أشتاق للوقوف خلف الكاميرا.. لكن بشرط؟ على مدار 55 عامًا، استطاع المخرج الكبير محمد عبد العزيز، أن يسطر اسمه بحروف من نور فى تاريخ السينما المصرية، إذ قدمًا أعمالا خالدة حتى الآن فى ذاكرة الجمهور حتى الآن، كان يغلب عليها الطابع الكوميدى، لذا لقبه البعض ب "خليفة فطين عبد الوهاب"، إلا أن "عبد العزيز" شن هجومًا حادًا على الأعمال الكوميدية الأخيرة، واصفًا إياها ب "منزوعة الدسم"، وتحدث المخرج الكبير، خلال حواره معنا، عن تفاصيل إختباره ضمن المكرمين فى الدورة الثلاثين من مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط، متذكرًا أهم المواقف الكوميدية التى جمعته مع الزعيم عادل إمام. فى البداية أعرب "عبد العزيز"، عن سعادته البالغة لإختياره ضمن المكرمين فى الدورة الثلاثين، من مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط، ويقول: "لم أتوقع التكريم، إذ إتصل بى الناقد الأمير أباظة، وأخبرنى بالتكريم، وانتابتنى وقتها حالة من السعادة والرضا التام حيث شعرت بالتكريم المعنوى تجاه الأعمال التى قدمتها على مدار 55 عامًا". "عبد العزيز" يشير إلى أن التكريم يعنى له الكثير فى ظل وجود حالة من النسيان والتجاهل التى سادت قطاع عريض من الهيئات الحكومية والمسئولة عن عديد من المهرجانات، ويضيف: "أتمنى أن يكون هناك نوع من إعادة النظر فى الإختيارت وعدم التركيز فقط على النجوم أو الفنانين، فهناك نجوم أيضا خلف الكاميرا من مهندسى الصوت والموسيقى التصويرية والديكور ومؤلفين ومخرجين لا يقلوا أهمية عن الفنانين؛ وفى تصورى أن المؤلف والمخرج هما عنصرى بناء أى عمل فنى، وهما الصناع الحقيقيين له". "كل شىء بأوان" ماذا يعنى لك هذا التكريم؟ شعرت بحالة من الرضا التام، وأن مجهودى طوال 55 عامًا قضيتها فى تقديم أعمال مختلفة ومتنوعة، لم يذهب هباءً، وهناك من يقيم هذه الأعمال، وشعرت بالسعادة لأنه بالتاكيد من مهرجان بلدى وتحديدا جمعية "كتاب ونقاد السينما"، ورغم تكريمى من قبل فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته العشرين إلا أن تكريم هذا المهرجان له مذاق مختلف، خاصة أننى شاركت فى لجنة التحكيم الخاصة بالمهرجان فى إحدى دوراته السابقة، بعدها بدأت فى استعراض حياتى الفنى بشريط السينما وأعود بآلة الزمن إلى الخلف على مدار 55 عامًا، وجدتها رحلة طويلة مليئة بالأعمال المختلفة التى لاقت استحسان الجمهور والنقاد؛ وحققت أيضا إيرادادت، وقلت لنفسى "كل شىء بآوانه". عندما تذكرت مشوارك الفنى، ألم يدفعك ذلك إلى الظهور على الساحة وتقديم أعمال جديدة؟ إشتقت كثيرا للوقوف خلف الكاميرا، وتقديم أعمالا مختلفة عن السائد، ولكن السوق السينمائى غير مؤهل الى العودة وتقديم ما أتمناه، والسبب الحقيقى وراء ذلك أن المنتج والموزع أصبحا يسيطران على نوعية الأعمال التى تعرض على الجمهور؛ ولم يكن هناك سوى محاولات فردية تقوم بها بعض الشركات المحبة للصناعة؛ الأمر الذى يصعب تقديمه فى الفترة الأخيرة. "غياب الكبار" ولكن عزوف بعض المخرجين الكبار عن الساحة؛ تسبب فى انتشار نوعية معينة من الأفلام، فما تعليقك على ذلك؟ أتصور أنه عزوف اجبارى الى حد ما، لأن الهيكل الإنتاجى هو المتحكم فى الصناعة حاليًا، وليس للمخرجين الكبار مكانا فى الفترة الحالية، فإن الإنتاج والتوزيع ودور العرض المتحكم الرئيسى فى الصناعة. لكن كما قلت، إن هناك محاولات فردية تحاول أن تعيد صياغة العملية الفنية فلماذا لم تقبل على هذه النوعية من التجارب، طالما هناك شعور بالعودة؟ التجربة الفردية تحتاج إلى مجهود أكبر، ومع ذلك قمت بها من قبل عندما قررت تقديم فيلم "انتبهوا أيها السادة"، الذى قام ببطولته محمود ياسين و حسين فهمى، وقمت بإنتاج الفيلم، ولكن الأعمال تحتاج الى مجهود مادى ومعنوى كبير؛ فعندما ننظر إلى الأعمال التى قدمتها الدولة؛ فهى أيضا أعمال فردية، وما قدم فى الفترة الأخيرة من أعمال مثل فيلم "الفيل الأزرق" و "الجزيرة 2" فإنها أعمال فردية صعب تكرارها فى فترة وجيزة، ولكن لدى الرغب فى العودة إلى الساحة وتقديم ما أحبه من أعمال. من المعروف أنك تفضل تقديم الأعمال الكوميدية فما رأيك فى الأعمال الكوميدية التى تقدم حاليًا؟ الأعمال الكوميدية الحالية هدفها الأساسى التسلية فقط، وتغييب الذهن لدى المشاهد فهى تقدم وجبة "منزوعة الدسم" للجمهور، وأتصور أن دور السينما يختلف تمامًا عن هذه المعايير، فعندما قدمت الأعمال الكوميدية كانت ذات صبغة سياسية وبها رسالة وهدف ومضمون بجانب الضحك؛ والكوميديا الحالية خالية من هذه العوامل وعناصر الجذب، وفضلت الإعتماد على تغييب ذهن المشاهد وتسليته فقط. لكن هناك بعض الآراء التى تنادى بالأعمال التى تهدف إلى الضحك فقط، فهى فى حد ذاتها رسالة، فما رأيك فى ذلك؟ هذه فكرة سائدة لدى المنتجين بأن يحتوى الفيلم على الضحك الهزلى، بجانب توليفة الرقص والغناء مع بعض المظاهر المادية، ويقدمها الى الجمهور على أنه عمل سينمائى، أتصور أن السينما المصرية طوال تاريخها لم تقم على هذه المعايير؛ وأن السينما بريئة من هذه الأعمال؛ فلا بد أن نحافظ على القيم والمبادئ التى تعلمناها على أيدى كبار الكتاب والمخرجين والمبدعين من خلال تقديم سينما تحترم عقلية المشاهد تعبر عن ثقافتنا الحقيقية. كيف نتخلص من هذه الأعمال المضرة؟ أتصور أن الحل الوحيد للخلاص من هذه الأعمال هو أن يمل ويعزف الجمهور عن مشاهدتها؛ مما يدفع المنتج إلى انتاج أعمال أخرى أكثر جدية، وأتصور أن هذا الأمر يتحقق فى فترة قريبة خاصة أن هذه الأفلام لم تحقق الإيرادات المطلوبة. "مع الزعيم" ارتبطت معظم أعمالك بالزعيم عادل إمام، وهذا يعنى وجود كيمياء بينكما، فما أهم المواقف التى تعرضتما لها سويًا؟ قدمت مع عادل إمام 18 فيلمًا وكنا نفكر دائما فى تقديم أعمال مميزة وتتسم بالجدية الشديدة؛ وكنا نقدم أعمالا كوميدية ذات معنى وهدف راق، ولهذا تولدت حالة من الكيمياء؛ ومن المواقف الطريفة التى تعرضنا لها، فى فيلم "عصابة حمادة وتوتو"، الذى قام ببطولته عادل إمام ولبلبة و تحديدا فى مشهد سرقتهما للمدرسة، وهو ما دفعنا الى دهان وجههما باللون الأسود حتى لا يتعرف عليهما أى شخص، وكان المشهد يتم تصويره أمام مقر إقامة وزير الداخلية الأسبق، مما دفع المسئولين للقبض عليهما وبرغم من توضيح الأمر لهما بأننا نصور عمل فنى إلا أنهما لم يقتنعا بهذا الأمر، ولكن فى النهاية استطعنا انقاذ الموقف. ومن المواقف أيضا التى تعرضنا لها عند تصوير فيلم "خلى بالك من عقلك"، والذى بطولة عادل إمام وشيريهان، حيث تعرضنا لعديد من المواقف الصعبة داخل مستشفى الأمراض العصبية، إذ كنا نصور مع مرضى نفسيين بشكل حقيقى. أشتاق للوقوف خلف الكاميرا.. لكن بشرط؟ على مدار 55 عامًا، استطاع المخرج الكبير محمد عبد العزيز، أن يسطر اسمه بحروف من نور فى تاريخ السينما المصرية، إذ قدمًا أعمالا خالدة حتى الآن فى ذاكرة الجمهور حتى الآن، كان يغلب عليها الطابع الكوميدى، لذا لقبه البعض ب "خليفة فطين عبد الوهاب"، إلا أن "عبد العزيز" شن هجومًا حادًا على الأعمال الكوميدية الأخيرة، واصفًا إياها ب "منزوعة الدسم"، وتحدث المخرج الكبير، خلال حواره معنا، عن تفاصيل إختباره ضمن المكرمين فى الدورة الثلاثين من مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط، متذكرًا أهم المواقف الكوميدية التى جمعته مع الزعيم عادل إمام. فى البداية أعرب "عبد العزيز"، عن سعادته البالغة لإختياره ضمن المكرمين فى الدورة الثلاثين، من مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط، ويقول: "لم أتوقع التكريم، إذ إتصل بى الناقد الأمير أباظة، وأخبرنى بالتكريم، وانتابتنى وقتها حالة من السعادة والرضا التام حيث شعرت بالتكريم المعنوى تجاه الأعمال التى قدمتها على مدار 55 عامًا". "عبد العزيز" يشير إلى أن التكريم يعنى له الكثير فى ظل وجود حالة من النسيان والتجاهل التى سادت قطاع عريض من الهيئات الحكومية والمسئولة عن عديد من المهرجانات، ويضيف: "أتمنى أن يكون هناك نوع من إعادة النظر فى الإختيارت وعدم التركيز فقط على النجوم أو الفنانين، فهناك نجوم أيضا خلف الكاميرا من مهندسى الصوت والموسيقى التصويرية والديكور ومؤلفين ومخرجين لا يقلوا أهمية عن الفنانين؛ وفى تصورى أن المؤلف والمخرج هما عنصرى بناء أى عمل فنى، وهما الصناع الحقيقيين له". "كل شىء بأوان" ماذا يعنى لك هذا التكريم؟ شعرت بحالة من الرضا التام، وأن مجهودى طوال 55 عامًا قضيتها فى تقديم أعمال مختلفة ومتنوعة، لم يذهب هباءً، وهناك من يقيم هذه الأعمال، وشعرت بالسعادة لأنه بالتاكيد من مهرجان بلدى وتحديدا جمعية "كتاب ونقاد السينما"، ورغم تكريمى من قبل فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته العشرين إلا أن تكريم هذا المهرجان له مذاق مختلف، خاصة أننى شاركت فى لجنة التحكيم الخاصة بالمهرجان فى إحدى دوراته السابقة، بعدها بدأت فى استعراض حياتى الفنى بشريط السينما وأعود بآلة الزمن إلى الخلف على مدار 55 عامًا، وجدتها رحلة طويلة مليئة بالأعمال المختلفة التى لاقت استحسان الجمهور والنقاد؛ وحققت أيضا إيرادادت، وقلت لنفسى "كل شىء بآوانه". عندما تذكرت مشوارك الفنى، ألم يدفعك ذلك إلى الظهور على الساحة وتقديم أعمال جديدة؟ إشتقت كثيرا للوقوف خلف الكاميرا، وتقديم أعمالا مختلفة عن السائد، ولكن السوق السينمائى غير مؤهل الى العودة وتقديم ما أتمناه، والسبب الحقيقى وراء ذلك أن المنتج والموزع أصبحا يسيطران على نوعية الأعمال التى تعرض على الجمهور؛ ولم يكن هناك سوى محاولات فردية تقوم بها بعض الشركات المحبة للصناعة؛ الأمر الذى يصعب تقديمه فى الفترة الأخيرة. "غياب الكبار" ولكن عزوف بعض المخرجين الكبار عن الساحة؛ تسبب فى انتشار نوعية معينة من الأفلام، فما تعليقك على ذلك؟ أتصور أنه عزوف اجبارى الى حد ما، لأن الهيكل الإنتاجى هو المتحكم فى الصناعة حاليًا، وليس للمخرجين الكبار مكانا فى الفترة الحالية، فإن الإنتاج والتوزيع ودور العرض المتحكم الرئيسى فى الصناعة. لكن كما قلت، إن هناك محاولات فردية تحاول أن تعيد صياغة العملية الفنية فلماذا لم تقبل على هذه النوعية من التجارب، طالما هناك شعور بالعودة؟ التجربة الفردية تحتاج إلى مجهود أكبر، ومع ذلك قمت بها من قبل عندما قررت تقديم فيلم "انتبهوا أيها السادة"، الذى قام ببطولته محمود ياسين و حسين فهمى، وقمت بإنتاج الفيلم، ولكن الأعمال تحتاج الى مجهود مادى ومعنوى كبير؛ فعندما ننظر إلى الأعمال التى قدمتها الدولة؛ فهى أيضا أعمال فردية، وما قدم فى الفترة الأخيرة من أعمال مثل فيلم "الفيل الأزرق" و "الجزيرة 2" فإنها أعمال فردية صعب تكرارها فى فترة وجيزة، ولكن لدى الرغب فى العودة إلى الساحة وتقديم ما أحبه من أعمال. من المعروف أنك تفضل تقديم الأعمال الكوميدية فما رأيك فى الأعمال الكوميدية التى تقدم حاليًا؟ الأعمال الكوميدية الحالية هدفها الأساسى التسلية فقط، وتغييب الذهن لدى المشاهد فهى تقدم وجبة "منزوعة الدسم" للجمهور، وأتصور أن دور السينما يختلف تمامًا عن هذه المعايير، فعندما قدمت الأعمال الكوميدية كانت ذات صبغة سياسية وبها رسالة وهدف ومضمون بجانب الضحك؛ والكوميديا الحالية خالية من هذه العوامل وعناصر الجذب، وفضلت الإعتماد على تغييب ذهن المشاهد وتسليته فقط. لكن هناك بعض الآراء التى تنادى بالأعمال التى تهدف إلى الضحك فقط، فهى فى حد ذاتها رسالة، فما رأيك فى ذلك؟ هذه فكرة سائدة لدى المنتجين بأن يحتوى الفيلم على الضحك الهزلى، بجانب توليفة الرقص والغناء مع بعض المظاهر المادية، ويقدمها الى الجمهور على أنه عمل سينمائى، أتصور أن السينما المصرية طوال تاريخها لم تقم على هذه المعايير؛ وأن السينما بريئة من هذه الأعمال؛ فلا بد أن نحافظ على القيم والمبادئ التى تعلمناها على أيدى كبار الكتاب والمخرجين والمبدعين من خلال تقديم سينما تحترم عقلية المشاهد تعبر عن ثقافتنا الحقيقية. كيف نتخلص من هذه الأعمال المضرة؟ أتصور أن الحل الوحيد للخلاص من هذه الأعمال هو أن يمل ويعزف الجمهور عن مشاهدتها؛ مما يدفع المنتج إلى انتاج أعمال أخرى أكثر جدية، وأتصور أن هذا الأمر يتحقق فى فترة قريبة خاصة أن هذه الأفلام لم تحقق الإيرادات المطلوبة. "مع الزعيم" ارتبطت معظم أعمالك بالزعيم عادل إمام، وهذا يعنى وجود كيمياء بينكما، فما أهم المواقف التى تعرضتما لها سويًا؟ قدمت مع عادل إمام 18 فيلمًا وكنا نفكر دائما فى تقديم أعمال مميزة وتتسم بالجدية الشديدة؛ وكنا نقدم أعمالا كوميدية ذات معنى وهدف راق، ولهذا تولدت حالة من الكيمياء؛ ومن المواقف الطريفة التى تعرضنا لها، فى فيلم "عصابة حمادة وتوتو"، الذى قام ببطولته عادل إمام ولبلبة و تحديدا فى مشهد سرقتهما للمدرسة، وهو ما دفعنا الى دهان وجههما باللون الأسود حتى لا يتعرف عليهما أى شخص، وكان المشهد يتم تصويره أمام مقر إقامة وزير الداخلية الأسبق، مما دفع المسئولين للقبض عليهما وبرغم من توضيح الأمر لهما بأننا نصور عمل فنى إلا أنهما لم يقتنعا بهذا الأمر، ولكن فى النهاية استطعنا انقاذ الموقف. ومن المواقف أيضا التى تعرضنا لها عند تصوير فيلم "خلى بالك من عقلك"، والذى بطولة عادل إمام وشيريهان، حيث تعرضنا لعديد من المواقف الصعبة داخل مستشفى الأمراض العصبية، إذ كنا نصور مع مرضى نفسيين بشكل حقيقى.