في قلعة أثرية تدعي يوهانسبرج علي بعد خمسين كم شمال العاصمة السويدية ستوكهولم انطلقت الخميس الماضي ولمدة أسبوع أول محادثات بين فرقاء الأزمة اليمنية منذ عامين. المحادثات وإن كانت تحت سقف واحد إلا أن طرفيها لن تجمعهما غرفة أو طاولة واحدة بل محادثات عبر وسيط هو المبعوث الأممي مارتن جريفيث. التفاصيل حول أجندة المباحثات وعناوين الملفات لم يكشف عنها النقاب بشكل رسمي، لكن وفقا لمصادر يمنية تحدثت إليها، هناك هدف أساسي وحيد وهو استعادة الثقة المفقودة والحوار الغائب بين الطرفين عبر محورين الأول يتعلق بالأسري والمعتقلين والثاني يتمحور حول الوضع الاقتصادي. أما عن التسريبات، فيتردد أن الحوثيين يطلبون إعادة فتح مطار صنعاء المغلق بأمر التحالف، بينما يرغب الوفد الحكومي في الحصول علي خرائط الألغام. بينما يجمعهما رغبة مشتركة في إعلان وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية بعد أن باتت فاتورة الحرب باهظة لا تحتمل. وما يرفع من وتيرة التفاؤل بإمكانية جَسْر الهُوَّة بين الطرفين في ستوكهولم توقيع اتفاقية بين الحكومة والحوثيين لتبادل 3500 أسير ومعتقل، فضلا عما سبقه من سماح التحالف العربي بنقل خمسين جريحا حوثيا لتلقي العلاج بالخارج. غير أن ثمة عاملين ربما يدفعا إلي نجاح المحادثات، الأول: توسع دائرة الدعم الدولي والإقليمي لإنهاء الحرب في اليمن. أما ثانيا فهو تلك الكلفة الباهظة لهذا الصراع الذي ناهز قتلاه حاجز العشرة آلاف شخص، اضافة إلي مجاعة وشيكة وأزمة انسانية محدقة تحذر منها الأممالمتحدة ولن يذوق مرارتها سوي اليمنيون.