التعليم الفني في مصر يحتاج الي صحوة كبري إذا أردنا مواكبة حركة التقدم المتواصلة في العالم لأن التعليم الفني كان سببا في نهضة الدول المتقدمة وقاطرة الانطلاق بها لكننا في مصر نراه عبئا وأزمة لذلك ابتعد عن هدفه لم يخرج منه عمالة مهرة أو حتي شبه مهرة بل تخرج منه طوابير من العاطلين بالرغم من ان التعليم الفني هو حياة متكاملة واساس اي صناعة بدءاً من صناعة السيارت والمعدات والسفن والالكترونيات وحتي المحاصيل البستانية . في مصر لم ننظر إلي التعليم الفني والتدريب المهني علي أنه طريق تعليم يؤدي إلي النهوض والتقدم بل باعتباره السبيل لتخفيف الضغط علي الجامعات ومحاولة لاستيعاب خريجي المدارس الاعدادية من اصحاب المجموع الضعيف وتجاهلنا أن اكثر من مليوني طالب بالتعليم الفني موزعون علي التعليم الصناعي والزراعي والتعليم التجاري كقوة يجب تدريبها والاستفادة منها. وانهيار التعليم الفني له اسباب منها نظرة المجتمع الدونية لخريجيها وسوء المناهج الدراسية وضعف المعلم والاخطر هو غياب التدريب الحقيقي وعدم ربط الدارسين بالمصانع والمزارع فيتخرج الطالب ويجد أن ما تعلمه منفصل تماما عن سوق العمل ،الاصلاح يجب ان يبدأ من المدرسة لتكون ساحة للتدريب والتعليم ويكون التطبيق العملي بالمصانع ومراكز التدريب بل ومساندة الخريج في الحصول علي فرصة عمل او تقديم الدعم له لإقامة ورش للصناعات الصغيرة ومساندته في تسويق منتجه. ليس من المعقول اهمال اكثر من مليون خريج سنويا ينضمون الي طابور طويل من البطالة وتركهم دون تدريب فعلينا الاستفادة من تجارب الدول الاخري إذا أردنا تحقيق اي نهضة اقتصادية فمثلا في اليابان يتكفل قطاع الصناعة بتوفير معظم برامج التعليم الفني والتدريب المهني للطالب وقت الدراسة وخريجو التعليم الفني يمثلون أكثر من 70% من العمالة في ألمانيا أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي وفي سنغافورة يحصلون علي رواتب تعادل رواتب مديري البنوك. نحن في أشد الحاجة للخريج الفني وعلينا الاهتمام بهم لان التعليم الفني اساس التقدم وليس مجرد شهادة ورقية يحصل عليها الخريج وكأنها شهادة محو امية ينضم بها الي طابور طويل من العاطلين. وللحديث بقية