تحدى إعاقته ولم يستسلم لها واستطاع أن يثبت أن الإرادة هي وحدها من تحقق المستحيل. لم ينتبه يوما لمضايقات المحيطين به وسخريتهم من عجزه الذي لا يراه هو ولم يؤثر به بل جعله يصر على محاربة الجهل الذي تسبب في ضياع بصره . انه الراحل عميد الأدب العربي "طه حسين" الذي لن يرحل عن ذاكرة الأدب، فقد مرت اليوم 125 عامًا على ميلاده، ولكن ظلت أعماله وتجربته حافزا باقياً يتعلم منه أجيال كثيرة . ولد طه حسين في 14 نوفمبر 1889، فقد كان الولد المطيع الهادئ ابن محافظة المنيا، والابن السابع لأبيه الموظف البسيط بشركة السكر. لم يولد عميد الأدب العربي ضريرا ولكنه تعرض للرمد ولم يتلقى الدواء المناسب ولكن توجهت والدته للوصفات الطبية والتي كانت سببا رئيسيا في ضياع بصره للأبد . ومن هنا تحولت حياة الطفل صاحب الأربعة سنوات إلى ظلام أبدي لا يستطيع أحد إنارته ولكن ذكائه وإيمان والده بقضاء الله جعله يبصر طريق النور والعلم، فقد اعتاد والده أخده لحلقات الذكر وأصر على تعليمه اللغة العربية والحساب وحفظ القرآن مما جعله يذهب إلى كتاب الشيخ محمد جاد الرب بقريته الصغيرة بمركز مغاغة بمحافظة المنيا. تعرض الطفل المستنير للكثير من المضايقات من زملائه حين ذاك ولكنه لم ينتبه لهم فقد كان تميزه وقرته على الفهم والحفظ السريع وطلاقته في الحديث سببا لغيرتهم وموضع إعجاب وانبهار الكبار . وذلك ما جعل أبيه يتشجع ليلحقه بالأزهر الشريف ليكمل دراسته التي استغرق فيها 4 أعوام كانوا بالنسبة له وعلى حد قوله "40 عاما" وفسر ذلك باعتراضه على عقم المناهج ورتابة الدراسة ولم يتقدم بعدها لجامعة الأزهر، ولكن عندما فتحت الجامعة المصرية كان حسين هو أول المنتسبين إليها. ودرس عميد الأدب العربي في الجامعة، العلوم العصرية والحضارة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا وعددًا من اللغات ولم تشغله دراسته عن حرصه للذهاب لدروس العلم وحضور الندوات بالأزهر الشريف، إلى أن حصل على الدكتوراه والتي كان موضوع رسالته بها "ذكرى إبي العلاء" واستفز ذلك الكثيرين وجعلهم يلقون عليه بالاتهامات حيث اتهمه أحد أعضاء البرلمان المصري بالزندقة والخروج عن مبادئ الدين الحنيف . وفي نفس العام أوفدته الجامعة للسفر إلى فرنسا ليكمل دراسته وبعد عودته في عام 1915 وظل حوالي ثلاث شهور في صراعات محورها بين تدريس الأزهر والجامعات الغربية، مما جعل المسؤولين يحرمونه من المنحة المقدمة إليه للدراسة بفرنسا. وتدخل السلطان حسين كامل وحال دون تطبيق القرار، فعاد إلى فرنسا واستطاع عمل دراسات متعددة وتعلم في الكثير من المجالات المختلفة وفي غضون تلك الأعوام تزوج من "سوزان بريسو" الفرنسية السويسرية والتي كان لها الدور العظيم في مساعدته للإطلاع أكثر وتعلم اللغات الأجنبية بشكل متمكن أكثر وكانت له القارئ وأمدته بالكتب المكتوبة بطريقة "برايل" ليتعلم القراءة بنفسه . كانت زوجت طه حسين، قدوة ومثال للمرأة المحبة الصبورة والمعطاءة وقد قال فيها حسين "منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم"، وأنجب منها أمينة ومؤنس. وفي عام 1926 عاد طه حسين إلى مصر وتم تعيينه بالجامعة حتى وصل إلى منصب عميد كلية الأداب ولكن تنازل عنه عندما تم منح الدكتوراه الفخرية لمجموعة من السياسيين والذي لم يرهم يستحقون ذلك، فتقدم باستقالته . وانتقل إلى العمل الصحفي إلى أن أصبح رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية ومع كل تلك المسؤوليات لم ينشغل عن أدبه وإبداعه فقد ألف مجموعه كبيرة من الأعمال الأدبية المتنوعة والتي يدرس معظمها بالجامعات المصرية الآن . توفي عميد الأدب العربي طه حسين يوم الأحد الموافق 28 أكتوبر عام 1973 عن عمر 84 عامًا، ولكنه حي بأدبه وإبداعه . تحدى إعاقته ولم يستسلم لها واستطاع أن يثبت أن الإرادة هي وحدها من تحقق المستحيل. لم ينتبه يوما لمضايقات المحيطين به وسخريتهم من عجزه الذي لا يراه هو ولم يؤثر به بل جعله يصر على محاربة الجهل الذي تسبب في ضياع بصره . انه الراحل عميد الأدب العربي "طه حسين" الذي لن يرحل عن ذاكرة الأدب، فقد مرت اليوم 125 عامًا على ميلاده، ولكن ظلت أعماله وتجربته حافزا باقياً يتعلم منه أجيال كثيرة . ولد طه حسين في 14 نوفمبر 1889، فقد كان الولد المطيع الهادئ ابن محافظة المنيا، والابن السابع لأبيه الموظف البسيط بشركة السكر. لم يولد عميد الأدب العربي ضريرا ولكنه تعرض للرمد ولم يتلقى الدواء المناسب ولكن توجهت والدته للوصفات الطبية والتي كانت سببا رئيسيا في ضياع بصره للأبد . ومن هنا تحولت حياة الطفل صاحب الأربعة سنوات إلى ظلام أبدي لا يستطيع أحد إنارته ولكن ذكائه وإيمان والده بقضاء الله جعله يبصر طريق النور والعلم، فقد اعتاد والده أخده لحلقات الذكر وأصر على تعليمه اللغة العربية والحساب وحفظ القرآن مما جعله يذهب إلى كتاب الشيخ محمد جاد الرب بقريته الصغيرة بمركز مغاغة بمحافظة المنيا. تعرض الطفل المستنير للكثير من المضايقات من زملائه حين ذاك ولكنه لم ينتبه لهم فقد كان تميزه وقرته على الفهم والحفظ السريع وطلاقته في الحديث سببا لغيرتهم وموضع إعجاب وانبهار الكبار . وذلك ما جعل أبيه يتشجع ليلحقه بالأزهر الشريف ليكمل دراسته التي استغرق فيها 4 أعوام كانوا بالنسبة له وعلى حد قوله "40 عاما" وفسر ذلك باعتراضه على عقم المناهج ورتابة الدراسة ولم يتقدم بعدها لجامعة الأزهر، ولكن عندما فتحت الجامعة المصرية كان حسين هو أول المنتسبين إليها. ودرس عميد الأدب العربي في الجامعة، العلوم العصرية والحضارة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا وعددًا من اللغات ولم تشغله دراسته عن حرصه للذهاب لدروس العلم وحضور الندوات بالأزهر الشريف، إلى أن حصل على الدكتوراه والتي كان موضوع رسالته بها "ذكرى إبي العلاء" واستفز ذلك الكثيرين وجعلهم يلقون عليه بالاتهامات حيث اتهمه أحد أعضاء البرلمان المصري بالزندقة والخروج عن مبادئ الدين الحنيف . وفي نفس العام أوفدته الجامعة للسفر إلى فرنسا ليكمل دراسته وبعد عودته في عام 1915 وظل حوالي ثلاث شهور في صراعات محورها بين تدريس الأزهر والجامعات الغربية، مما جعل المسؤولين يحرمونه من المنحة المقدمة إليه للدراسة بفرنسا. وتدخل السلطان حسين كامل وحال دون تطبيق القرار، فعاد إلى فرنسا واستطاع عمل دراسات متعددة وتعلم في الكثير من المجالات المختلفة وفي غضون تلك الأعوام تزوج من "سوزان بريسو" الفرنسية السويسرية والتي كان لها الدور العظيم في مساعدته للإطلاع أكثر وتعلم اللغات الأجنبية بشكل متمكن أكثر وكانت له القارئ وأمدته بالكتب المكتوبة بطريقة "برايل" ليتعلم القراءة بنفسه . كانت زوجت طه حسين، قدوة ومثال للمرأة المحبة الصبورة والمعطاءة وقد قال فيها حسين "منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم"، وأنجب منها أمينة ومؤنس. وفي عام 1926 عاد طه حسين إلى مصر وتم تعيينه بالجامعة حتى وصل إلى منصب عميد كلية الأداب ولكن تنازل عنه عندما تم منح الدكتوراه الفخرية لمجموعة من السياسيين والذي لم يرهم يستحقون ذلك، فتقدم باستقالته . وانتقل إلى العمل الصحفي إلى أن أصبح رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية ومع كل تلك المسؤوليات لم ينشغل عن أدبه وإبداعه فقد ألف مجموعه كبيرة من الأعمال الأدبية المتنوعة والتي يدرس معظمها بالجامعات المصرية الآن . توفي عميد الأدب العربي طه حسين يوم الأحد الموافق 28 أكتوبر عام 1973 عن عمر 84 عامًا، ولكنه حي بأدبه وإبداعه .