علاء عبد الهادى لا أريد أن نمر على خبر فوز منتخب الناشئين لكرة اليد ببطولة كأس العالم مرور الكرام، وألا نقزم الأمر فى رفع جوائز اللاعبين، على أهميته، ولكن فى رأيى يجب أن نتعامل مع الأمر بصورة علمية احترافية، ودراسته باعتباره نموذجا نجاحا متكامل الأركان قابلا للتطبيق، ويجب أن نجيب على هذه الأسئلة: هل فوز مصر ببطولة كأس العالم لكرة اليد للناشئين جاء مجرد ضربة حظ، أم نتيجة مجموعة من عوامل النجاح قادت إلى هذه النتيجة؟ ما هى عوامل النجاح التى اتبعها المدرب الفنى، ورئيس الاتحاد؟ ما هو الدور الذى لعبته الأندية التى أفرزت هؤلاء اللاعبين حتى ارتقوا إلى الاتحاد؟ هل لم يصل فيروس الشللية، والواسطة فى اختيار اللاعبين، إلى هذا الفريق، فتم بالفعل اختيار وفرز أفضل العناصر وهو ما انعكس فى هذه النتائج غير المسبوقة لفريق خارج الاتحاد الأوروبى؟ لست عليما بالأمور الرياضية الفنية، ولكن هل يمكن تطبيق الأسس والمعايير العلمية التى اتبعها الجهاز الفنى لكرة اليد على فريق كرة القدم مثلا، بمعنى آخر هل وصفة أو توليفة النجاح قابلة للتطبيق أيضا على عالم كرة القدم؟ يلح علىّ سؤال: لماذا تتوقف النتائج المبهرة لنا عند مرحلة الناشئين، بمعنى آخر: هل نمتلك الأدوات التى تجعل نفس هذا الفريق يقتنص كأس العالم للكبار بعد عدة سنوات؟ هل الثانوية العامة هى السبب وراء تراجع أداء هؤلاء اللاعبين الواعدين؟ أم هى المحسوبية فى الاختيار؟ أنا أعلم وكلكم تعلمون أن الواسطة تتسبب أحيانا باختيار لاعبين غير مؤهلين فى فقد مصر ميداليات ذهبية.. لو كنت مكان وزير الرياضة لقمت بتشكيل هذه اللجنة فورا لدراسة أسباب احتكار مصر ولعدة سنوات متتالية لبطولات الإسكواش على مستوى العالم، وما هى «توليفة» النجاح التى اعتمدها الجهاز الفنى لكرة اليد؟ والأهم الذى لم نعرفه للآن لماذا خرجنا صفر اليدين من بطولة أفريقيا لكرة القدم التى استضافتها مصر بنجاح على أرضها، ولماذا أيضا الخروج المهين من كأس العالم الأخيرة فى روسيا؟ إذا أجبنا على هذه الأسئلة بحيادية، وترجمنا النتائج لقرارات فانتظروا المزيد من النجاحات التى تليق باسم مصر محليا وقاريا ودوليا.. اسم مصر كبير يجب ألا يتصدى له إلا الكبار.. انقذوا اسم مصر من أفعال الصغار.
