مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، ومشوار بثينة ميخائيل للعالمية بدأ بضربة مقص، قصة نجاحها ملهمة، وتستحق التأمل والتقدير. بدأت بثينة ميخائيل، مشوارها العملي بعد الثلاثين من عمرها، وأثبتت بعملها أنه لايوجد عمر محدد تستطيع أن تبدأ معه لتحقيق النجاح والتفوق، مع مطلع عام 2001 أصبحت أعمال زوجها لا تدر الدخل المعهود، فقررا السفر و أطفالها إلي الولاياتالمتحدة. وقررت بثينة، أن تساند زوجها بأى عمل وبدأت بما تحب أن تتقنه "الخياطة"، موهبة انتقلت إليها من والدتها معلمتها الأولى، وهى السيدة الصعيدية من قرية الغابات بمحافظة سوهاج، كان كل جيرانها يلجأون إليها في أى مناسبة، يجلبون إليها قطع القماش المختلفة فتصنع منها بمهارة فستان أو "تايير" أو بلوزة"، .كل هذا والفتاة الصغيرة بثينة تتابع بأعينها حركات أيدى والدتها، وهى تقص القماش ثم تقوم بخياطته بحركات سريعة ومتقنة على ماكينة الخياطة. لم تكن بثينة، تدرك فى تلك الأثناء أنها فى يوم ما تصبح واحدة من أمهر مصممي فساتين الأفراح داخل واحدة من أهم مدن العالم "نيويورك" وأن تحصل على جائزة أفضل مصممة فساتين أفراح ومقدمة خدمة لعام 2019، فى منطقة ستاتن ايلاند بنيويورك من مؤسسة NEW YORK WEDDING الأمريكية بل وحققت نجاحاً وباتت تتلقى دعوات من جهات رسمية عالمية للمشاركة فى تنظيم عروض الأزياء لفساتين الأفراح ومستلزماتها داخل نيويورك وخارجها. وكان لنا معها هذا الحوار.. كيف بدأت قصة نجاحك فى مجال تصميم الأزياء داخل "نيويورك " والتى يتنافس بها أكبر مصصمى الأزياء فى العالم ؟ بمجرد وصولي إلي الولاياتالمتحدة فى الثلاثين من عمري بدأت العمل بجد ليل نهار وبدون أجازات لمدة عامين كاملين دون كلل أو ملل فى مجال الخياطة لدى محلات الفساتين بنيويورك..أذهب اليهم فى الصباح أحضر منهم ما يحتاج الى التعديل حسب مقاس كل صاحبة فستان و أذهب الى منزلى وأبدأ العمل على ماكينة الخياطة ..ثم قررت الا يتوقف طموحى عند هذا الحد وقررت دراسة تصميم الأزياء فى أحد الاكاديميات الأمريكية المتخصصة فى مجال تصميم الأزياء بمنهاتن ..أعمل فى الصباح وفى المساء أذهب الى الأكاديمية وواجهت العديد من التحديات.. التحدي الأول هو عدم اتقانى للغة الإنجليزية فكان على إتقان اللغة وفى نفس الوقت الدراسة وتقديم التكليفات العلمية ..والتحدى الثانى أن استمر فى عملى الصباحي والتحدي الثالث هو العناية بأطفالي ..وبتوفيق من الله وبوقوف زوجى الى جوارى نجحت فى عبور تلك التحديات الصعبة بل وقمت باختصار مدة الدراسة فى عامين ونصف بدلا من أربع أعوام واتقان الأنجليزية ..كانت أيام صعبة وطويلة بدون أى أجازات أو راحة لكنه كان التحدى الذى وضعته أمامي وكان لابد أن أجتازه بدون استسلام لأحقق أحلامي كيف تحولتى من مجرد "خياطة" إلي أفضل مصممة فساتين في نيويورك؟ بعد تخرجى من الأكاديمية المتخصصة فى مجال الأزياء عملت فى أحدى شركات تصميم الأزياء فى ولاية نيويورك للحصول على خبرة خاصة فى مجال تصميم فساتين الافراح بعدها قررت ان أتخذ خطوة جريئة لا تخلو من المخاطرة وهى أن أقوم بفتح "اتلييه" فى نيويورك وتحديدا بمنطقة استاتن ايلاند حيث توجد هناك أكبر وأهم تجمع لمعارض فساتين الأزياء ويقصدها زبائن من كل أنحاء العالم بحثا عن أخر صيحات الأزياء فى عالم فساتين الأفراح وكانت المصادفة ان يقع "الاتيليه" الخاص بى أمام نفس "الاتيليه" الذى عملت به فى الماضى "خياطة" ..وكان تحديا جديدا ..تحديا لأثبات الذات فى عالم صعب والمنافسة به شرسة لاتعرف الرحمة فأما أن أفوز وأما أن أعود الى الناصية الأخرى للعمل خياطة مرة أخرى ..شمرت عن ساعدى وبدأت عامين أخريين من العمل الشاق .. 7 ايام فى الاسبوع دون أجازة ..وساعات طويلة من الاهتمام بكل التفاصيل وبدات فى تصميم فساتين الافراح بعلامة تجارية تحمل أسمى ولم اتوقف عند بيعها فى الاتيليه الخاص بى بل قمت ببيعها لمختلف معارض فساتين الأفراح فى عدة ولايات أمريكية والتى أقبلت عليها وبفضل ربنا نجحت فى تحقيق حلمى وفى أحد الأيام حضر الى صاحب الأتيلية الذى كنت أعمل لديه "خياطة" ووجدته يطلب منى أن أقوم بتوظيفه بعدما أغلق محله بسبب الخسائر التى تعرض لها ووافقت لرد الجميل له. ما هي الجوائز التي حصلتى عليها مجال تصميم الأزياء؟ حصلت على جائزة مهمة فى مجال تصميم فساتين الأفراح فى عام 2019 ..وهى جائزة أفضل مصممة فساتين أفراح ومقدمة خدمة فى منطقة ستاتن ايلاند بنيويورك من مؤسسة NEW YORK WEDDING الأمريكية ..وهى جائزة يتم الحصول عليها بناء على استطلاع راى تجريه المؤسسة مع العرائس و السيدات ويكفينى تعليقات الفتيات والسيدات المشجعة التى تصل الى منهن بعدما يرتدين فستان حلم العمر كما أن جوائز الأكبر عندما أتلقى دعوات من جهات عالمية للمشاركة فى تنظيم عروض الأزياء لفساتين الأفراح ومستلزماتها داخل نيويورك وخارجها. الموضة تعتبر هى الشغل الشاغل للكثير من السيدات كيف ترين هذا الأمر؟ مرهق للغاية لكنى أحب عملى لذلك تجدنى أتابع مواسم «الموضة» . المختلفة ومسابقاتها وعروضها وألاحقها في كل مكان وزمان فهناك أزياء الصيف وأخرى للشتاء ومثلها للربيع والخريف وتلك للصباح وأخرى للمساء ولكل فئة عمرية أزياؤها وألوانها وعلى أن أقوم بعدها بهضم كل تلك الأشياء فى عقلى لاستخراج الخط الخاص بى ورسم الموديلات ويجب أن يكون ذلك مميزا وجذابا للأخريين وبأسعار تنافسية. خاصة وانت تعمل وسط سوق عملاق لا يرحم ملئ بالمصممين من مختلف أنحاء العالم وداخل مدينة نيويورك التى تتابع لحظة بلحظة اخر صيحات الموضة وحققت نجاحاً وباتت تتلقى دعوات من جهات رسمية للمشاركة فى تنظيم عروض الأزياء لفساتين الأفراح ومستلزماتها داخل نيويورك وخارجها وتساعدنى فى بعض الأوقات ابنتى كلارا وهى باحثه فى مجال الكمياء وتعشق تصميم الازياء مثلى كيف تقومين بإرضاء مختلف الأذواق خاصة فى نيويورك التى تضم جنسيات من مختلف أنحاء العالم؟ لكل مجتمع خصوصيته فما يناسب مجتمعاتنا العربية مختلف تماما عما يناسب المجتمعات الغربية وليس كل ما نراه في مسابقات وعروض دور الأزياء يناسب ثقافتنا وعاداتنا إلا أننا نستطيع أن نأخذ منها ما نستطيع الاستفادة منه لتطوير أزيائنا مثل الأنواع الجديدة من الأقمشة وألوانها التي تكون هي موضة الموسم .ومن خلاها نواكب الموضة وألبى رغبات اى جنسية أجنبية تقوم بالتعامل معى مع إضافة التعديلات المناسبة ماهى النصيحة التي ترغبي في توجيهها للفتيات عند اختيار فستان الفرح؟ لكن تختارى فستان فرحك الذى تحلمين به يجب ان يكون فى اعتبارك عدة اشياء مهمة منها أولا أن تبحثى عن الموديل المناسب لشكلك ولون بشرتك والذى تفكرين فى الظهور به فى ليله العمر وان لا تقل الفترة التى تبدأين فيها الأختيار عن سنه الى 6 شهور على الأقل حتى تحصلين على ما تبحثين عنه و يمكن اعطاء الفرصة لمصصم الفستان ان يقوم بتعديله وفقا لمقاساتك وانصح الفتيات ان يكن متفتحين ولديهم الجرأة لتجربة موديلات مختلفة قبل الحكم عليها ..وايضا اختيار نوع القماش بما يتناسب مع شكل الجسم واذا كانت الفتاة بين مقاس 18 الى 30 يستحسن يكون A line shape"" ويفضل يكون مصنوع من الستان لانه يتميز بأظهار كل تفاصيل شكل الجسم والعكس يمكن اختيار أقمشة مثل الستان الحرير silk أو الشانتانج Shantung أو تفتاه Taffeta أو جوبيه ليس Guipure lace اذا كانت قياسات العروس صغيرة من المهم ايضا على العروس ان تقوم بتحديد مبلغ معين قبل البدء فى الشراء أو البحث حتى لا تصاب بحيرة بالغة ومن المعتاد فى مجتمعاتنا الشرقية اختيار العروس اللون الابيض للفستان ولكن الان يوجد ألوان اخرى أنصح الفتيات بتجربتها قبل اختيار فستانك منها ألوان مثل ivory – blush - champagne ويفضّل اختيار الفستان يتناسب مع عدد ضيوف حفل الزفاف فإذا كان العدد قليل يستحسن يكون الفستان بسيط كما يفضّل اختيار الفستان حسب مساحة قاعة الفرح فَلَو المكان قاعه كبيره وتسمح فعليكى اختيار فستان كبير الحجم وهو يختلف عن فستان قاعه صغيره أو فرح على البحر أو فى مكان مفتوح من المهم ايضا أن لا تحكمى على فستان من منظره فى الرشاقة "hunger " حاولى تجربته مسبقا انصح الفتيات بالذهاب الى الاماكن التى تسمح بعمل بروفات تجارب sample sale أذهبى وجربيه أولا والاسعار فى تللك الأماكن تنخفض للنصف وأهم نصيحة لاتجربي ابدا فستان فرح سعره اكتر بكثير من المبلغ الذى حددتيه مسبقا لأنك لو أحببتيه فمن الصعب جدا أن تحبى فستان غيره وحاولى دائما أن تختارى من أصحابك واحده فقط تثقى فى زوقها مع اسرتك لان كل ما يكون العدد اكبر يكون القرار فى الاختيار اصعب واخيراثقى فى حدسك لأنك بالتأكيد ستشعرين وستدركين اكثر فستان لمس قلبك و لا تثقى فى مايعرض online كثيرا لان معظمهم تقليد مع استعمال أرخص القماش والخامات وإذا قررت ان تشترى لازم يكون من محل بيتعامل مع المصممين ولديهم توكيل منهم وبهذه المناسبة أحذر من ظاهرة التنزيلات على بعض الأزياء والموديلات والتي توضع عليها أسماء ماركات عالمية والتي تصل تكاليفها إلى عشرات الآلاف من الجنيهات وهي لا تساوي عُشر القيمة الحقيقية. ما هى أحلامك فى المستقبل؟ التحديات لا تنتهى وأؤمن أن الإنسان لابد أن يكون طموحا وأن تستمر أحلامه حتى يستمر نجاحه .. وأحلم أن أقوم بتأسيس مركزا خاصاً لدراسة تصاميم فساتين الأفراح و الأزياء والموضة ببلدى وعشقى الأول مصر ثم دبى ثم فى عدد من الدول العربية وان أقوم بعمل برنامج تلفزيونى خاص بكل احتياجات العروس على غرار البرنامج الأمريكى الشهير say yes to the dress.