في الوقت الذي تستعد فيه فرنسا اليوم لجولة رابعة من مظاهرات أصحاب »السترات الصفراء»، قال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب إنه سيتم نشر 89 ألفا من رجال الأمن في أنحاء البلاد اليوم السبت منهم 8000 في باريس حيث سيتم أيضا نشر عربات مدرعة في الشوارع.. وأضاف فيليب أنه سيتم استخدام نحو عشر عربات مدرعة تابعة لقوات الدرك وهي المرة الأولي التي تستخدم فيها تلك العربات منذ عام 2005 عندما اندلعت أعمال شغب في ضواحي باريس. وتخشي قوات الشرطة وقوع أعمال عنف يصعب السيطرة عليها، وانتشار عدوي الاحتجاجات في باقي أحياء باريس وليس فقط الشانزليزيه. وقد قام الأمن باستعدادات استثنائية بتحديد المجموعات المشتبه في تحريكها للعنف للتصدي لها وعلي رأسها عصابات اليمين المتطرف والبلاك بلوك. وتخشي الحكومة الفرنسية أن يمتد نطاق الغضب ليشمل قطاعات أخري مثل المزارعين والعمال وسائقي النقل. وقد امتدت عدوي العنف لطلبة المدارس، حيث تعطلت أكثر من 200 من المدارس الثانوية بسبب مظاهرات للطلاب، وألقي القبض علي 146 مراهقا في مدرسة ثانوية في »مانت لاجولي» بالقرب من باريس بعد اشتباكات وأعمال عنف. وقال وزير التعليم جان مشيل بلانكر »إن مثيري الشغب لا يزالون أقلية» لكن المشكلة أنه في المكان الذي تواجدون فيه، فإن العنف يكون شديدا للغاية. وتتزايد دعوات الحشد في كل أنحاء فرنسا من جانب اليمين المتطرف واليسار المتطرف، وقررت العديد من المتاحف والأماكن الثقافية غلق أبوابها يوم السبت تحسباً لأي أعمال عنف. وأعلن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم عن تأجيل عدة مباريات في دوري كرة القدم منها مباريات لباريس سان جيرمان ومارسيليا ونيس وسانت اتيان.. وقد خرجت حصيلة العنف عن المألوف والمعتاد في الحركات الاحتجاجية للفرنسيين في السنوات الأخيرة، فقد حرقت 112 سيارة، وست مبان، وأصيب 133 شخصا بينهم 23 من قوات الأمن. من ضمن ال10آلاف سترة صفراء الذين تواجدوا في شوارع باريس الأسبوع الماضي، كان من بينهم 3500 من مثيري الشغب. وقال المدعي العام أنه تم اعتقال 412 شخصا، وهو رقم غير مسبوق من المعتقلين. وقالت ألكسندرا أونفري، النائب الأول للمدعي العام أن بعض المخربين خرجوا للشوارع من أجل القتال مع الشرطة والبعض الآخر جاء لينهب المتاجر، وهم مجموعات ما بين اليمين المتطرف وأقصي اليسار والمجرمين الصغار. وقد رصت الشرطة مجموعات من اليمين المتطرف كانوا منظمين للغاية ويوجهون تعليمات للمتظاهرين بكيفية التعامل مع قوات الأمن وقنابل الغاز، وكيفية الهجوم والدفاع. وهؤلاء القادة منتمون لجماعات صغيرة من بينها »الحركة الاجتماعية» و»درع المجتمع». وطبقاً لمصدر في الشرطة، فإن جماعات اليسار المتطرف هي التي دمرت القطع الأثرية الموجودة داخل مبني »قوس النصر»، هذا وقد أعلن الرئيس ايمانويل ماكرون أنه سيلقي خطابا في بداية الأسبوع القادم، وبذلك فهو ربما يريد أولا أن يقيس حجم الحركة في الشارع هذا الأسبوع ليبني عليها مواقفه بعد ذلك.