صباح الاربعاء الماضي..تركنا جميعا مكاتبنا..وتجمعنا أمام شاشات التليفزيون القليلة نتابع كلمة مبارك امام محكمة القرن.. 35 دقيقة استغرقتها كلمة مبارك التاريخية.. لتنطلق بعدها تعليقات الزملاء المتضاربة.. البعض تعاطف مع مبارك رجل العسكرية الوطني الذي أصاب وأخطأ لكنه لم يخن وطنه.. والبعض أشفق علي مبارك المريض المسن وتمني له العفو.. ولو بالافراج الصحي.. أما الفريق الثالث فاستقبل كلمته بالسخرية.. ووصفها بمحاولة يائسة لم تنجح في استعطاف الشعب الذي عاني الفقر والبطالة والإهمال طوال فترة حكمه. أما أنا فرغم ثقتي ببراءة مبارك من تهمة قتل المتظاهرين التي يحاكم عليها..ورغبتي في العفو والافراج الصحي..إلا أنني لا أستطيع أن أعفيه من مسئوليته عن الفساد السياسي الذي أغرق بلاده ثلاثين عاما.. لا أعفيه من فشله في النهوض بشعبه طوال هذه السنوات.. من تقصيره تجاه الفقراء حتي ازدادوا فقرا..وانحيازه للأغنياء حتي تضخمت ثرواتهم أكثر وأكثر.. نعم كانت هناك مؤامرات خارجية خطيرة تحاك لمصر.. لكننا نرفض أن يتفرغ الحاكم لمتابعة المتربصين ببلاده من الخارج.. ويتجاهل تقييم انجازاته وأحوال شعبه في الداخل..نرفض أن يعلق مشاكل البلد وكراهية شعبه له علي شماعة المؤامرات الخارجية.. وأن يغمض عينيه عن أخطائه وسلبياته. مبارك نال شرف حكم بلاده ثلاثين عاما..لكنه أضاع حب شعبه عاما وراء عام وفترة رئاسية وراء أخري. لست ناصرية..بل أختلف مع فكر عبد الناصر وقراراته..لكني لا أستطيع أن أمنع نفسي من المقارنة بين تنحي عبد الناصر عقب نكسة 1967 وتنحي مبارك عام 2011.. أقارن بين شعب بكي وتمسك بزعيمه رغم مسئوليته عن نكسة رهيبة دمرته سنوات طويلة.. وبين شعب أطلق الزغاريد وكأنه تخلص من هم كبير جثم فوق صدره 30 عاما.. لا أنكر أن مبارك كانت له انجازاته وبطولاته العسكرية.. لم يخن بلده ولم يقتل ابناء شعبه..تنحي عن السلطة دون اراقة دماء..رفض الهرب.. فضل الموت علي ارض بلده.. واجه المحاكمات بشجاعة.. لكنه للأسف أضاع 30 عاما من عمر بلاده تخلفنا فيها كثيرا..فأضاع معها تاريخه وأضاع فرصة حب شعبه له والتفافه حوله. وأخيرا..هل يتعلم الحكام من قصة مبارك التي سيسدل عنها الستار 27 سبتمبر القادم..هل يتعظون من المشهد الجلل الذي تابعناه جميعا من قاعة المحكمة أول امس والذي أكد لنا جميعا أن الحكام يذهبون والشعوب هي الباقية. صباح الاربعاء الماضي..تركنا جميعا مكاتبنا..وتجمعنا أمام شاشات التليفزيون القليلة نتابع كلمة مبارك امام محكمة القرن.. 35 دقيقة استغرقتها كلمة مبارك التاريخية.. لتنطلق بعدها تعليقات الزملاء المتضاربة.. البعض تعاطف مع مبارك رجل العسكرية الوطني الذي أصاب وأخطأ لكنه لم يخن وطنه.. والبعض أشفق علي مبارك المريض المسن وتمني له العفو.. ولو بالافراج الصحي.. أما الفريق الثالث فاستقبل كلمته بالسخرية.. ووصفها بمحاولة يائسة لم تنجح في استعطاف الشعب الذي عاني الفقر والبطالة والإهمال طوال فترة حكمه. أما أنا فرغم ثقتي ببراءة مبارك من تهمة قتل المتظاهرين التي يحاكم عليها..ورغبتي في العفو والافراج الصحي..إلا أنني لا أستطيع أن أعفيه من مسئوليته عن الفساد السياسي الذي أغرق بلاده ثلاثين عاما.. لا أعفيه من فشله في النهوض بشعبه طوال هذه السنوات.. من تقصيره تجاه الفقراء حتي ازدادوا فقرا..وانحيازه للأغنياء حتي تضخمت ثرواتهم أكثر وأكثر.. نعم كانت هناك مؤامرات خارجية خطيرة تحاك لمصر.. لكننا نرفض أن يتفرغ الحاكم لمتابعة المتربصين ببلاده من الخارج.. ويتجاهل تقييم انجازاته وأحوال شعبه في الداخل..نرفض أن يعلق مشاكل البلد وكراهية شعبه له علي شماعة المؤامرات الخارجية.. وأن يغمض عينيه عن أخطائه وسلبياته. مبارك نال شرف حكم بلاده ثلاثين عاما..لكنه أضاع حب شعبه عاما وراء عام وفترة رئاسية وراء أخري. لست ناصرية..بل أختلف مع فكر عبد الناصر وقراراته..لكني لا أستطيع أن أمنع نفسي من المقارنة بين تنحي عبد الناصر عقب نكسة 1967 وتنحي مبارك عام 2011.. أقارن بين شعب بكي وتمسك بزعيمه رغم مسئوليته عن نكسة رهيبة دمرته سنوات طويلة.. وبين شعب أطلق الزغاريد وكأنه تخلص من هم كبير جثم فوق صدره 30 عاما.. لا أنكر أن مبارك كانت له انجازاته وبطولاته العسكرية.. لم يخن بلده ولم يقتل ابناء شعبه..تنحي عن السلطة دون اراقة دماء..رفض الهرب.. فضل الموت علي ارض بلده.. واجه المحاكمات بشجاعة.. لكنه للأسف أضاع 30 عاما من عمر بلاده تخلفنا فيها كثيرا..فأضاع معها تاريخه وأضاع فرصة حب شعبه له والتفافه حوله. وأخيرا..هل يتعلم الحكام من قصة مبارك التي سيسدل عنها الستار 27 سبتمبر القادم..هل يتعظون من المشهد الجلل الذي تابعناه جميعا من قاعة المحكمة أول امس والذي أكد لنا جميعا أن الحكام يذهبون والشعوب هي الباقية.