خلال مشاركتي في المنتدي الدولي للمجتمع المدني في روسيا الأسبوع الماضي أظهرت المناقشات التي جرت خلال ثلاثة أيام أن المجتمع المدني في روسيا شهد تطورا كبيرا في السنوات الأخير بل أصبح الآن أحد الأعمدة الرئيسية في التنمية المجتمعية والاقتصادية، ولإدراك الدولة في روسيا مدي أهمية مشاركة المجتمع المدني في المجالات التنموية والاجتماعية فلقد تم توفير كافة سبل الدعم سواء من الرئاسة أو الحكومة أو البرلمان للمؤسسات التي تعمل في مجال المجتمع المدني، وتعد الغرفة المدنية للاتحاد الروسي أحد أهم كيانات المجتمع المدني في روسيا باعتباره هيئة شعبية تطرح الخطط المتعلقة بالمشروعات التي يمكن مشاركة المجتمع المدني فيها بالإضافة إلي اقتراح القوانين التي تساهم في تفعيل دور المنظمات التي تعمل في هذا المجال، وأكد فاليري فاديف أمين الغرفة المدنية في الاتحاد الروسي أن المجتمع المدني حاليا يعمل علي تطوير نفسه للوصول في النهاية إلي تحقيق أقصي استفادة من امكانياته في دعم الخدمات المجتمعية بالإضافة إلي المشاركة في المشروعات التي تحقق نتائج اقتصادية وتنموية إيجابية داخل المجتمع الروسي، وقال إن الغرفة المدنية كان لها دور كبير في تطوير المجتمع المدني في روسيا بل ودفعه إلي الأمام ليصبح جزءا لا يتجزأ من ركائز التنمية التي تتبناها الدولة، وشهد المنتدي جلسة نقاشية داخل صحيفة »موسكوفسكي كومسوموليتس» أحد أهم وأكبر المؤسسات الصحفية في روسيا تحت عنوان »المعلومات في العصر الرقمي معركة من أجل العقول» تم استعراض فيها دور الإعلام في دعم أنشطة المجتمع المدني حيث أكد بافل جوسيف رئيس التحرير ورئيس نقابة الصحفيين في موسكو أن الإعلام انتبه مؤخرا إلي الدور الهام الذي تلعبه مؤسسات المجتمع المدني في تنمية المجتمع وأصبح هناك صحفيون داخل روسيا متخصصين ومهتمين بهذا المجال والذي أصبح شريكا رئيسيا للدولة وللمجتمع في تطوير الحياة المجتمعية والإسهام في المشروعات التنموية، كما ناقشت جلسة دور وسائل الإعلام في تشكيل وتطوير المجتمع المدني آليات التعاون بين الإعلام والمجتمع المدني لدعم المجالات المتعددة التي أصبح لها أولوية داخل مؤسسات المجتمع المدني في روسيا، وخلال فعاليات المنتدي زيارة إلي مصنع »زاريسك» لإعادة تدوير القمامة في منطقة موسكو والذي يعد أحد النماذج الناجحة لمشاركة المجتمع المدني مع الحكومة في التنمية، وخلال تلك الزيارة أكد كل من يوجيني هروموشين وزير الإسكان والمرافق في منطقة موسكو، وديمتري كوراكين نائب رئيس وزراء حكومة إقليم موسكو ووزير البيئة والموارد الطبيعية في منطقة موسكو علي إيمان الحكومة بدور المجتمع المدني وتقديم جميع أنواع الدعم لمؤسساته، وأشارا إلي أن مصانع تدوير القمامة أحد أهم المشروعات التي تبنتها الدولة للتخلص والاستفادة من آلاف الأطنان التي تخرج يوميا من موسكو لإعادة تدويرها بعد تصنيفها وفرزها حتي يتم انتاج عدد كبير من المنتجات منها باستخدام التكنولوجيا الحديثة.