عندما تفوز مصر، باكتساح بتنظيم بطولة الأمم الافريقية فهذا يعني أن الدولة عازمة علي استثمار الحدث القاري الكبير، لتحقيق أهداف أكبر من مجرد استعادة لقب. ولعله تحد جديد.. سيؤدي النجاح فيه إلي »بروزة» صورة أرض الكنانة وسط أصدقائها الأفارقة الذين عادوا إلي حضن قاهرة المعز، بعد سنوات من الفراق غير المبرر. واضح أن الدولة المصرية تنظر إلي بطولة أفريقيا هذه المرة بشكل مختلف عن المرات التي استضافت فيها هذا الحدث.. نظرة أوسع لاترتبط بنتائج مباريات.. وإنما أكثر بإيجابيات في عديد من المجالات التي تدفع الحركة السياسية والاقتصادية والسياحية لتحقيق مزيد من المصالح مع القارة السمراء.. والرياضة وسيلة. وطالما.. أن مصر تريد.. فإنه لم يكن هناك مستحيل عند التقدم بطلب التنظيم.. ولن تكون هناك صعوبة رغم ضيق الوقت.. لأن الرغبة في احراز أي نجاح، تفجر طاقات.. وتختصر أوقاتا. الاجتماع الذي سيعقد غدا بمقر الجبلاية ويحضره الوزير أشرف صبحي مع رجال اتحاد الكرة برئاسة المهندس هاني أبوريدة، يكتسب أهميته لكونه بداية اطلاق شرارة الاعداد لبطولة الأمم. وبما أن البدايات دائما صعبة، فإنه ينبغي أن يضع المجتمعون امامهم مبدأ حسن الاختيار لمن سيقومون بالاعمال التنفيذية، أو من يقع عليهم الاختيار.. باللجان المعاونة.. أما اللجنة العليا فالمتوقع أن يكون المسئول عنها رئيس الوزراء. المهمة صعبة.. ولا يقدر علي أدائها إلا الاكفاء. كاد أجيري.. المدير الفني للمنتخب الوطني ينام في العسل لأن الفارق كبير بين أن تقام بطولة أفريقيا في مصر.. أو خارجها.. الوضع الآن أصبح محرجا للرجل، لأنه مطالب باللقب.. والواقع أنه يملك من الأوراق ما يستطيع بها أن يستعيد الفراعنة.. الزعامة. من ذكاء المسئولين عن استضافة بطولة أفريقيا أن يجعلوا أكبر عدد من أفراد الشعب مشاركين في التنظيم.. دور الإعلام. محمد صلاح.. وصل إلي درجة نضج عالية.. يواصل تألقه، ويحصد الألقاب والجوائز.. دون غرور، ويحرق دم الصحافة الانجليزية التي تهاجمه دون منطق.. دم بارد.. ولا مؤاخذة!