التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، أعضاء مجلس النواب عن محافظة الوادي الجديد، وذلك بحضور المحافظ اللواء محمد الزملوط. يأتي ذلك في إطار حرص رئيس الوزراء على الإنصات للمشكلات التي يعرضها نواب البرلمان، وكذا المقترحات التي يرونها تخدم مواطني المحافظات؛ وذلك لدراستها من كافة جوانبها، وإيجاد حلول عاجلة لها، وفقا للقانون والقواعد والإجراءات. في بداية اللقاء، رحب رئيس الوزراء بنواب المحافظة، معرباً عن تقديره لهم، ومؤكداً أنه بفضل الجهود التي تبذلها الحكومة والتنسيق المستمر مع مجلس النواب نجحت مصر في أن تخطو خطوات ملموسة نحو النهوض بالدولة في مختلف القطاعات. وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أنه لا شك أن الدولة تواجه تحديات كثيرة، وهناك تطلعات عديدة من جانب المواطنين، ومطالب نحو إحراز مزيدٍ من التقدم على مستوى جودة ونوعية الحياة، والحكومة تعي هذا جيداً، وتعمل على تحقيق ذلك وفق إمكاناتها، وقال : "كنت حريصاً دائماً على الالتقاء بأعضاء مجلس النواب، سواء عندما توليت مسئولية وزارة الإسكان، أو في منصبي كرئيس للوزراء". ونوّه رئيس الوزراء إلى أنه ستكون هناك سلسلة من اللقاءات الأخرى مع نواب المحافظات المختلفة، وتم التنسيق مع الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، في هذا الشأن، والذي رحب بدوره كثيراً بهذه المبادرة. بدورهم، أشاد نواب محافظة الوادي الجديد بهذا اللقاء، معربين عن ترحيبهم بحرص رئيس الوزراء على الاستماع لمطالب المواطنين بالمحافظة، مشيرين في الوقت نفسه إلى تقديرهم لإمكانات الدولة والتحديات التي تواجهها في هذه المرحلة. من جانبه، استعرض المحافظ اللواء محمد الزملوط، جهود المحافظة في تنمية الوادي الجديد خلال الفترة من عام 2017 حتى عام 2019، وذلك في جميع القطاعات التي من بينها الزراعة، والتعليم، والصحة، والتموين، والعمل على تحسين الطرق، مشيراً في هذا الصدد إلى بدء العمل بجامعة جنوب الوادي، التي أصبح لها صدى واسعاً بين أبناء المحافظة والمحافظات الأخرى، لافتا إلى أنه جار العمل على تشغيل كلية الطب بها، كما نوه إلى تطوير مستشفى الداخلة، وقال إنه جار العمل لإنشاء مستشفى آخر جديد، بالإضافة لتطوير الوحدات الصحية القائمة. وأضاف أنه تم إنشاء وتشغيل 4 محطات بترولية لتموين السيارات بمراكز: الخارجة، والداخلة، والفرافرة، وباريس وذلك بالتنسيق مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، إضافة إلى تطوير مجمع التمور بالتعاون مع الجانب الإماراتي، كما نوّه إلى إنارة مبني الديوان العام والوحدات المحلية بالطاقة الشمسية، وتخصيص مساحة 1000 فدان لكل قرية للزراعة بواسطة شباب القرية، كما تم إنشاء منطقة تجارية، ومجمع للتمور. وأشار اللواء محمد الزملوط، خلال اللقاء، إلى قيام المحافظة بتنفيذ عددٍ من المبادرات التي تخدم مواطني المحافظة، ومنها الزي المدرسي الموحد لكل مرحلة من المراحل التعليمية، من خلال إنشاء مصنع متخصص بمساهمة من جانب بعض المواطنين بالمحافظة، إلى جانب تسيير عدد من القوافل الطبية بالمحافظة. وأكد أن المحافظة تعمل على تبني أفكار الشباب ومنها تبني فكرة شاب موهوب يعمل على تربية دودة القز لإنتاج الحرير في مساحة 50 فداناً، وهو ما استوقف رئيس الوزراء للمطالبة بدعم هذا الشاب بكل الإمكانات والاحتياجات المطلوبة والشباب الآخرين الذين يعملون في تربية دودة القز، سعياً لمضاعفة هذه المساحة لعشرات الأضعاف؛ كي يتسنى أن نصل بهذه المساحة إلى ما يتراوح ما بين 500 – 600 فدان، وذلك من خلال شباب قادر على العمل في هذا التخصص، وتوفير الدعم الكامل لهم، وأعلن الدكتور مصطفى مدبولي استعداد الحكومة التام لدعم مزارع تربية دودة القز؛ أملا في تقليل واردات الحرير من الخارج خلال الفترة المقبلة. وتحدث المحافظ عن مشروعات الصرف الصحي، التي يتم تنفيذها حالياً في المحافظة، والتي يتم بعضها بالجهود الذاتية، وهنا كلف رئيس الوزراء بوضع خطة عاجلة قصيرة المدى؛ للانتهاء من تغطية المحافظة بأكملها بالصرف الصحي، على أن يتم تقسيم الخطة إلى مراحل وفقا لأولويات العمل. وأعلن المحافظ أن المحافظة ستنظم أول منتدى للشباب في شهر ديسمبر المقبل، لشباب الوادي الجديد، والمحافظات الأخرى المجاورة. واستمع رئيس الوزراء لمطالب ومقترحات نواب محافظة الوادي الجديد، خلال اللقاء، والتي كان من بينها: طلب إدراج تصنيف محافظة الوادي الجديد ضمن المحافظات الحدودية، وإعادة تقسيم المحافظة نظراً لاتساعها، إضافة إلى مطلب آخر يتعلق بتخفيض سعر الإيجار للمنتفعين من المزارعين الذين حصلوا على أراضٍ لاستصلاحها، مطالبين كذلك بإعادة تسعير شريحة الكهرباء للآبار الزراعية، وتعديل تعريفة الكهرباء بالوادي الجديد بسبب الظروف المناخية التي يرونها سبباً رئيسياً في استهلاك كميات كبيرة من الكهرباء، وخاصة الزراعات التي تروى من أعماق الآبار. وطالب النواب بفتح تلقي إخطارات الملكية لأبناء الوادي الجديد وذلك لمدة 6 أشهر أخرى؛ حتى يتمكن المغتربون من أبناء المحافظة للتقدم بإخطاراتهم، مع ضرورة اعتماد الأحوزة العمرانية للقرى والمخططات الإستراتيجية للمدن، وتوصيل المرافق لتقسيمات المواطنين وسرعة تسليمها، وفي الوقت نفسه طالب نواب المحافظة باستكمال طريق الخارجة - أسيوط، وطريق الداخلة - الخارجة، وإعادة تأهيل طريق الفرافرة – الداخلة، وشرق العوينات، وتنفيذ طريق الخارجة – سوهاج. وخلال اللقاء، قدم نواب المحافظة مطلباً آخر يتعلق بضرورة تشكيل فريق لمعاينة أشجار النخيل التي أصيبت بمرض "سوسة النخيل"، للوصول إلى علاج سريع، مع توفير العلاج اللازم لها، والمطالبة كذلك بالموافقة على تطبيق زيادة بدل الجذب للمناطق النائية على العاملين بوزارة الآثار، كما طالب النواب بضرورة دعم صندوق السياحة للسفر بالطائرة. وفي الوقت نفسه طالب النواب بضرورة إنشاء مأمورية قضائية بالفرافرة لحين إقامة محكمة بها، إضافة لمطالبتهم بحل مشكلة "التخصيص". وقبل نهاية اللقاء، أكد رئيس الوزراء أن الحكومة تعمل وفق ما يسمى ب " فقه الأولويات" في تنفيذها للمشروعات الخدمية والتنموية بالمحافظات؛ وذلك للعمل على النهوض بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وفق الإمكانيات المتاحة، حتى يشعر المواطن بتحسن ملموس في نوعية وجودة الحياة اليومية له، مرحبا بكافة الاقتراحات والمطالب التي عرضها نواب محافظة الوادي الجديد، خلال اللقاء، ووجه على الفور بدراسة جميع المطالب التي عرضها النواب، وفق ما تسمح به القواعد القانونية في هذا الشأن، وذلك من خلال التنسيق مع الوزارات والجهات المعنية.
