حتي »الحمير« لم تسلم من بطش »الأسد«، وأطلق جنوده علي القري السورية، لإعدام الحمير، باعتبارها أداة اقتصادية ووسيلة نقل للمزارعين، معتقداً أنه بهذا الأسلوب »المفترس« يمكن أن ينجح في إخماد نار الثورة في نفوس السوريين! لقد شعرت بالخجل الشديد، وأنا أشاهد صور جنود الأسد وهم ينفذون حكم الإعدام في الحمير، وبالطبع هم لا يعدموها لكي يأكلها الأسد، كما يحدث في حدائق الحيوان، وسوريا ليست حديقة حيوان، وسوريا أيضا ليست غابة، لكي يعتقد الأسد أنه »ملك الغابة«.. وإن كان الأسد في الغابة أشرف من أسد سوريا، فهو لا يقدم علي الافتراس إلا بحثا عن الطعام، وتحقيقا لغريزة خلقها الله »سبحانه وتعالي« بداخله للحفاظ علي التوازن البيئي، واستمرارا لوجود النوع. أما الأسد الجاثم علي مقدرات سوريا والشعب السوري، فهو لا يتمتع بصفات الإباء والشمم التي يتمتع بها أسد الغابة.. وهو ليس في الحقيقة إلا وحش كاسر متعطش للدماء، فليس من صفات البشر قتل الأطفال وتعذيبهم والانتقام منهم، ولكن هذا ما يفعله الأسد في سوريا.. وحتي لقب »الأسد« ليس لقب أسرته الحقيقي، فقد كان جده يدعي »الوحش« وكان »قبضاي« في بلدته »القرداحة« والقبضاي هو الفتوة الذي يعيش علي إرهاب الناس وظلمهم ومشاركتهم في أرزاقهم، أو اغتصابها منهم ثم غير اسمه إلي »الأسد«، وهو لم يورث لأبنائه وأحفاده سوي الاسم فقط، أما الصفات فقد بقيت هي صفات »الوحش«. إن الأسد بكل هذه الجرائم التي يرتكبها في حق الشعب السوري، إنما يحفر قبره بيده، ولن يرحمه شعبه، ولن يرحمه التاريخ.. ولا أدري سر سكوت الجامعة العربية وأمينها العام نبيل العربي، عن جرائم الأسد و»الشبيحة« الذين يحيطون به.. وأرفض أن يعتبر البعض ما يحدث في سوريا شأنا داخليا بها.. وكل القادة والمسئولين العرب سوف يحاسبهم الله عن سكوتهم إزاء تلك المذابح، حتي من يفلت منهم من حساب شعبه!