محافظ القاهرة يعتمد جداول امتحانات الفصل الدراسى الثانى (صور)    شبورة مائية ودرجة حرارة مرتفعة بالإسماعيلية في أول أيام الربيع    جامعة كفر الشيخ: تشجيع البحث العلمي التطبيقي لحل المشكلات المجتمعية    ننشر اسماء المكرِّمين من الأئمة والواعظات ومديري العموم بالأوقاف    الأوراق المطلوبة للتقديم في المدارس المصرية اليابانية ولماذا يزيد الإقبال عليها ؟.. تعرف علي التفاصيل    رفع 455 طن قمامة ومخلفات منازل في حملة بشوارع أسيوط    التنمية المحلية تتابع جهود محافظة الدقهلية للارتقاء بمنظومة النظافة.. صور    مستشار وزارة الزراعة: الصادرات الزراعية أهم مصادر الدخل القومى    المشاط تؤكد أهمية الشراكة الاستراتيجية المصرية اليابانية لدعم جهود التنمية    محافظ القليوبية يناقش آلية تنفيذ قرار رئيس الوزراء بشأن تحديد رسوم النظافة    البورصة تعلن إيقاف التداول على 8 أسهم لمدة 10 دقائق لتجاوزها نسبة ال5% صعودا أو هبوطا    بمشاركة مصرية.. الأردن تنفذ 5 إنزالات جوية على قطاع غزة    سلوفاكيا تعارض انضمام أوكرانيا لحلف الناتو    تفاصيل المرحلة الثانية من قافلة المساعدات السادسة ل "التحالف الوطني" المصري إلى قطاع غزة    وزير الخارجية يزور أنقرة ويلتقي نظيره التركي.. نهاية الأسبوع    ترتيب الدوري المصري بعد فوز الزمالك على الأهلي    يشهد 5 توقفات، تفاصيل نسخة الدوري السعودي في الموسم الجديد    مؤتمر كين: ندرك مدى خطورة أرسنال.. وتعلمنا دروس لقاء الذهاب    دورة تدريبية حول القيادة التطوعية في مركز شباب سفاجا    بالمر يشكر تشيلسي على منحه الفرصة للتألق في الدوري الإنجليزي    السجن 3 سنوات لعاطل بتهمة حيازة هيروين في الشرابية    مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادثتين بالشرقية    إصابة شخصين باختناق بسبب تسرب الغاز داخل شقتهما بالقليوبية    الكورنيش اختفى.. الشبورة المائية تغطي سماء الإسكندرية (صور)    ضبط 7 آلاف قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة شروط تعاقد خلال 24 ساعة    الطب البيطرى بالجيزة يشن حملات تفتيشية على أسواق الأسماك    مستشار مفتي الجمهورية: مصر برهنت على قوة رؤيتها في حربها على الإرهاب والقضاء عليه    مستشار المفتي من سنغافورة: القيادة السياسية واجهت التحديات بحكمة وعقلانية.. ونصدر 1.5 مليون فتوى سنويا ب 12 لغة    يعود بعد غياب.. تفاصيل حفل ماهر زين في مصر    الفيلم المصري «شرق 12» يشارك في «أسبوعي المخرجين» بمهرجان كان السينمائي    وزارة الأوقاف تنشر بيانا بتحسين أحوال الأئمة المعينين منذ عام 2014    طلبها «سائق أوبر» المتهم في قضية حبيبة الشماع.. ما هي البشعة وما حكمها الشرعي؟    يسبب فقدان البصر، الصحة تحذر من تأثير التدخين على العين    ضبط 23 مليون جنيه في قضايا اتجار بالعملة خلال 24 ساعة    "الصحة": ميزانية التأمين الشامل تتحقق تغطية ل 70% من المواطنين (فيديو)    أحمد شوبير يكشف حقيقة مشاركة إمام عاشور في مباراة مازيمبي    14 مشروعا كمرحلة أولى لتطوير موقع التجلى الأعظم بسانت كاترين    توقعات برج الميزان في النصف الثاني من أبريل 2024: «قرارات استثمارية وتركيز على المشروعات التعاونية»    بذكرى ميلاده.. محطات فنية فى حياة الموسيقار عمار الشريعى    "التعليم" تخاطب المديريات بشأن المراجعات المجانية للطلاب.. و4 إجراءات للتنظيم (تفاصيل)    بضربة شوية.. مقتل منجد في مشاجرة الجيران بسوهاج    ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار والعواصف وصواعق البرق فى باكستان ل 41 قتيلا    بمعدل نمو 48%.. بنك فيصل يربح 6 مليارات جنيه في 3 شهور    ميكنة الصيدليات.. "الرعاية الصحية" تعلن خارطة طريق عملها لعام 2024    بالتزامن مع تغيير الفصول.. طرق الحفاظ على صحة العيون    بعد تصديق الرئيس، 5 حقوق وإعفاءات للمسنين فى القانون الجديد    بعد الخسارة أمام الزمالك، جماهير الأهلي تطالب بعودة سيد عبدالحفيظ    تعرف على موعد عزاء الفنانة الراحلة شيرين سيف النصر    «صناعة الشيوخ» تطالب المجتمع الدولي بالتدخل لمنع تصاعد الصراع بالشرق الأوسط    معلومات الوزراء: الطباعة ثلاثية الأبعاد تقنية صناعية سريعة النمو    الصين تؤكد ضرورة حل القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين    جوتيريش: بعد عام من الحرب يجب ألا ينسى العالم شعب السودان    «الصحة» تطلق البرنامج الإلكتروني المُحدث لترصد العدوى في المنشآت الصحية    دعاء ليلة الزواج لمنع السحر والحسد.. «حصنوا أنفسكم»    أحمد كريمة: تعاطي المسكرات بكافة أنواعها حرام شرعاً    أيمن دجيش: كريم نيدفيد كان يستحق الطرد بالحصول على إنذار ثانٍ    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    رئيس تحرير «الأخبار»: الصحافة القومية حصن أساسي ودرع للدفاع عن الوطن.. فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«جاكتة» الانتفاضة
من دفتر الأحوال
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 21 - 01 - 2021

قبل أيام مرت الذكرى ال44 لانتفاضة الشعب المصرى المعروفة باسم انتفاضة 18 و19 يناير، وسوف أكرس هذه السطور للاحتفال بها، وسأغرف حالا من مخزن ذكريات مشاركتى فيها متظاهرا ثم سجينا.
بدأت الانتفاضة وأنا بعد غر صغير، وانتهت بأول رحلاتى السياحية فى زنازين وتخشيبات وسجون الوطن، غير أن تلك "الحبسة" الأولى ظلت أكثر "حبساتي" ثراء وأشدها تميزا وتأثيرا فى وجداني، على الأقل لأنها لم تخل من مشاهد وحكايات طريفة جدا، بل إن بعضها رغم "ميلودراميته" الفاقعة، يفطس من الضحك.
وسأكتفى الآن برواية واحدة فقط من هذه الحكايات، وقد اخترتها، ليس لأنها الأطرف والأظرف وإنما لأن "الحبسة" كلها بدأت بها.
كان انضمامى لموكب المعتقلين بتهمة التحريض والمشاركة فى الانتفاضة، تأخر إلى عصر يوم 12 فبراير 1977، أى بعد إعادة افتتاح الجامعة التى كان صدر قرار بإغلاقها مع تفجر الأحداث.
فى صباح هذا اليوم حاولت حفنة من الطلبة الناشطين فى جامعة القاهرة الذين أفلتوا من حملات الاعتقال تحدى مناخ الخوف والإرهاب الذى كان مخيما على البلد آنذاك بعدما استعاد نظام المرحوم الرئيس أنور السادات زمام الأمور، وفى أول ظهور علنى له عقب خمود الانتفاضة أصر على دمغها بأنها مجرد "انتفاضة حرامية"، وطلب أمام عدسات التلفزة من الأستاذ فوزى )عبد الحافظ سكرتيره( أن يناوله "قلم الإمضاء"، فلما ناوله فوزى القلم وضع توقيعه علنا فوق ورقة قال للناس إنها تحمل نص قانون يجعل "السجن المؤبد"عقوبة كل من يشارك فى مظاهرة أو "يحبذها" أو "يشجعها"!!
نجحت محاولاتنا واستطعنا بجهد ليس قليلا جمع بضع مئات من الطلاب فى تظاهرة طافت بكليات الجامعة حتى استقرت فى الباحة الرئيسية أمام قاعة جمال عبد الناصر وقد تضاعف عددها مرات عدة، وأغرانا العدد الكبير فى تحويل المظاهرة إلى مؤتمر ضخم انتهى بإعلان تأسيس ما سميناه "اللجنة العليا للتضامن مع الطلبة المعتقلين"، وقد تبوأ العبد لله منصب منسقها العام.
لكن ما ان انفرط عقد المؤتمر حتى بدا واضحا أن أعضاء "لجنة التضامن" تلك ربما سيحتاجون قريبا جدا لمن يتضامن معهم، إذ ظهرت للتو حشود من المخبرين وضباط أمن الدولة أخذت تنتشر وتعشش وتتلطع فى كل زاوية، ورأينا عيونهم تترصدنا وتلاحقنا كلما تحركنا، تعبنا وسلمنا أمرنا لله، وقررت أنا واثنان من الأصدقاء أن ننهى هذا الموقف العبثى ونغادر الجامعة معا واللى يحصل يحصل، غير أن الصديقين ركبا رأسيهما وأصرا ألا يخرجا من باب الجامعة إلا بعد أن يستنفدا كل وسائل "التمويه الاستراتيجي" وتطبيق نظرية "الحرب خدعة" بحذافيرها، لهذا اختفيا من أمامى دقائق معدودة ثم فوجئت بهما يعودان وقد استبدلا سترتيهما من دون أن يهتما بالاختلاف البين والفادح فى طول وعرض كل منهما!!
قاومت الضحك من منظر الصديقين، وتحرك ثلاثتنا نحو باب الجامعة الصغير المقابل لمنطقة بين السرايات غير أننا ما إن خطونا خطوة واحدة بعد الباب حتى وجدنا الأفق كله ينسد أمامنا، إذ انشقت الأرض عن حائط من جثث ضخمة انتصب فجأة قاطعا الطريق علينا، وفى لمح البصر انقسمت هذه الحيطة لحيطتين إحداهما انقضت على الصديقين، وتفرغت الثانية لعبد الله الفقير.. وبينما أنا مُنتزع وغائص تماما فى بئر الجثث، كان بمقدورى أن ألمح على وجهى رفيقاى فى رحلة السجن التى بدأت للتو، علامات دهشة واستغراب شديدين، وبدا كلاهما وكأنه يسأل نفسه: لماذا ياترى لم تنجح خطة التمويه الاستراتيجى القائمة على تبادل الجاكتتين؟!
لحظتها لم يكن بوسعى أن أقول لهما: إن الخطة فشلت ليس بسبب ذكاء رجال المباحث، ولكن لأن هؤلاء قرروا القبض على الجاكتتين وخلاص، ثم بعد ذلك يفرزونهما ويتعرفون على سكانهما، براحتهم!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.