6 سنوات منذ اختفاء زوجها لم تذق خلالها طعم النوم، 6 سنوات تشعر كأن صدي صوته يتردد في أرجاء المنزل يأتيها متلهفاً بالانتقام ممن قتله بتقديمه للعدالة .. ليال طويلة مرت كأنها دهر وهي تنتظر القصاص العادل ممن حرمها وطفليها من زوجها .. عام تلو الآخر لم يتسلل اليأس إليها بل كانت تزداد إصراراً كلما رأت الدموع في عيني ابنيها وأسئلة حائرة لا تجد لها إجابة .. أخيراً جاءتها الإجابة، بعد أن كشف رجال مباحث الغربية لغز الجريمة، بأن زوجها كان علي علاقة بسيدة أخري وأنها استدرجته ليقتله صديقه بمساعدة آخرين لخلافات مالية بينهما .. ليتها ما عرفت، فقد أطاح ما عرفته بكل ما كانت تحمله من حب تجاه زوجها وصارت تكره اليوم الذي عرفته فيه . شادية التي تبلغ من العمر 35 عاماً كانت حياتها عادية هادئة، تساعد زوجها حارس العقار بقدر استطاعتها، أنجبت منه طفلين » ولد وبنت » كانت تحنو عليهما وتري أنها حازت الدنيا خاصة أنها كانت تتوهم أن زوجها يحبها إلي أبعد الحدود ..كانت الحياة تسير دون مشاكل حتي تعرف زوجها علي شخص دخل حياتهم عام 2013 يدعي مختار يعمل أيضا حارس عقار بذات المنطقة وكانوا يترددون علي بعضهما في أوقات الفراغ الي ان وجد المجني عليه ماكينة تزوير عملات في الغرفة التي يقيم فيها مختار. تتحدث شادية بصوت منكسر: قالت ظل زوجي صامتاً لا يدري ماذا يفعل ونصحته بأن يبلغ رجال الشرطة لكنه لم يفعل، ولكن صديقه قرر ان يتخلص منه خشية افتضاح أمره، وتضيف بأنها شعرت بشيء من الخوف تجاه هذا الأمر الا ان زوجها لم يهتم . واضافت : جاء عيد الاضحي وذهبت الي منزل العائلة بمحلة منوف منتظره زوجي الذي من المقرر أن يلحق بي ليهنيء أقاربه بالعيد ولكن الساعات مرت ولم يأت الزوج ومر اليوم الأول ولم يرجع الزوج أيضا .. قلقت كثيراً لأن هاتفه كان مغلقاً طول الوقت وذهبت لمقر عمله لكن دون جدوي فتقدمت لديوان قسم شرطة أول طنطا للإبلاغ عن غياب زوجي سعيد 35 سنة ولم أتهم أحداً بالتسبب في غيابه جنائيا وتحرر بذلك محضر رقم12378/2013اداري أول طنطا ولم يتم التوصل إلي أية معلومة تفيد بمصيره .. وتضيف الزوجة بأنها عاشت أياماً عصيبة بين الأمل في رجوع زوجها وبين فقدان هذا الأمل خاصة أن ابنيها هدير 15سنة وزياد 10سنوات كانا يسألانها بصفة مستمرة عن والدهما.. ومرت سنتان علي تلك الحالة وفي مطلع عام 2015 استيقظت الزوجة علي صوت تليفونها يرن قامت بالرد لتفاجأ بشخص صديق لزوجها يخبرها بأن مختار هو من قام بقتل زوجها واخفاء جثته بسبب خلافات كانت تجمعهما. فذهبت مرة أخري الي القسم واتهمته بقتل زوجها واخفاء جثته ولم يتم التوصل أيضاً إلي أي شيء وتم إخلاء سبيله .. ولكن الزوجة المخدوعة لم تيأس ولم تتراجع او تفقد الأمل ولكنها أصرت أن تقتص ممن حرمها من زوجها ورجعت مره اخري للقسم في أواخر 2018 وتقدمت بتظلم لضياع حق زوجها وانها تريد روح القانون.. وبناء علي توجيهات اللواء السعيد شكري مدير المباحث الجنائية بالغربية تم تشكيل فريق بحث وتحر ضم الرائد يوسف الجندي رئيس مباحث قسم أول طنطا والرائد هادي سالم رئيس مباحث مركز شرطة كفر الزيات وبعد البحث والتحري الدقيق وسماع شهادة الشهود تبين ان المجني عليه كانت تربطه علاقة بسيدة وكان يتردد عليها بإحدي الشقق المستأجرة بكفر عصام وفي الوقت ذاته حدثت بينه وبين المدعو مختار بعض الخلافات فقرر الاخير الانتقام منه فاتفق مع تلك السيدة علي استدراج المجني عليه لشقتها حيث يكمن بداخلها هو وأخوه وصديقه حتي يقوموا بتعذيبه وتركه الا ان المجني عليه لم يتحمل التعذيب وسقط من بين أيديهم جثة هامدة.. بعدها قاموا بنقل الجثة بسيارة المتهم الأول وقاموا بدفنه بأحد المصارف بطريق نصر الدين دائرة مركز كفر الزيات. تم استدعاء المتهمين الأربعة واعترفوا جميعا كل علي حده بتفاصيل ارتكابهم للواقعة وكذا طريقة نقل واخفاء الجثة وعللوا ذلك لوجود خلافات مالية بين المجني عليه والمتهم الأول.. تجهش السيدة بالبكاء وهي تقول: ليتني ما عرفت الحقيقة ».