تبنت الادارات الامريكية المتعاقبة مشروعات وخططت لواقع تعيشه منطقتنا، وما بين ادارات تضع خططا وأخري تنفذها، واطراف عربية تساعد واخري تصمت، ساءت الأوضاع بالمنطقة تدريجيا، وخفت الحديث عن امكانية الوصول لسلام عادل شامل..ولكل مشروع مستفيد أوحد هو الكيان الاسرائيلي، والسؤال الدائم: أين رد الفعل العربي! وما سبق ينطبق بدرجة كبيرة علي إدارتي الرئيسين بوش الإبن وترامب، وكلاهما بالرغم من تبنيه لمشروعه الخاص والمعلن، الفوضي الخلاقة للأول، وصفقة القرن للثاني، الا ان الهدف واحد، وهو دعم التواجد الاسرائيلي بالمنطقة، ومع ذلك لم يتم الوقوف امامهما ووقف تنفيذهما بالشكل المطلوب حفاظا علي مستقبل شعوبنا، كما ان المشروعين متكاملان ويؤديان لبعضهما البعض، فلولا الفوضي الخلاقة، والتي أعلنت عام 2005، وستارها نشر الديمقراطية، والتي تمخض عنها انهيار دول مهمة وتوتر الاوضاع بالمنطقة لدرجة خطيرة، لما اقدمت ادارة ترامب علي انتهاج مشروع صفقة القرن، وستارة السلام المزعوم، والذي يجري التمهيد له بخطوات معلنة كالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل وتصفية قضية اللاجئين من خلال وسائل منها وقف تمويل »الأونروا»، التي تساعد الفلسطييين منذ 70عاما، وإغلاق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن، وكل ذلك للضغط علي الفلسطينيين لقبول الصفقة.. ويتم العمل بجدية علي تمرير تلك الصفقة ويساعد علي ذلك واقعنا العربي المهتريء.. أخيرا فكما كانت الفوضي الخلاقة أداة لمزيد من التقسيم وفقدان الأمن والاستقرار وتوغل الارهاب بنمو داعش، وأيضا تعزيز التواجد العسكري الأمريكي بالمنطقة، فصفقة القرن ليست سوي الصفعة الأمريكية الجديدة ضد السلام والعدالة والنتيجة الاطاحة بالقضية الفلسطينية وتوفير مظلة حماية أبدية للإحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية، بفلسطين والجولان، وتجاهل جرائم اسرائيل المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.