في مثل هذه الأيام منذ مائة وعشرة أعوام، ولد الشاعر والصحفي "كامل الشناوي". كان يبدأ يوم ميلاده مرحا، وينهيه حزينا. كان يتمني ان يتوقف قطار العمر ويفزع كلما تقدم القطار الي الامام، لانه كان يشعر انه يقترب من المحطة الاخيرة.. ويبدو ان احساسه كان في محله، لأنه رحل عن الدنيا عن عمر 56 عاما! كان شخصية مرحة في الليل تعيسة في النهار. يحب الظلام ويكره النور، ولهذا كان لا ينام في الليل ويستيقظ عند الظهر. كان كريما الي درجة الاسراف، فقد كان ينفق مرتب ابريل في شهر يناير. ولم يتغير ومرتبه مئات الجنيهات عما كان ومرتبه اربعة جنيهات! لم يكن يستطيع ان يعيش بلا حب.. فأحب عددا كبيرا من النساء. كان حبه عنيفا ولكن عمره قصير. لا يكاد يدفنه في القبر حتي يولد حب جديد. كان اذا رأي مغمورا شهره، واذا رأي محتاجا اعطاه كل ما في جيوبه. احب الناس فأحبه كل الناس. كان يسعده البحث عن العبقريات المدفونة.. يمسح عنها التراب، ويحتضنها الي ان تكبر وتشتهر وتنتشر. عندئذ يتركها، لينتقل الي فنان ناشئ او صحفي مبتدئ. كان إنسانا نقيا،لم يتغير منذ كان طالبا في الازهر، يلبس الجبة والعمامة، حتي خلعهما ودخل مدرسة الحقوق الفرنسية يدرس القانون. لم تستطع المطارق والصعاب التي قابلها في حياته ان تجعله يكره احدا او يحاول الدس اوالوقيعة بأي شخص. كامل الشناوي.. كان انسانا!