلفت ‬بمهمة ‬فى ‬تركيا ‬كقائد ‬مستشفى ‬ميدانى ‬أثناء ‬حدوث ‬زلزال ‬مدمر ‬عام ‬1998 ‬هناك، ‬وكعادة ‬مصر ‬فى ‬الوقوف ‬بجوار ‬الدول ‬الأخرى، ‬سافرنا ‬خلال ‬4 ‬ساعات، ‬ومعى ‬الأطباء، ‬وتجهيزات ‬المستشفى ‬الميداني، ‬وإعاشة ‬لمعسكر ‬كامل ‬به ‬100 ‬أسرة، ‬تكفى ‬لمدة ‬شهر، ‬ومكثت ‬هناك ‬3 ‬أشهر.‬
ويضيف : ‬صعوبة ‬المهمة ‬كانت ‬فى ‬كم ‬الضحايا ‬الكبير ‬دخلنا ‬المدينة ‬فى ‬تركيا ‬الفجر‮ ‬ ‬كنا ‬نشم ‬رائحة ‬الموت ‬فقط، ‬والمدينة ‬عبارة ‬عن ‬أكوام ‬تراب ‬وأسفلها ‬الضحايا ‬وكانت ‬مهمتنا ‬اغاثة ‬وانقاذ ‬الضحايا ‬الزلزال،‮ ‬ ‬وكانت ‬من ‬المهام ‬الانسانية ‬الشاقة ‬التى ‬وقفت ‬فيها ‬مصر ‬بجوار ‬تركيا.‬
لكن ‬بالمقارنة ‬عن ‬اللحظات ‬الانسانية ‬الصعبة ‬ايضا ‬فى ‬مواجهة ‬الوباء ‬قال: ‬تعرضنا ‬كثيرا ‬للحظات ‬صعبة ‬فى ‬مواجهة ‬الوباء ‬اصعبها ‬عدم ‬القدرة ‬على ‬إنقاذ ‬حياة ‬مريض ‬لتدهور ‬حالته، ‬وهذه ‬اصعب ‬لحظة ‬تمر ‬على ‬طبيب ‬تحاول ‬انقاذه ‬وهو ‬يروح ‬منك.‬
سألته ‬هل ‬لذلك ‬علاقة ‬بنقص ‬الاكسجين ‬فأجاب: ‬أن ‬درجة ‬احتياجات ‬الحالات ‬المصابة ‬للاكسجين ‬فى ‬الموجة ‬الثانية ‬كبيرة ‬جدا ‬خصوصا ‬الحالات ‬الحرجة، ‬فنعطى ‬كم ‬اكسجين ‬مهولا ‬فالمستشفى ‬تستهلك ‬ما ‬بين ‬4500 ‬الى ‬500 ‬لتر ‬اكسجين ‬يوميا، ‬واصبح ‬الاساس ‬الآن ‬اعتماد ‬المريض ‬على ‬الاكسجين ‬على ‬الحالات ‬لحين ‬تعافيه، ‬ولذلك ‬شغلنا ‬القسم ‬الداخلى ‬فى ‬المستشفى ‬كأنه ‬رعاية ‬مركزة، ‬بدل ‬أن‮ ‬ ‬كان ‬القسم ‬الداخلى ‬مجهزا ‬ل20 ‬مريضا ‬يحصلون ‬على ‬الأكسجين ‬و80 ‬ من ‬دونه ‬أصبح ‬الآن ‬كله ‬لمرضى ‬يحتاجوا ‬لأكسجين ‬لان ‬الالتهابات ‬والتجلطات ‬فى ‬الجهاز ‬التنفسى ‬تغلق ‬الحويصلات ‬الهوائية ‬وقدرة ‬الرئة ‬تقل ‬على ‬استهلاك ‬الاكسجين ‬فنعطيه ‬اكسجينا ‬صافيا ‬صناعيا ‬بنسبة ‬اكبر.‬
ويؤكد ‬أن ‬الاكسجين ‬متوافر ‬فى ‬المستشفى ‬من ‬خلال ‬شبكة ‬الاكسجين ‬الخاصة ‬بالمستشفى ‬بالاضافة ‬الى ‬وجود اسطوانات ‬احتياطية، ‬وتوجد ‬درجة ‬كبيرة ‬من ‬الاحترافية ‬فى ‬التعامل ‬مع ‬الموجة ‬الثانية ‬ولا ‬نعانى ‬من ‬أى ‬نقص ‬من ‬المستلزمات ‬وهذا ‬يدل ‬على ‬التخطيط ‬الجيد ‬من ‬الحكومة ‬والوزارة‮ ‬ ‬لتحديد ‬الاحتياجات ‬وتوفيرها ‬مباشرة‮ ‬.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.