اعتقد الشاب الجامعي أنه فاجأني بسؤاله أمام زملائه من طلاب كلية التربية بجامعة المنوفية وفي حضور د.جمال الدهشان عميد الكلية في الندوة التي نظمتها الجامعة لكي أتحدث مع الطلاب فيها عن »العودة للجذور» وكيف نستفيد من ماضينا لكي نجعل حاضرنا أكثر إشراقا اعتقد الطالب أنه فاجأني عندما سألني: ماذا سيعود علي أنا كشاب من فائدة عندما سأذهب للإدلاء برأيي في التعديلات الدستورية خاصة أن هدفها فقط هو زيادة مدة الرئاسة للرئيس عبد الفتاح السيسي ؟ قال الشاب هذا بعد أن طلبت أنا من جميع الطلاب أن يسألوني في أي شئ، فنحن هنا من أجل توضيح الأمور والحوار معكم لأنكم جيل المستقبل، ولهذا شكرت هذا الشاب علي سؤاله وعلي صراحته، وأوضحت له أمام الجميع أنه هو وكثير من أقرانه من الشباب لم يفهموا للأسف المغزي الكبير من التعديلات الدستورية المطروحة واختذلوها فقط في مدة الرئاسة وهذا خطأ لأن التعديلات شملت الكثير من المواد التي تهم الشباب في المقام الأول، وتهم مستقبلهم، وتؤكد علي ضرورة مشاركتهم بقوة في الحياة السياسية، خاصة عندما تؤكد علي تمثيل الشباب في البرلمان بنسبة معقولة، وكذلك تمثيل المرأة ايضا التي تمثل نسبة 50% من المجتمع بنسبة 25 % علي الأقل حتي نستفيد من نصف المجتمع بشكل حقيقي في كل شئ أليس هذا من أجل المرأة ؟ قلت هذا لأن الجزء الأكبر من حضور الندوة كان من الفتيات أيضا، وأوضحت أنه عندما يتناول الدستور تمثيل الإخوة الأقباط في البرلمان أيضا بنسبة معقولة أليس هذا من أجل مراعاة فئة ليست بقليلة الحجم في المجتمع وهذا قمة العدالة؟ وعندما تتناول التعديلات مراعاة تمثيل ذوي الإعاقة أيضا والذين يمثلون مابين 3 4% من إجمالي عدد السكان أي حوالي 4 ملايين مواطن أليس هذا جزءا من التقدير والاحترام لهذه الفئة التي يشعر الكثير منهم أنهم محرومون من كثير من الحقوق؟ واشرت أيضا بالتوضيح للتعديلات الخاصة بمجلس الشوري بشكله الجديد والجزء الخاص بالمجلس الأعلي للقضاء وغيره وأكدت علي أن هذه التعديلات الدستورية أصبحت مهمة جدا للمرحلة المقبلة ولايجب أن نختزلها في قضية مدة رئاسة الدولة وفي النهاية لم يفرض عليك أحد أن تقول نعم أو تقول لا لهذه التعديلات مسبقا بل كل المطلوب منك أن تذهب وتشارك وتقول رأيك بصراحة كما يتراءي لك هذه هي قمة الديمقراطية، وأفضل وسيلة لإعداد الأجيال الحالية لمستقبل أفضل، وأن يكون لهم دور واضح في بناء بلدهم في المرحلة المقبلة.