المهرجانات السينمائية العريقة مثل »كان» و»برلين» وغيرها تهتم بأمرين الأول الافلام وصناعها لتوفير ملتقي دولي لتبادل الافكار والخبرات لإثراء الثقافة السينمائية بالاضافة لخلق سوق لتبادل وتوزيع الافلام، والثاني هو الجمهور من عشاق السينما الذين يوفر لهم المهرجان وجبة دسمة من أقوي الافلام ثم يأتي بعد ذلك الضيوف والفاعليات ووسائل الاعلام، وذلك بالنسبة للميزانية. لكن الوضع في مصر يسير »بالمقلوب» لبعض المهرجانات وليس جميعها، لأن أولويات الصرف ليست للأفلام وصناعها وكانت النتيجة »تضخما» في سوق المهرجانات وخروج فعاليات بميزانيات ضخمة تفتقر إلي الرؤية وتعتمد في الاساس علي فكرة الابهار بدعوة كبار النجوم وجيش من وسائل الاعلام والنتيجة »شو اعلامي» لحدث يعاني من ضعف المستوي الفني والتنظيم وحتي لجان التحكيم. لذلك لا يمكن لوم قرار رئيس مجلس الوزراء بتوحيد الدعم الحكومي المخصص لها ل40% فقط، لأن أي مهرجان ناجح لابد وان يوفر لنفسه تمويلا بل ومصادر دخل تغطي نفقته و»زيادة»، لذلك يعتبر القرار خطوة علي طريق تصحيح مسار خريطة المهرجانات التي تزايدت بشكل مبالغ بعد عام 2011.