الازمة الامريكية مع ايران حاليا ستبقي بشعار واحد لاحرب ولا سلام دون التزام طهران بالبنود الاثني عشر وايران لن تلتزم -وواشطن تريد ذلك- لان اقرار طهران بها يضعها في ازمة وينهي احلام وثوابت ثورة الخوميني امام الشعب الايراني الذي يعاني من ازمات اقتصادية خانقة وينذر باندلاع ثورة ضد نظام المرشد وادارة الرئيس الامريكي ترامب لاتريد التزاما ايرانيا ينهي الازمة التي ينظر اليها ترامب انها ستكون مصدرا لمليارات الدولارات التي تدفعها دول الخليج وتضخها في شرايين الاقتصاد الامريكي الذي يعاني من ركود نسبي. الأزمة الراهنة بين البلدين تعد الأكثر حدة منذ إحتلال السفارة الامريكية في طهران قبل أربعة عقود تقريبا بواسطة "ابناء الخميني" الذين أخذوا الموظفين الامريكيين بالسفارة رهائن لمدة 444 يوما لتسليم طهران شاه ايران محمد رضا بهلوي الذي لجأ الي مصرومات ودفن في مسجد الرفاعي بالقاهرة وقامت واشنطن بعملية عسكرية لتحرير 55رهينة امريكية وقتل فيها 8جنود امريكيين حتي انتهت باتفاقية الجزائر عام 1981 وبقيت الازمة. ترامب يريد مكاسب قبل الانتخابات الرئاسية العام القادم وكذلك طهران فالاقتصاد الإيراني يعيش أسوأ حالاته منذ ظهور ثورة الخميني عام 1979 وينذر بثورة جياع تهدد بقاء النظام خاصة أن إيران شهدت انتفاضة 75 مدينة نهاية 2017 ومطلع 2018 لكن يبقي السؤال ماذا تريد واشنطن من هذا التصعيد مع طهران ؟ والجواب المؤكد أن إدارة ترامب لاتريد حربا بل تدير الازمة علي أسس تجارية لا سياسية بهدف ابتزاز دول الخليج والتأكيد علي ان الخطر الإيراني يتصاعد وان واشنطن هي المتصدي الوحيد لها وعليهم ان يدفعوا الثمن. وامريكا لن تخوض حرباً مع إيران ولا تستطيع أن تخوضها لأن حرباً كهذه تشكل تهديداً لسوق البترول العالمي بأكمله ويمكن أن تغير خريطة المنطقة ولا يمكن أن تنتهي إلي تحقيق مكاسب كبيرة للأمريكيين لكن التصعيد والتوتر والحرب الكلامية والسياسية حتما تؤدي للعديد من المكاسب للأمريكيين لذلك فاغلب الظن أن الأزمة الراهنة لن تخرج عن هذا المسار ولن تتجاوز هذه الحدود.