عادت الانفجارات من جديد للبلد الهادئ، رائحة البارود التي لا يكره الشعب اللبناني أكثر منها، بعدما أنهكتهم في الحرب الأهلية والتي استمرت من عام 1975 حتى عام 1990، ولم تخف الدماء التي سالت في الاجتياح الإسرائيلي في 2006، لتشهد الضاحية الجنوبية لبيروت، الخميس 12 نوفمبر، انفجارين ببرج البراجنة، أوقعا 43 قتيلا وقرابة ال240 جريحًا. وعرضت شبكة "cnn" الإخبارية الأمريكية تقريرًا مفصلا عن هجومي بيروت الإرهابي عرضت خلاله الأسباب التي دفعت تنظيم داعش لانفجار الضاحية الجنوبية. كان تنظيم داعش قد أعلن مسؤوليته عن انفجاري بيروت عبر حساب تابع له على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر". عناصر داعش في بيروت.. وقال مصدر لبناني إن منفذ الانفجار المنتمي لتنظيم داعش، وصل إلى لبنان برفقة ثلاثة من عناصر التنظيم إلى بيروت قبل يومين من تنفيذ الانفجار للإعداد له. وأضاف المصدر أن منفذي الانفجار الأربعة قد يكونوا ضمن خلية أرسلها داعش إلى لبنان من أجل تنفيذ عدد من الهجمات الانتحارية بلبنان. أسباب استهداف داعش للبنان.. وأشارت "cnn" إلى عدة أسباب دفعت تنظيم داعش لاستهداف لبنان في هجماته الانتحارية منها أنها تمتلك حدودًا مشتركة مع سوريا التي يسيطر التنظيم على جزء كبير منها، بالإضافة إلى هجرة قرابة المليون لاجئ سوري إلى لبنان. ومن الأسباب الأخرى التي أشارت لها الشبكة الأمريكية أن الانفجارين وقعا في الضاحية الجنوبية لبيروت وهي المنطقة التي يسيطر عليها حزب الله الشيعي، لافتة إلى أن داعش ينهج الفكر المتطرف الذي يعتبر الشيعة خارجين عن الدين الإسلامي. وعززت هذا السبب بالتأكيد أن حزب الله يحارب مع النظام السوري بقيادة بشار الأسد، ويدفع بعدد من أعضائه للقتال في سوريا. وقالت إن الطائفة الشيعية المتواجدة بالضاحية الجنوبية هي التي كانت مستهدفة من خلال العملية الانتحارية، مضيفة أن منفذ الهجوم الانتحاري حاول الدخول لأحد المساجد الشيعية قبل أن يتم اعتراضه ليفجر نفسه خارج المسجد. حزب الله.. نحن على الطريق الصحيح في السياق ذاته، قال حسين خليل المعاون الأمين العام لحزب الله اللبناني الذي يسيطر على الضاحية الجنوبية لبيروت في تصريحات لموقع روسيا اليوم، إن الحزب يسير في الطريق الصحيح في حربه ضد الإرهاب. لبنان.. تاريخ من العنف ولم يكن لبنان بعيدا عن التفجيرات ففي نوفمبر 2013 وقع انفجارا كبيرا بالعاصمة بيروت استهدف السفارة الإيرانية واسقط 23 قتيلا، وقرابة ال150 مصابا. وأعلنت كتائب عبدالله عزام التابعة للقاعدة، مسؤوليتها عن الهجوم كرد فعل على إرسال حزب الله لعناصره للقتال في سوريا. كما شهدت الضاحية الجنوبية في أغسطس 2013 انفجارًا ضخما أودى بحياة 20 من سكانها. كما كان الانفجار الذي استهدف موكب رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في 2006 هو الأكثر قوة بعد ما تم تفجير قرابة 1000 كجم من المواد المتفجرة مما أدى لوفاته على الفور.