السيدة أنيسة حسونة .. تألمت وانا أقرأ قصتها مع مرض السرطان، وكيف حاولت أن تتعايش معه كصديق، ولكنها اكتشفت أنه شرس وغدار ومتوحش، ولا يمكن صداقته، بعد أن عاودتها الخلايا السرطانية، وقد شفيت منها منذ عامين، ثم كشر عن أنيابه في هجوم مباغت، وقت السعادة والاستسلام للحياة. عندي اعتقاد أن هذا المرض اللعين له علاج، بأقراص بسيطة مثلما استسلم فيروس سي، وسوف يكتب التاريخ ان مصر قهرت المستحيل ، فتحول من شبح مخيف إلي مرض أخف من الانفلوانزا، ولكن المشكلة تكمن في الشركات الكبري في العالم ، التي تمنع الكشف عن عقاقير جديدة لعلاج السرطان ،حفاظاً علي مكاسبها التي تقدر بمليارات الدولارات، وتفوق تجارة السلاح والمخدرات. الحقنة المناعية لمريض السرطان ثمنها 35 ألف جنيه، ويأخذها اسبوعياً، اضرب في مئات الملايين من المصابين، علاوة عن غرف الأشعة بمئات المليارات، وآلاف المستشفيات المخصصة لعلاج السرطان، والمحصلة هي ترك السرطان اللعين ينهش حياة البؤساء، حتي تعيش هذه المافيا وتكسب المليارات. لو توقفت الحروب وعم السلام، ستغلق مصانع الأسلحة أبوابها، وتخسر الدول المصدرة مليارات المليارات، فلابد من اختراع الحروب لتستمر تجارة السلاح، ولو تم استخدام علاج للسرطان، سيصاب عالم الكبار بالشلل التام، وتتوقف أكبر تجارة في العالم. لن يتم الكشف عن علاج حاسم قاهر للسرطان، إلا إذا ابتليت البشرية بمرض آخر أكثر خطورة وليس له علاج، حتي تتحول تجارة الصحة الي النشاط الجديد الذي يدر المليارات،علي حساب شقاء البشرية. الشهيد ساطع النعماني .. ينحني الوطن إجلالاً لأرواح شهدائه الابرار .. كيف استطعت أن تهزم الخوف والرعب والهمج الذين أرادوا التهام الوطن ؟ وخرج بين الصفوف عشرات الآلاف من ساطع وساطع، فداء لمصر وحياة شعبها، حتي يظل النيل يجري بالخير والنماء، وليس بالشر والسياف والجلاد. انتفضت مصر كلها حزناً علي بطل ينضم لقافلة الشهداء، وارتفعت الأيدي بالدعاء إلي السماء، تزف عريساً جديداً للجنة، ليؤكد للخونة والقتلة، أن مصر سوف تعيش مرفوعة الرأس والهامة والقامة، لأن فيها ملايين الأبطال مثلك، لهم العزة والكبرياء، أما القتلة فلا أحد يبكي عليهم، ويبتلعهم التراب في خجل وازدراء.. العزاء لمصر كلها وللشرطة المصرية وأهلك وذويك . داعية .. يقول إن الملحدين سيتحولون يوم القيامة إلي حور عين، وسينكحهم أهل الجنة كلها .. وآخر يؤكد أنه يجوز زواج البنت في أي سن، حتي لو كانت في بطن أمها .. مع كل الاحترام والتقدير، فمكان مثل هذه الأفكار مصحة نفسية وليس برامج التوك شو. مشكلة مصر ليست في ان ينكح العواجيز البنات الصغيرات ، ولا أن نغرق الناس في فتاوي الهوس ، ولكن في العنوسة وارتفاع نسبة الطلاق ، مما يستوجب تركيز العقول في مثل هذه المشاكل وإيجاد حلول لها . غيبوبة العقول تبدأ من هنا، وتفرش الطريق إلي التطرف والإرهاب، فمن يؤمن بذلك، سهل جدا أن يقتنع أنه إذا قتل أخاه المسلم علي سجادة الصلاة، فسوف يزف الي الجنة وحور العين، ولا تجد مصيبة تحل بأمة أكثر من انتشار فتاوي تضرب العقول .. رسولنا الكريم يوصي بأن نعلم الناس ما ينفعهم، وما تقولونه ليس نفعاً، ولكن يلحق بالعقول أشد الأضرار. اجمل دعاء .. يا رب أنت غني كل فقير ، وقوة كل ضعيف ، فما من مخلوق يعتصم بك من دون خلقك ، إلا جعلت له من بين ذلك مخرجا ، وما من مخلوق يعتصم بمخلوق دونك ، إلا جعلت الأرض هوياً تحت قدميه ، وقطعت أسباب السماء بين يديه.