أبهرت مصر العالم بتجربتها الفريدة بعد أن وضعت خطة للقضاء علي »فيروس سي» ليتحول هذا الكابوس المرعب الي قصة نجاح بتوقيع مصري، وأجبرت التجربة عدة دول ومنظمات عالمية، من بينها منظمة الصحة العالمية، علي الاشادة بها.. في 31 يوليو 2016 لأول مرة في تاريخ مصر، استطاعت الدولة انهاء قوائم انتظار العلاج من خلال علاج 800 ألف مواطن، لتنتقل البلاد الي مرحلة فحص وعلاج المواطنين الحاملين للفيروس والذين يجهلون أنهم مرضي.. جهود الدولة أسفرت، في ذلك الوقت عن علاج 1٫9 مليون مواطن من بينهم 915 ألفا علي نفقة الدولة، بنسبة 49٪ و350 ألفا علي نفقة التأمين الصحي و236 ألفا علي نفقة المجتمع المدني، فيما تم علاج 26 ألفا من خلال مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي للقضاء علي الفيروس، وتم علاج 45 ألفا بمستشفيات الجيش والشرطة، و280 ألفا بالقطاع الخاص. المرحلة الأولي من المسح الطبي للفيروس للفئات العمرية من 18 ل60 عاما تستهدف 48 مليون مواطن، وفي ديسمبر 2016 صدر قرار مجلس الوزراء بعلاج المترددين علي بنوك الدم، والمرضي المحتجزين بمستشفيات وزارة الصحة، والعاملين بالمجال الطبي بالوزارة، والمترددين علي المعامل المركزية، وطلبة السنة الأولي بالجامعات، ونزلاء السجون، بإجمالي 2٫5 مليون مواطن تم الكشف عليهم حتي مايو الماضي، رغم إعراب الرئيس عن أمله في علاج مليون مواطن. والمرحلة الثانية بدأت في مارس 2017 بإجراء المسح الميداني لمحافظات الصعيد فقط، وشملت 3 ملايين مواطن، أما المرحلة الثالثة فتمت بجميع المحافظات من خلال مبادرة الرئيس، وبدأت فبراير الماضي، وتم فحص 950 ألف مواطن، ليصل إجمالي من تم فحصهم الي 6٫4 مليون مواطن، ما دفع الدولة لوضع خطة القضاء النهائي علي الفيروس تتضمن خطة القضاء علي المرض اجراء مسح شامل ل 12٫6 مليون مواطن، سنويا، خلال الفترة من 2018 وحتي 2021 وفي العام الرابع والاخير يتم مسح بقية المستهدفين، تمهيدا لإعلان مصر خالية من فيروس »سي» بحلول عام 2021 منظمة الصحة العالمية قامت بتقييم تجربة مصر في مكافحة فيروس سي بهدف نقلها الي بلدان اخري، للاستفادة من جهود مصر في محاربة هذا المرض. وقال موقع »أخبار الأممالمتحدة» إن التجربة المصرية حظت باهتمام المنظمة الاممية لما حققته من مؤشرات نجاح في علاج فيروس سي د. عادل عدوي وزير الصحة الاسبق علق علي ذلك قائلا بالفعل هناك عدة دول لديها رغبة في نقل التجربة المصرية لمكافحة فيروس سي فعلي سبيل المثال قمت بلقاء سفير دولة جورجيا مع الوفد المصاحب من مركز التحكم في الامراض ووزارة الصحة بجورجيا.. وكان وقتها البرنامج مطبق منذ 3 شهور وكانت الحكومة الجورجية بصدد اعداد برنامج مماثل، وبالتالي تحتاج الي الدعم المصري في وضع استراتيجيات البرنامج، وهو ما قامت به مصر بالفعل حيث قامت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بدعم الجانب الجورجي ببعض التقنيات بالتعاون مع مركز التحكم في الامراض بالولاياتالمتحدةالامريكية. وكانت مجلة ذي اتلانتك الامريكية قد اشادت بتجربة مصر الرائدة في علاج فيروس سي. وذهب التقرير الي القول بأنه قبل 5 سنوات فقط، ومع أفضل العلاجات الطبية المتاحة لم تكن احتمالات علاج شخص مصاب بفيروس التهاب الكبد الوبائي افضل من مجرد رهان، وكان القضاء علي المرض من بلد بأكمله أمر لا يمكن تصوره. لكن اليوم تقضي مصر علي المرض من بين سكانها بوتيرة غير مسبوقة، وقد أصبح هذا ممكنا بفضل دواء ثوري جديد، لم تستطع أي دولة حتي الولاياتالمتحدة نشره بمستوي مماثل.. وقالت المجلة الأمريكية، إن مصر اثبتت أن التحسينات المذهلة في الصحة العامة ممكنة عندما يتم تسعير الأدوية بتكلفة معقولة، وتبذل الحكومة جهدا لنشره بشكل منهجي، لكن مصر تمثل أيضا استثناء يثبت قاعدة أنه في حين أن المجتمع المعاصر قد أثبت قدرة علي تكوين ابتكارات طبية أحدثت تحولا، فإنه أقل كفاءة في تعظيم استخدامها.