تظهر لنا الشاعرة العراقية نازك الملائكة في قصيدتها "دعوة إلى الحياة" وكأنها تدعونا إلى الثورة، بدءاً من المفردات التي استخدمتها إلى وجو القصيدة التي نجدها تطالب بالغضب. كما نجد أن القصيدة تطالب بالتفجر وكأنها منذ سنوات طويلة قد أدركت أنه لا جدوى للسكوت. ويتضح ذلك في أبيات القصيدة ولاسيما في قولها: اغضب كفاك وداعة ،أنا لا أحب الوادعين النار شرعي لا الجمود ولا مهادنة السنين إني ضجرت من الوقار ووجهه الجهم الرصين وصرخت لا كان الرماد وعاش عاش لظى الحنين اغضب على الصمت المهين أنا لا أحب الساكنين ولا تقتصر دعوة نازك الملائكة على دعوتها إلى الغضب فحسب ولكنها تعبر ذلك إلى امتداح الحركة والفعل وكسر السكون وعدم التحلي بالصبر حينما يتعلق الأمر بالكرامة فتقول: الصبر ، تلك فضيلة الأموات في برد المقابر تحت حكم الدود رقدوا وأعطينا الحياة حرارة نشوى وحرقة أعين وخدود ثم تستكمل دعواها إلى الثورة التي تنفجر من أعماق بركان النفس الإنسانية تاركة خلفها العبر والمواعظ قائلة: أنا لا أحبك واعظاً بل شاعر قلق النشيد تشدو ولو عطشان دامي الحلق محترق الوريد إني أحبك صرخة الإعصار في الأفق المديد وفما تصباه اللهيب فبات يحتقر الجليد أين التحرق والحنين أنا لا أطيق الراكدين ثم تنهي الشاعرة الكبيرة قصيدتها التي تحمل أعمق دعوة حقيقية للغضب بقولها: إني أحب تعطش البركان فيك إلى انفجار وتشوق الليل العميق إلى ملاقاة النهار وتحرق النبع السخي إلى معانقة الجرار إني أريدك نهر نار مال لجته قرار فاغضب على الموت اللعين إني مللت الميتين وهكذا نجد أنفسنا أمام قصيدة تستحق أن يقال عنها بثقة أنها دعوة إلى الغضب، وربما اختارت نازك الملائكة عنوان "دعوة إلى الحياة"، وكأنها أرادت أن تخبرنا أنه من فورة الغضب تولد الحياة الكريمة.