وراء كل باب مُغلق أو موارب حكاية مؤلمة وقصة صعب أن نصدق حدوثها، فلا تتصور أن قصتك وحدها هي الأصعب ولا أنك تحمل وحدك كل آلام الدنيا . كل صباح يخرج ملايين الناس إلي الشوارع لا ليبدأ كل واحد يومه إنما ليخفي كل وجه، يأمل أن يذوب الوجع وسط قلوب الناس أو يجد قلبا يحمله أو يحميه أو يقتسم معه نصف الألم . الابتسامات هي أكثر الأقنعة التي وراء كل ابتسامة سر و جرح وخط عريض من الخوف والإحباط . لا تترك حزنك وتفتح دفاتر الذين يمرون في حياتك يبتسمون كأن شيئا لم يكن، كن في جرحك حتي يشفي وفِي دموعك حتي تجف وفِي شقاء روحك حتي تطيب . لا يحمل أحد شهادة ضمان ضد الكسر وضد الصدأ وضد الألم وضد الحزن، لا أحد حُفر علي جلده أن لا وجع في قلبه ولا شيء . لا تصدق الوجوه التي تبدو مشدودة وتحسدهم علي قِلة الهَم والأشواك، فأغلب الذين يفردون قامتهم ويتوارون خلف نافذة من زجاج .. يحاولون أن يستمروا في الوقوف من أجل آخرين يحملون مسئوليتهم . أعرف كثيراً من الأمهات كن يكتمن صرخاتهن من ألم السرطان حتي لا يعذبن أطفالهن من قسوة المرض ولكي يبقي لكل طفل ذكري حلوة من أمه . وأعرف أباء يتحملون خدش كبرياء قلوبهم من أجل قلم وكراسة لأبنائهم . أعرف سيدات يحملن مسئولية بيت ويدبرن الجنيه لكي تصل بأولادها إلي الأمان . ورجال يواجهون مصائب الحياة دون أن يعرف أقرب الناس لهم . تعددت الحكايات والألم واحد، ومن الشجاعة أن نتحمّل ونصرخ في صمت يليق بقوتنا . نحتاج إلي أصدقاء شجعان يحملون عنا بعض قصتنا ونقتسم بعض قصتهم، نعم .. وهذا ليس زمن قِسمة السر والوجع والألم والحكاية للأسف . قليل من الناس يفعلها .. هؤلاء هم منحة السماء لكل أوجاع الأرض وأنا أطلب من الله في الدعاء أن يضاعف عدد الذين يملكون سر البهجة وعصا السعادة، أنبياء الحب والرحمة .