أبو السعود: تتمنى عودة الأعمال التاريخية ومسرحة المناهج مؤلف أغاني الطفل لابد أن يتسم بصفات خاصة لابد من مواكبة التكنولوجيا وفهمها لنتمكن من تقديم أعمال تليق بعقل الجيل الجديد صفاء صوتها وسعادة طلتها ورشاقة حركتها، جعلت منها صديق لطفولة أجيال، فأغنياتها لا تفارق ألسنة الأطفال عبر عدة أجيال، وكل عيد لابد من أن نستيقظ على صوتها، ف«سعدنا بيها» جعلها دائما ضيفا في كل بيت مصري.. «بوابة أخبار اليوم» أجرت حوارا مع الفنانة القديرة رائدة أغنية الطفل صفاء أبو السعود. صفاء أبو السعود رائدة أوبريت الأطفال.. استطعتي أن تتركي بصمة عميقة في وجدان جيل كامل وحتى الآن لا نجد على الساحة من يقدم عمل يترك تلك البصمة.
من وجهة نظرك لماذا غابت أوبريتات عيد الطفولة والأعمال الموجه للطفل بصفة عامة؟ الحقيقة فعلا الأعمال غابت قليلا ولكنا الآن في مرحلة ترتيب الأوراق، نحاول أن ننجز الكثير فيما يخص الشباب وتبقى الاهتمام بالأطفال، وهو شيء هام جدا والاوبريتات نوع من أنواع الأعمال التي تقدم للأطفال. وأرى أن غالبا من يفكر في عمل للطفل يتخيل أن إنتاج الطفل رخيص، ولا يحدد أجور مناسبة للمؤلفين والملحنين والعازفين على الرغم من أن الغرب في أوروبا وأمريكا عندما يقررو إنتاج عمل للطفل يستعينون بفرق كبيرة ومؤلفين كبار لهم وضعهم، ولكنا على العكس تماما فنحن لا نقدر تلك النقطة الهامة في التعامل مع المؤلفين والملحنين في أعمال الطفولة، وذلك من أهم الأسباب التي جعلت الأعمال الفنية التي تخاطي الطفل تغيب عن الشاشة، ولا يبقى منها إلى بعض أنواع الكرتون والجرافيك، ولكنه لا يترك بصمة في حياة الطفل. كيف كانت كواليس أول عمل للطفل قدمته صفاء أبو السعود سواء كان عمل غنائي أو مسلسل زهور من نور وغيرهم؟ لم انقطع عن أعمال الأطفال منذ طفولتي فقد بدأت طفلة في التلفزيون المصري واستمريت في تقديم أعمال للطفولة، ومن أكثر الأعمال التي افتخر بها واعتز بها هي زهور من نور لأنها كانت عن المبتدئ والقيم بطريقة حلوة وبسيطة، فكانت لكل حلقة هدف وقيمة تنقل للطفل عن طريق قصة وغالبا تكون قصة عالمية سواء من فرنسا أو اسبانيا واليابان، وكل منها له معنى وهدف، وشاركني في بطولتها الراحل المبدع أبو بكر عزت، إخراج الرائعة مجيدة نجم، وكنا نضع بكل حلقة سؤال، ليستطيع الأب أن يتجاوب معنا ليترسخ في ذهنه القيم التي نتحدث عنها مثل احترام الأب، والكرامة والصدق. تعاملت مع عملاقين في الشعر والتلحين سيد حجاب وعمار الشريعي.. هل يصعب ظهور مثل هذا الثنائي ليقدم لنا أعمال مؤثرة تحمل رسالة؟ تعاملت فعلا مع عمالقة في أعمال الطفل مثل الأستاذ عمار الشريعي والأستاذ سيد حجاب والأستاذ نادر أبو الفتوح ودكتور جمال سلامة وأستاذ حلمي بكر، جميعهم قدموا أعمال مؤثرة وتحمل رسالة نبيلة، وأرى أن مؤلف الطفل يجب أن يكون فريد في نوعه، ويجب أن يكون لديه جزء من الطفولة في شخصيته، ويجب أن يكون مطلع على احدث التطورات ليستطيع أن يجذب الطفل ويجعله يواكب العصر، وعليه أن بكتب بطريقة سهلة وبسيطة ليتقبلها الجمهور. كيف ترعى صفاء أبو السعود المواهب الصغيرة؟ يمكن أن أرى الأطفال الموهوبين وأوفر لهم الألحان التي يسهل حفظها والكلمات البسيطة التي يوجد بها معنى، ليتم ترسيخ الذوق والمبادئ النبيلة والجمال بداخلهم. هل تري أن لاختلاف اهتمامات الأطفال وتطور وتدخل التكنولوجيا اثر في تراجع الأعمال الدرامية أو الاستعراضية الموجه للطفل؟ بالنسبة لاهتمامات الطفل العصر كله تغير ويجري بسرعة رهيبة يعني ربنا فتح على العلماء في التكنولوجيا ولابد أن نتعامل مع ذلك التطور وإلا سنصبح متخلفين، ولابد أن تشير الأعمال الموجه للطفل إلى التكنولوجيا بشكل لطيف وليس ميكانيكي يمل منه الطفل، فيجب أن نقدم للطفل المعلومة سهلة وبسيطة، فالأطفال ينقسمون إلى فئات من 3سنوات إلى 6 سنوات مرحلة ومن 6 إلى 12 مرحله ثانية ومن 12الى 15 مرحلة أخرى، وكل مرحلة تحتاج إلى طريقة للكتابة والتقديم والألحان ولابد أن نتعاون مع معاهد البالية، والمؤسسات المهتمة بالطفل مثل مؤسسة دكتور عصمت يحيى، لنقدم أعمال مناسبة، بالأخص وأن كل العالم يحتفل بعيد الطفولة، لأن الطفل هو الذي سيصبح فيما بعد دكتور ومهندس ووزير ورئيس ويملك وكل شيء، فإذا بدأنا معه بشكل سليم سيستمر في طريقه الصحيح، زرعنا فيه مبادئ سليمة سيظل يتعامل بها طول عمره وستبنى شخصيته على المحبة ونبذ الكره والتعصب والحقد. كيف ترى صفاء أبو السعود دور المسرح في تكوين شخصية الطفل؟ أتذكر إني كنت عضوه بالفرقة الاستعراضية وقدمت عمل مسرحي بعنوان الليلة العظيمة وكان يتحدث عن عائلة محمد علي إلى قيام الثورة وأتذكر أن كتاب التاريخ المدرسي في هذا الوقت كان كله يتحدث عن هذه المسرحية وأنا كنت بحبها جدا لأنها وفرت عليا مذاكرة كثيرة بجو جميل، فلماذا لا نقدم تاريخنا في عمل حلو بسيط، وأتذكر إني قدمت عمل آخر بعنوان أولاد مصر من اخناتون إلى السادات واستعرض العمل كل الشخصيات البارزة في تاريخ مصر مثل رفاعة طهطاوي وأم كلثوم وعبد الوهاب ومجيب محفوظ وغيرهم الكثير، وأتمنى أن يقدم مثل تلك الأعمال بطريقة بسيطة مغناه لأن الطفل حركة وطاقة ونشاط لابد أن توظف بطريقة صحيحة.