أيام قليلة وتحتفل مصر بأول عيد لأعظم ثورة في تاريخ البشرية لأنها كانت ثورة بلا قائد خرج الشعب فيها بكل طوائفه ليطالب بشكل سلمي بحرية وعدالة وكرامة للمصريين بعد أن تم إهدار كل هذه المبادئ طوال السنوات الماضية خرجت هذه الثورة السلمية لتسقط لأول مرة في التاريخ نظاما بأكمله وتضع كل رموزه في السجون ليتم محاكمته علي كل ماقام به من تجريف لعقول الشعب المصري وإمتهان لكرامته والتفنن في إذلاله وتركيعه ثورة روت بدماء 800 ثائر من أبنائها أرض مصر المحروسة لتظل محروسة من كل سوء سواء كان هذا السوء قادم لها من الخارج أم الداخل وتظل محروسة بقوة وعزيمة أبنائها. سيكون الاحتفال القادم له طعم خاص لأنه لن يقتصر علي ماسوف تنظمه القوات المسلحة التي تدير أمور البلاد مؤقتا الآن بل سيشارك فيه جميع المواطنين وسيذهب مئات الآلاف من البشر إلي المكان الذي أصبح أشهر موقع للثورات في العالم الآن وهو ميدان التحرير الذي تم فيه تسجيل أنصع صفحات التاريخ، وشهد كمكان أجمل صورة تعبيرية لثورة الشعب علي نظام حكمه الفاسد ونجح في إسقاطه كما أن القوات المسلحة من جانبها ستقوم بالمشاركة في هذا الإحتفال بكل الأشكال التي تعبر عن سعادتها أيضا بهذه المناسبة خاصة وأنها هي التي حمت هذه الثورة ولولاها ماكانت قد نجحت خاصة إذا كانت قيادة هذه القوات وأفرادها قد استجابوا لتعليمات الحاكم السابق أوحاشيته التي كانت تسيطر عليه وعلي قراراته في الفترة الأخيرة من حكمه ونفذت أوامرهم بسحق المتظاهرين وإجهاض هذه الثورة. وهناك إحتفال ثالث سيتم تنظيمه أيضا يوم 10 فبراير إحتفالا بسقوط الطاغية في صبيحة اليوم التالي وتنحيه عن الحكم وهو اليوم الذي بدأت الثورة تجني فيه أولي ثمرات نجاحها حيث تساقط بعده بقية رموز النظام وتم حل الحزب الوطني ومجلسي الشعب والشوري والقبض علي معظم رموز النظام السابق وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية السابق لمحاكمتهم علي الجرائم التي إرتكبوها في حق هذا الشعب ونهب ثرواته. لكن ما أريده خلال هذه الإحتفالية أن نعمل علي أن نخرج للعالم كله بأفضل صورة وأجمل تعبير عن فرحتنا بثورتنا وبنتائجها ودون ان نعكر هذا الإحتفال بأي شكل سلبي خاصة وأننا قد بدأنا في بناء مؤسسات الدولة الدستورية بشكل صحيح بدون تزوير لإرادة الأمة، وإقتربت إنتخابات مجلس الشعب علي الانتهاء وسينعقد مجلس الشعب الجديد يوم 23 يناير بعد أن أصبح مجلسا جديدا في كل شيئ وجاء أعضاؤه لأول مرة بإنتخابات حرة تحت إشراف قضائي كامل وخرج الشعب بشكل حقيقي لينتخب من يريد وستليها إنتخابات مجلس الشوري ثم إنتخابات رئيس الجمهورية حتي 30 يونيو القادم أي لم يعد أمامنا سوي مايقرب من ستة أشهر فقط لينتقل الحكم إلي سلطة مدنية منتخبة وتبدأ مصر في السير نحو المستقبل الذي نصبو إليه، ونبدأ في بناء مصر علي أسس سليمة في ظل حرية وديمقراطية حقيقية، ونصلح كل ماأفسده النظام الإستبدادي السابق.