تصريح غريب صرح به خوان جوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي الذي نصب نفسه رئيسا بالوكالة، لوكالة الأنباء الفرنسية، عندما قال إنه مستعد للموافقة علي تدخل عسكري أمريكي للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو وإنهاء الأزمة الإنسانية.. وعقد انتخابات حرة!.. والحقيقة أن من غرائب الأمور أن كل الحروب وغزوات الاحتلال التي انطلقت علي مدار العقدين الماضيين خرجت تحت لواء شعارات براقة مثل: »حماية» الحقوق الإنسانية و»تصدير» الديمقراطية، و»تنصيب» الحرية.. لتنتهي »بحماية» المصالح الأجنبية و»تصدير» الإرهاب و»تنصيب» الخراب والدمار، بالاضافة لفاتورة ضخمة من آلاف الجرحي وملايين اللاجئين والمشردين. بداية من غزو امريكا لأفغانستان في 2001، ستجد هذا السيناريو تكرر في العراق واليمن وسوريا وليبيا وها هي فنزويلا علي الطريق. اللافت أن طريق تلك القوي المحتلة وعملائها بالداخل، لتحرير الشعوب المستهدفة من أزماتها الانسانية يمر من خلال خطة »تركيع» وتجويع» تلك الشعوب. كانت هذه هي الاستراتيجية التي اقترحها جون ماكنوتون مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق في فيتنام عندما قال: دمروا السدود بالقنابل، أغرقوا الأرز بالفيضانات ستنتشر المجاعة، ثم قوموا بتسليم المساعدات الإنسانية للفيتناميين الجائعين ومساوماتهم علي الطاولة. كذلك فعلوها في العراق عندما حجبت أمريكاوبريطانيا إمدادات غذائية بمليارات الدولارات، ثم قاموا بتسليم 450 طناً من المساعدات الإنسانية واحتفلوا بكرمهم لبضعة أيام من البث التليفزيوني المباشر. نفس الأمر تكرر في سوريا عندما سلحوا المتطرفين، ثم حاصروا دمشق، ثم أرسلوا المساعدات الإنسانية، فقط إلي المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين. فنزويلا تشهد اليوم نفس السيناريو، فقد استحوذت أمريكا وتابعتها بريطانيا علي أكثر من 20 مليار دولار من الشركات الوطنية الفنزويلية. ثم قاموا بسرقة أكثر من مليار من سبائك الذهب أودعتها فنزويلا في أقبية بنك إنجلترا. ثم جلبوا بضع حاويات من المساعدات الإنسانية إلي الحدود وانتظروا اندفاع المواطنين المحرومين للحصول علي الطعام. هذه هي الطريقة الفعالة لتكسر روح الأمم..تجويع الوحش حتي يأخذ الطعام من يديك ويلعق أصابعك ويستقبل الغزاة استقبال الفاتحين المحررين.